
رفع لاعب المنتخب البرازيلي ونادي ريال مدريد الإسباني فينيسيوس جونيور نغمة العداء نحو الجماهير الإسبانية، وبدأ معركة جديدة في حربه التي اشتعلت منذ تألق نجمه مع فريق العاصمة.
وصل الحد في فينيسيوس للتدخل في القرارات العليا، والمطالبة بوضع إسبانيا تحت التقييم لغاية موعد كأس العالم 2030 والذي تنظمه بالشراكة مع المغرب والبرتغال، حيث طالب بمراقبة وضع الهتافات العنصرية ضد اللاعبين ذو البشرة السوداء، للحكم على قدرة الدولة التي يلعب فيها على تنظيم المونديال.
فينيسيوس ليس اللاعب أسود البشرة الوحيد الذي يلعب في إسبانيا، وهناك العشرات منهم، يلعبون بشكل طبيعي، ولا يهاجمهم أحد من الجماهير أو ينظر إليهم بعنصرية، بل هناك منهم نجوم في المنتخب الإسباني مثل لامين يامال نجم برشلونة ونيكو ويليامز نجم أتلتيك بيلباو والذين ساهموا بشكل كبير في تتويج اليورو، وقوبلوا بالتقدير الكبير من الجماهير الإسبانية وكرموا من الملك الإسباني في احتفالات الفوز بالكأس.
وإلى جانب فينيسيوس في الريال هناك أيضا العديد من اللاعبين السود، الذين لم نسمع أنهم هوجموا في أي وقت بسبب لون بشرتهم مثل زملائه في المنتخب البرازيلي رودريجو وميليتاو والوافد الجديد إندريك، والألماني روديجر، والفرنسيون ميندي وتشواميني وكامافينجا، إضافة للوافد الجديد مبابي الذي استقبله الجمهور المدريدي بشكل أسطوري.
إذا المشكلة ليست في اللون وإنما في فينيسيوس نفسه، واعتياده على استفزاز جماهير الفرق الأخرى بعد تسجيل الأهداف بحركاته الغريبة بإخراج لسانه ورقصه بشكل يثير جماهير الفرق الأخرى، يضاف إلى ذلك التجاوب السريع مع استفزازاتهم والتحدث إليهم والذهاب إلى الحكم لمطالبته بالتدخل لمعاقبة الجماهير مما يضع المزيد من الزيت على النار.
العنصرية منتشرة في كل مكان، وهي تصدر من أشخاص مرضى يؤمنون بنظرية تفوق العرق الأبيض، هذا لا شك فيه، ولكن الحكمة تتمثل دوما في الرد على مثل هؤلاء، كما قام به نجوم من قبل، ونتذكر ما فعله نجم منتخب البرازيل وبرشلونة السابق داني ألفيس عندما ألقى عليه أحد جماهير فالنسيا ثمرة الموز قرب الراية الركنية، فقام بالتقاطها وتقشيرها وأكلها، وأكمل المباراة بشكل طبيعي، وتحولت الحادثة إلى حرب في مواجهة العنصرية، ودعمه نجوم العالم بأكل الموز في حربهم على هذه الآفة.
فينيسيوس نضج وأصبح من أهم لاعبي الكرة الحاليين في العالم، وهو المرشح الأول للكرة الذهبية، لكنه بقي على ذات عقليته الطفولية في محاربة أشباح أوجدها في خياله، وأصبحت تسيطر على تصرفاته، وبصراحة استغربت ذلك التقدير الذي منحه له الفيفيا في حفل الأفضل، ودعمه ضد الحملات العنصرية التي كان هو جزءا منها بمبالغته في رد الفعل، وترك وظيفته الأساسية وهي لعب كرة القدم، والتفرغ لمعارك خاريجة مع ثلة من الجماهير المريضة أو المستفزة.
تصريحات (فيني) الأخيرة، سيكون صداها واسعا في إسبانيا التي يلعب فيها، حيث خرج مدرب المنتخب الإسباني مستنكرا لها، وبعده رد زميله كارفاخال على اتهامات الجمهور الإسباني بالعنصرية، ولن تتوقف عند هذا الحد، بل ستتوالى التصريحات الداعمة لإسبانيا والمستنكرة (للإساءة) وقد تتسبب في شرخ مع باقي النجوم الإسبان في ريال مدريد والفرق الأخرى، كما سيجدها الجمهور فرصة لمهاجمته انتقاما لإسبانيا في مباريات الليجا المقبلة، وفي النهاية قد يكون مصيره الرحيل عن الدوري الإسباني بأسرع ما كان يتوقع ريال مدريد نفسه، لأن بقاءه سيمثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، وعندها قد يحدث ما لم يكن في الحسبان.
قد يعجبك أيضاً



