EPAإقيلم كتالونيا يحاول الاستقلال سياسيًا عن إسبانيا، أما كرويًا فالتقارب بين برشلونة وقارة أمريكا الجنوبية ربما يكون أكثر من أي نادي آخر في أوروبا، فبرشلونة الذي قدم للكرة الأوروبية الأسطورة مارادونا في بداية الثمانينات، لم يكن هذا التعاقد سوى سوى قطرة من بداية الغيث الذي هطل في التسعينات واستمر إلى يومنا الحالي، في حكاية إنجاز مشترك بين النادي الكتالوني ونجوم قارة أمريكا الجنوبية.
البداية من روماريو
موسم 93 كان شاهدًا على بداية قصة طويلة من تعاقد برشلونة مع نجوم أمريكا الجنوبية حين تعاقد النادي الكتالوني مع النجم البرازيلي روماريو من صفوف ايندهوفن الهولندي ليلعب لصالح النادي رفقة فريق الأحلام تحت قيادة يوهان كرويف، روماريو لم يقضي سوى موسمين قبل أن يحن للعودة إلى شواطئ ريو دي جانيرو، فيعوضه برشلونة بعدها بموسم بالتعاقد مع برازيلي آخر وهو الظاهرة رونالدو ليوقع لمدة ثلاث سنوات لصالح النادي، لكنه ارتدى قميص البارسا لموسم واحد قبل الانتقال إلى إنتر ميلان.
الأساطير الثلاثة
حقبة برشلونة الأفضل مع نجوم أمريكا الجنوبية كانت مع موسم 98 حين تعاقد النادي مع البرازيلي ريفالدو ليلعب لصالح الفريق لمدة 4 مواسم كان خلالهم نجم الفريق الأول، ويصبح بعدها أحد أشهر أساطير برشلونة عبر التاريخ، ويفوز بجائزة الكرة الذهبية مع النادي.
بعد ريفالدو كان يجب على الفريق أن يسلم شارة النجومية إلى لاعب جديد، توجه برشلونة هذه المرة تجاه الأرجنتين حين تعاقد النادي مع الساحر الكسول ريكيلمي لكنه لم يظهر بالمستوى المرغوب، ليعود النادي في الموسم التالي إلى البرازيليين ويتعاقد مع الأسطورة الثانية رونالدينهو ليصبح نجم الفريق لسنوات عديدة ويحصل على جائزة الكرة الذهبية مع النادي.
وفي ظل سطوة رونالدينيو داخل برشلونة كان يتم الإعداد للأسطورة الثالثة ليحمل شارة النجومية في البلوجرانا، الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي زامل رونالدينهو في الملعب كان خليفته في نجومية برشلونة، لتستمر صناعة المتعة في النادي الكتالوني حكرًا على أبناء قارة أمريكا الجنوبية، ويحقق ميسي جائزة الكرة الذهبية لمرات عديدة مع برشلونة.
الخليفة يسقط
حقبة الأساطير الثلاثة شهدت تواجد الكثير من نجوم أمريكا الجنوبية في مراكز مختلفة داخل برشلونة، وربما أبرزهم: الأرجنتيني سافيولا، والبرازيلي داني الفيش، والتشيلي اليكسيس سانشيز، والأوروجوياني لويس سواريز.
لكن الأبرز على الإطلاق كان البرازيلي نيمار، اللاعب الذي حاولت برشلونة أن تكرر معه تجربة رونالدينهو وميسي، بأن يلعب في ظل ميسي ثم يصبح خليفته فيما بعد، ويكون الأسطورة الرابعة في برشلونة في عقد أساطير كرة أمريكا الجنوبية داخل برشلونة، لكن خطط النادي سقطت أمام أموال باريس سان چيرمان ليرحل نيمار عن النادي ومعه يسقط خليفة ميسي.
كوتينيو أم النهاية
الأمور في كتالونيا مشتعلة بعد الحديث عن قرار ميسي بالرحيل عن برشلونة، فاللاعب ربما يغادر وبرفقته سواريز وفيدال، أخر ما تبقى لبرشلونة من نجوم أمريكا الجنوبية، خاصة مع رحيل البرازيلي آرثر ميلو نحو يوفنتوس بعد أن اسالت ملايينه لعاب برشلونة.
وفي المقابل سيعود البرازيلي كوتينيو المتوج بدوري الأبطال إلى برشلونة بعد إنتهاء إعارته من بايرن ميونخ، ومصيره مع الفريق ما زال مجهول، فهل يستمر كوتينهو مع برشلونة حتى لا تنقطع سلسلة نجوم أمريكا الجنوبية عن سماء كتالونيا، أم يرحل عن الفريق هو الأخر، ويكتب برشلونة فصل النهاية في حكايته مع أمريكا الجنوبية حتى إشعار آخر؟!

**كاتب زائر لموقع كووورة
قد يعجبك أيضاً



