
مباشرة بعد تعيين الدولي الجزائري السابق كريم زياني مديرا رياضيا جديدا لشبيبة القبائل، انقسمت الآراء وتباينت حول إمكانية نجاحه من عدمه مع الفريق الأكثر تتويجا في البلاد، فهناك من يتكهن بنجاحه بالنظر إلى قيمته في الساحة الكروية الجزائرية وقوة شخصيته، وهناك من ربط مصيره بمصير زميله السابق في المنتخب عنتر يحيى الذي تولى شؤون اتحاد العاصمة، ونهايته يعرفها كل من يتابع الأخبار الكروية في الجزائر.
إلى هنا الأمر عادي، بما أن تكهنات مماثلة تحدث في كل الأندية مهما كان اسمها أو وزنها، لكن ما يثير التساؤل هو تلك التعليقات التي لا تمت بصلة للمؤهلات الفنية أو المستوى أو الكفاءة، فبعد تعيين اللاعب السابق لنادي أولمبيك مارسيليا على رأس الإدارة الرياضية للكناري، خرجت فئة للانتقاد ومعارضة هذا القرار لأن زياني ليس ابن الفريق... نعم لأنه ليس ابن الشبيبة ولم يلعب فيها والأولوية- حسب هذه الفئة- لأبناء الفريق، فهل صحيح أن منصب مدير رياضي يتطلب ابن الفريق؟ وهل أصبح ابن الفريق معيارا أساسيا للتوظيف في الجزائر؟ وهل الانتماء إلى الفريق يسبق الخبرة والتجربة والكفاءة؟
سبق وسمعنا هذه الأقاويل في العديد من الأندية في السابق، فقبل اليوم تولى العديد من اللاعبين القدامى مناصب مسؤولة في أندية ليست أنديتهم، فمثلا عبد الحكيم سرار تولى شؤون اتحاد بلعباس واتحاد العاصمة وتعرض للحملة نفسها، مثلما تعرض لها في البليدة عندما دار حديث عن اتفاقه لتولي منصب في إدارة الاتحاد، كما تعرض عنتر يحيى للانتقادات نفسها عندما التحق بإدارة اتحاد العاصمة، وهناك حتى من ربط فشل لاعب نادي بوخوم السابق بعدم تقمصه اللونين الأحمر والأسود لما كان لاعبا!... والآن جاء دور زياني الذي يراه البعض غير قادر على قيادة شؤون الشبيبة لسبب لا علاقة له بالكفاءة... وهي أمور لا نجدها إلا في بلادنا.
الفكر "العرايشي" مازال طاغيا في بلادنا وفي كل المجالات، فمجرد تقلدك منصب أو ترشيحك فقط يجعلك تحت مجهر البعض الذين سيبحثون عن أصولك قبل مؤهلاتك وكفاءتك وشهاداتك، وهو ما يعكس الحال الذي نحن فيه اليوم، فمنطق الانتماء أصبح شرطا أساسيا وثابتا لتقلد المناصب، أما الكفاءة فيمكن اكتسابها مع مرور الوقت وهذه هي تبريرات "القوميين" من الأنصار، ففي حالة فشل زياني في مهمته، هل سيُرجعون ذلك إلى نقص كفاءته أم إلى "عدم انتمائه" للدار؟.
ملاحظة: لست ضد تقلد اللاعبين القدامى مناصب مسؤولة في أنديتهم الأصلية، بل هناك العديد من الذين يستحقون الفرصة لذلك، لكن بالنظر لمؤهلاتهم وكفاءتهم أولا قبل انتمائهم.
**نقلاً عن جريدة أصداء الملاعب الجزائرية
قد يعجبك أيضاً



