EPAدائمًا ما تكون بطولات كأس العالم، هي المرجع الدائم لمدربي الفرق، والمنتخبات في الأعوام الأربعة التالية على أي بطولة، خاصة الطرق التي تم استخدامها، وكذلك الإيجابيات والسلبيات، التي أظهرتها البطولة.
ولأنَّ بطولة كأس العالم، التي أُقيمت في روسيا الصيف الماضي، لا تزال ماثلة في الأذهان؛ حيث لم يمر عليها الكثير من الوقت، فإنَّها ستكون المرجع للمدربين، الذين يُشاركون بعد أيام قليلة في بطولة آسيا في الإمارات.
وبالطبع ستكون العيون، مُسلَّطة على المنتخب الفرنسي، الذي نجح في الوصول إلى منصات التتويج، رغم أنَّه لم يقدم الأداء الذي يعجب الكثيرين، للدرجة التي تم فيها وصف أدائه بالقبيح.
دروس المونديال
وتميَّزت فرنسا بصلابة دفاعية، في ظل اعتماد المدرب ديدييه ديشامب على تشكيلة شابة، يبلغ معدل أعمارها 26 عامًا، ولم تضم سوى 4 لاعبين تخطوا الثلاثين، بينهم الحارس والقائد هوجو لوريس، 31 عامًا، والذي قدم أداء رائعًا.
واعتمد ديشامب منذ بداية المونديال، مقاربة حذرة، والأداء الفرنسي الهجومي لم يظهر عمليًا سوى في الأدوار الاقصائية، بعد 3 مباريات بالدور الأول كان الأداء فيها متواضعًا ومملاً، إلا أنه نجح في النهاية بالوصول إلى مبتغاه.
في المقابل، فشلت المنتخبات التي انتهجت أسلوب الاستحواذ على الكرة، والأداء بشكل جمالي، مثل إسبانيا، والبرازيل، في الوصول لمنصات التتويج.
فالبرغم من لجوء إسبانيا، للاستحواذ العالي على الكرة، إلا أنَّها ودَّعت البطولة من دور الـ16 أمام روسيا، وبالمثل خرجت البرازيل من ربع النهائي، أمام بلجيكا التي اعتمدت على الهجمات السريعة الخاطفة.
كما أثبتت البطولة كذلك أنَّ النجم الأوحد، لا يكفي لحصد اللقب، وتفوقت الكرة الجماعية والانضباط التكتيكي، والفني على الفرديات، بعدما فشل ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو، ونيمار دا سيلفا، في قيادة منتخبات الأرجنتين، والبرتغال، والبرازيل لنصف النهائي.
السير على خطى الديوك
كل هذه الدروس، وغيرها ستكون ماثلة أمام مدربي، ولاعبي منتخبات كأس آسيا، للاستفادة منها في البطولة، كي يصل كل فريق إلى ما يصبو إليه من هذه المشاركة.
وستكون النسخة المقبلة، هي الأولى التي يتم فيها مشاركة 24 فريقًا، الأمر الذي أتاح لمنتخبات ليس لها تاريخ للظهور في هذا المحفل مثل الهند، والفلبين، وقيرغيزستان، وفيتنام، وتركمانستان.
وسيكون من الطبيعي أن تعتمد مثل هذه المنتخبات وغيرها من الفرق غير المصنفة على الأسلوب الدفاعي في مواجهة كبار القارة، مثل أستراليا، واليابان، والسعودية، وكوريا الجنوبية، والإمارات.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل تعتمد منتخبات كبيرة على أسلوب حذر في مواجهة فرق أقوى منها، على أمل تحقيق هدفها بتحقيق اللقب؟.
الإجابة على مثل هذا السؤال، ليست سهلة، لأن المنتخب الفرنسي ورغم اعتماده على مقاربة دفاعية، إلا أنه لم يكن خارج نادي المرشحين لإحراز لقب المونديال.
فديشامب كان يملك كل الأسلحة التي ساعدته في تنفيذ ما يصبو إليه من حارس رائع، وقلبي دفاع مثل أومتيتي، وفاران، ولاعبين رائعين بوسط الميدان، مثل نجولو كانتي، وبول بوجبا، بالإضافة إلى مهاجمين خطيرين وهما أنطوان جريزمان، وكيليان مبابي.
ويدرك كل مدرب في كأس آسيا، الأوراق التي يملكها لتنفيذ ما يريدون، خاصة وأنَّ البطولة تضم أسماء كبيرة في عالم التدريب، مثل الإيطالي ألبرتو زاكيروني مع الإمارات، ومواطنه المدرب الخبير مارتشيلو ليبي مع الصين، والذي سبق له قيادة إيطاليا بالتتويج بمونديال 2006، بنفس النهج الذي فازت به فرنسا في 2018.
وكذلك البرتغالي كارلوس كيروش مع إيران، والأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي مع الأخضر السعودي، اللذان سيستفيدان من مشاركتهما في النسخة الأخيرة من المونديال.
قد يعجبك أيضاً



