Reutersمع وصول آرسنال وتشيلسي إلى نهائي بطولة الدوري الأوروبي، أكملت كرة القدم الإنجليزية هيمنتها على الساحة القارية في الموسم الحالي حيث سبق لليفربول وتوتنهام أن انتزعا في الأيام القليلة الماضية مقعدي المباراة النهائية لدوري الأبطال.
قائمة الفرق الأوروبية التي أطيح بها، تبدأ حين لقن ليفربول برشلونة درسا للتاريخ في إياب نصف نهائي دور الأبطال، تلا ذلك درس آخر قدمه هذ المرة توتنهام لأياكس الهولندي.
ذلك فيما يتعلق بدوري الأبطال، أما باليوروباليج، فقد أطاح آرسنال بفالنسيا الإسباني من المربع الذهبي للدوري الأوروبي، متغلبا عليه في عقر داره، بينما أسقط تشيلسي فراكفورت الألماني بضربات الترجيح.
"نهاية الآلهة"
الطريف أنها المرة الأولى في تاريخ الكرة الأوروبية التي ينتمي فيها جميع أطراف النهائي في البطولتين لاتحاد واحد، وهو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، بل وليس هذا فقط وإنما هي المرة الأولى، منذ نهائي 2013 بين بايرن ميونيخ ودورتموند الألمانيين، التي نشهد فيها غيابا إسبانيا عن نهائي "أبطال أوروبا"، وبعبارة أخرى غياب كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.
إنها "نهاية الآلهة"، يقول الصحفي خافيير كاسيريس في تعليقه في صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" في عددها الصادر اليوم الجمعة (10 مايو/ أيار).
وقد تنبأ بالفعل أوتمار هيتسفيلد، مدرب بايرن ميونخ السابق قبل 4 أسابيع بنهائي إنجليزي خالص، حين صرح لموقع "أونيسبورت" بأن "للأندية الإنجليزية إمكانيات أكثر، ربما لأن ليونيل ميسي لم يعد في أوج عطائه كما كان سابقا، ونفس الشيء ينطبق على كريستيانو رونالدو".
كلام "الجنرال" كما يلقب هيتسفيلد في الصحافة الألمانية، يأتي في صميم نظرية "سقوط الآلهة" التي تحكمت في الكرة الأوروبية في عقدها الأخير. فهل يعني ذلك أننا أمام عهد جديد لهيمنة إنجليزية شاملة؟
عهد جديد
قبل محاولة الإجابة عن هذا السؤال، لا بد أن يقر المرء أن مشاركة فريق كليفربول أوتشيلسي مثلا في نهائي أحد المسابقات الأوروبية، ليس استثناء وإنما هو أمر أقرب إلى القاعدة، فنحن أمام أندية عريقة وذات رصيد طويل من الألقاب. الملفت هذه المرة هو عدد هذه الفرق ليس أكثر.
ولرؤية ما إذا كنّا أمام عهد إنجليزي جديد، لا بد من الوقوف عند أوجه الاختلاف. فاللافت أن مباريات نصف النهائي، شاهدة على "معجزة" خلط الأوراق. وهو ما عبر عنه الصحفي خافيير كاسيراس في تعليقه متحدثا عن الحظ ودوره في حسم الأمور لصالح الإنجليز.
وبعيدا عن المقارنات التكتيكية، وانطلاقا من نظرية "الآلهة"، نلاحظ أن الأندية الإنجليزية لم تعتمد في نجاحاتها على الأسماء الكبيرة: توتنهام يسقط أياكس دون قوته الضاربة هاري كين ودون الكوري الجنوبي سون الذي لعب في إياب المربع الذهبي فقط.
ليفربول يذل البارسا دون محمد صلاح وروبرتو فيرمينو، وتوتنهام يتأهل إلى النهائي بفضل لوكاس مورا الذي تحول في ليلة واحدة إلى "بطل خارق" إثر ثلاثية رائعة في شباك أياكس أمستردام.



