
يحفل عالم الرياضة، بالعديد الأمور، التي ربما تمر على المتابعين دون التفكير فيها، ولا البحث عن أهميتها وتحت أي ظروف ظهرت للعلن.
وفي سلسلة بعنوان "هل تعلم".. يقدم كووورة لمتابعيه، موضوعات عن بعض الأمور والكواليس والمعلومات التي يشاهدونها في الرياضات المختلفة وقد لا يعرف البعض سبب ظهورها أو معلومات كافية عنها.
وحلقة اليوم عن لاعب غير قوانين كرة القدم، وخلد ما حدث معه تحت مسمى "قانون بوسمان"، لكن نجوم اللعبة خذلوه في النهاية.
وبطل قصة اليوم هو لاعب الوسط البلجيكي جان مارك بوسمان، المولود في أكتوبر/تشرين أول عام 1963.
بوسمان بدأ مسيرته في ستاندارد لييج عام 1983، واستمر معه حتى 1988، مكتفيا بخوض 86 مباراة طوال تلك المدة، سجل خلالها 3 أهداف فقط.
وفي عام 1988، انتقل بوسمان إلى آر سي لييج، حيث استمر معه حتى 1990، مكتفيا بخوض 3 مباريات فقط.
لكن مع هذه المسيرة الضعيفة جدا.. لماذا أصبح بوسمان من أشهر اللاعبين في التاريخ؟
الحقيقة أن بوسمان واجه ظروفا صعبة، حيث لم يثبت جدارته بالاستمرار في صفوف آر سي لييج، حيث لم يجدد النادي، عقده الذي انتهى في صيف 1990.
وبحث بوسمان عن فريق جديد، وتلقى عرضًا من دنكيركيه الفرنسي، ووافق عليه اللاعب، لكنه فشل في الرحيل إليه بعدما طلبت إدارة آر سي لييج الحصول على نصف مليون إسترليني نظير تركه.
واستند لييج وقتها إلى اللوائح، والتي تنص على أن عملية رحيل لاعب من ناد إلى آخر، يجب أن تكون باتفاق مالي، بما في ذلك لو كان عقد اللاعب منتهيا.
ورفض النادي الفرنسي دفع هذا المبلغ، ليصطدم بوسمان بإدارة لييج، التي قررت معاقبته بخفض أجره بنسبة 75% ليتقاضى 500 إسترليني فقط في الشهر.
ولم يستسلم بوسمان، وقرر الطعن على اللوائح المتبعة فيما يخص انتقالات اللاعبين، ورفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الأوروبية ضد ناديه لييج والاتحاد البلجيكي واليويفا.
وبعد تلك الخطوة، قرر لييج، إيقاف بوسمان وحرمانه من اللعب، ليضطر إلى اللعب في فرق الهواة بفرنسا وبلجيكا للحصول على أموال تعينه على الحياة.
وبعد 5 سنوات وتحديدا في 1995، أصدرت محكمة العدل الأوروبية حكمها التاريخي، وأكدت على أحقية اللاعبين في الانتقال بشكل مجاني من أنديتهم حال انتهاء عقودهم.
كما أكدت المحكمة أنه بإمكان الأندية الأوروبية الاعتماد على عدد لا محدود من اللاعبين المنتمين لدول الاتحاد الأوروبي، طالما أن تلك الدول تحت مظلة هذه المنظمة.
وقام اليويفا بتعديل لوائحه، تنفيذا للحكم الصادر من محكمة العدل الأوروبية، وبات من حق اللاعبين التفاوض مع أي ناد خلال آخر 6 أشهر من عقودهم.
واضطر بوسمان لاعتزال كرة القدم عقب نهاية مسيرته مع فيزي في عام 1996، لتبدأ رحلة صعوبات كبيرة له من الناحية المالية.
ورغم أن "قانون بوسمان" تسبب في حصول اللاعبين على أموال طائلة جراء الانتقال الحر عقب نهاية عقودهم، إلا أنهم خذلوا اللاعب البلجيكي.
وحاول بوسمان الحصول على أموال، من خلال إنتاج قمصان تحمل اسمه، على أمل إقدام اللاعبين على شرائها لدعمه ورد الجميل له، لكن ذلك لم يحدث.
وتدهورت أحوال بوسمان كثيرا في السنوات الماضية، وبات عاطلا عن العمل ويعيش على مساعدات البعض والتبرعات التي يحصل عليها من الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين.
قد يعجبك أيضاً



