Getty Imagesلم يخف قائد منتخب إنجلترا لكرة القدم هاري كين يوما، رغبته في خوض تجربة اللعب في دوري كرة القدم الأمريكية (NFL)، حيث عبّر مراراً عن حلمه في أن يصبح "مُسدد الركلات" في تلك الرياضة بعد نهاية مسيرته الكروية.
وفي تصريحات حديثة الشهر الماضي، أكد مهاجم بايرن ميونخ البالغ من العمر 32 عاما أن فكرة الانتقال إلى كرة القدم الأمريكية "دائماً ما تراوده".
وأضاف: "أعلم أن الأمر سيحتاج إلى الكثير من الجهد. لست متوقعا أن أظهر هناك وأبدأ في تسديد الركلات مباشرة، سيكون علي أن أتدرب كثيرا".
دعم من بطل "السوبر بول"
يبدو أن كين لن يكون وحيداً في تحقيق حلمه الأمريكي، إذ أبدى أحد الفائزين بلقب "السوبر بول" استعداده لتدريبه ومساعدته على خوض التجربة، مؤكداً ثقته بقدرة نجم إنجلترا على النجاح في الانتقال بين اللعبتين.
بدأ شغف كين بدوري كرة القدم الأمريكية منذ عام 2011، حين شاهد فيلما وثائقيا عن الأسطورة توم برادي، أحد أبرز من لعبوا في مركز "الكوارترباك"، ليصبح بعدها من مشجعي فريق نيو إنجلاند باتريوتس.
وفي عام 2019، حضر كين تتويج الفريق بلقب السوبر بول في مدينة أتلانتا، وهناك التقى برادي وزميله السابق جوليان إيدلمان، ونشأت بينهم صداقة مستمرة حتى اليوم.
وفي مقابلة مع برنامج "صباح الخير أمريكا" العام 2023، قال كين: "الدوري الأمريكي لكرة القدم هو شيء أتابعه منذ نحو عشر سنوات، وأنا أعشقه، وأود فعلاً أن أجربه يوما ما".
وأضاف كين أن فكرة أن يصبح مُسدد الركلات "أمر يريد بالتأكيد استكشافه" بعد اعتزاله كرة القدم.
كولكويت يعرض المساعدة
من بين الداعمين لطموح كين، اللاعب الأمريكي داستن كولكويت، الذي سار على خطى والده كريج كولكويت وأصبح نجما في دوري الـNFL، وفاز مع كانساس سيتي تشيفز بلقب السوبر بول العام 2020.
قضى كولكويت 15 موسما مع الفريق وسجّل رقما قياسيا بعدد المباريات (238)، لكنه يعترف بأنه كان يحلم في شبابه باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال كولكويت في تصريحات ل"بي بي سي": "تابعت كين خلال كأس العالم، وإذا ركّز على هذا الهدف أعتقد أنه سيفعلها ببراعة. لقد شاهدت دقته في التسديد، وأود فعلا أن أعمل معه لأنني أحب كرة القدم، وهو متحمس جداً للفكرة. هذا الحماس جزء من شخصيته".
متطلبات الانتقال إلى كرة القدم الأمريكية
شرح كولكويت أن نجاح كين في تجربة دوري الـNFL يتوقف على إتقان التفاصيل الفنية الدقيقة، مشيرا إلى أن لاعب "البانتر" هو من يمسك الكرة للمسدد أثناء الركلة، وهذه اللحظة الحساسة قد تُفشل التسديدة كلها إذا لم يكن الإمساك مثاليا.
وأوضح: "الذي يُمسك الكرة لمُسدد الركلات يتحمل مسؤولية كبيرة، لأن اتجاه الخياطة والرياح والتوقيت كلها عوامل مهمة جدا. لذا عندما يكون كين جاهزا، سأكون جاهزا أيضا".
وأضاف كولكويت أن مُسددي الركلات عادة ما يدخلون كل محاولة بذهنية "طلقة واحدة تصيب الهدف"، قائلا: "لا يطلب منك الركلات كثيرا، لكن عندما يطلب منك، يجب أن تكون دقيقا".
من ركلات الجزاء إلى ركلات الـNFL
يُعرف كين بأنه أحد أفضل مُنفذي ركلات الجزاء في كرة القدم الحديثة. وفي مقابلة عام 2021 مع جاري نيفيل في برنامج "ذا أوفرلاب"، شبّه كين تسديدات لاعبي الـNFL بـ"ركلات الجزاء في كرة القدم"، مضيفا أن الضغط النفسي هو العامل المشترك بينهما.
كين سجل 93 هدفاً من أصل 105 ركلات جزاء في مسيرته الاحترافية (باستثناء ركلات الترجيح)، وأضاع واحدة فقط من 37 محاولة منذ إهداره الركلة الشهيرة أمام فرنسا في مونديال 2022.
وقال نجم بايرن ميونخ: "كثير من الناس يمكنهم تسجيل ركلات جزاء في التدريب أو تسديد الكرة لمسافة بعيدة، لكن السؤال: هل يمكنك فعلها تحت الضغط، عندما تكون المباراة على المحك؟ أعتقد أن هذه هي الميزة التي أملكها مقارنة ببعض اللاعبين الأصغر سنا".
تجارب سابقة
هناك تجربة مشابهة.. اللاعب النمساوي توني فريتش، الذي ترك كرة القدم في سن 26 ليصبح مُسدد ركلات في الـNFL مع فريق دالاس كاوبويز في السبعينيات.
وفاز فريتش مع فريقه بلقب سوبر بول 1972 في موسمه الأول، وحصل على خاتم البطولة رغم إصابته وقتها.
كما نجح آخرون من أوروبا في التحول إلى دوري كرة القدم الأمريكية، مثل جارو يبرميان، مورتن أندرسن، يان ستينرود، توني لينارت ونيل أودونوجو.
وفي عام 1997، جرّب المهاجم الإنجليزي السابق كليف ألين – لاعب توتنهام وإنجلترا السابق – حظه مع فريق لندن موناركس، حيث سجل ست ركلات ميدانية من ست محاولات وسبع ركلات إضافية من عشر، لكن جميعها كانت من مسافات قصيرة، لتنتهي تجربته سريعا.
واليوم، ما يزال هناك عدد من لاعبي دوري الـNFL الذين كانت بداياتهم مع كرة القدم، مثل براندون أوبري (دالاس كاوبويز)، هاريسون بوتكر (كانساس سيتي تشيفز) وكايرو سانتوس (شيكاجو بيرز). كما أن استمرار المخضرمين نيك فوك ومات براتر في اللعب حتى سن 41 يمنح كين أملا إضافيا في إمكانية النجاح حتى بعد تجاوز الثلاثين.
وينتهي عقد كين مع بايرن ميونخ في عام 2027، أي قبل أن يبلغ 34 عاما بقليل، ومع أنه لا يستبعد تمديد عقده في ألمانيا، إلا أن هناك متسعا من الوقت لتحقيق حلمه بالتحول إلى نجم مزدوج الرياضة — من ملاعب كرة القدم الأوروبية إلى ملاعب دوري الـNFL الأمريكية.
قد يعجبك أيضاً



