إعلان
إعلان

هجمة مرتدة: فيرجسون وفينجر..حرب اللغة والبيتزا والغطس!

KOOORA
12 يوليو 202314:09
فيرجسون وفينجر..خلافات لم تتوقف

15 عاما لم تهدأ خلالها الآلة العسكرية لكل من المدرب الأسكتلندي السير اليكس فيرجسون، وغريمه الفرنسي آرسين فينجر، من إصدار الضجيج، وإطلاق القذائف، والتسديد في كل مكان.

قد تكون معركة التصريحات الأقوى والأطول في تاريخ كرة القدم، بين مدربين فعلا كل شيء في الملعب، لكن الصراع خارجه كان له شكل آخر.

في هذه الحلقة من سلسلة (هجمة مرتدة) نستعرض (حرب الديناصورات) كما أطلق عليها بين المدربين الكبيرين، خلال قيادتهما لمانشستر يونايتد، وآرسنال، خلال الحقبة الذهبية التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرة مشجعي الفريقين، ولا عشاق الكرة الإنجليزية.

رصاصة فيرجسون الأولى

في عام 1996، وصل المدرب الفرنسي آرسين فينجر إلى لندن، لقيادة فريق آرسنال، قادما من نادي ناجويا جرامبوس إيت الياباني، حيث لم يكن حينها معروفا في إنجلترا، وتفاجأ الكثير من عشاق المدفعجية لهذا الخيار الغريب.

لكن وبعد فترة قصيرة، بدأ المدرب الفرنسي بوضع بصمته المميزة على الفريق، ليشيد النقاد بفكره التدريبي الذي اعتبر مميزا ومختلفا وغير معتاد.

الأمر ضايق فيرجسون الذي كان قد استعاد أمجاد الشياطين الحمر، وجلس على مقعد المدرب الأفضل في الدوري الأغلى، لتثير إشادة النقاد بالمدرب الجديد حفيظة الأسكتلندي ويطلق تصريحه الأول الذي اعتبر إعلانا للحرب على فينجر

"يقولون إنه رجل ذكي، أليس كذلك؟ يتحدث خمس لغات؟ لدي صبي يبلغ من العمر 15 عامًا من ساحل العاج يتحدث خمس لغات".

لكن وكما قال المتابعون..اختفى الصبي من ساحل العاج دون أن يترك أثرا، بينما قاد الفرنسي فريقه إلى المركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمه الأول.

winger%20firgson%202%20

فينجر يبدأ المعركة

شهد العام التالي ارتفاعا في حدة التصريحات بين المدربين، خاصة بعدما اشتكى فينجر مما اعتبره محاباة لمانشستر يونايتد، عند الإعلان عن جدول مباريات الدوري وقال عن هذا الأمر: "من الخطأ تمديد برنامج الدوري حتى يتمكن يونايتد من الراحة والفوز بكل شيء".

وهنا رد فيرجسون سريعا عليه في تصريحات للصحفيين: "إنه مبتدئ، يجب أن يحتفظ بآرائه تجاه كرة القدم اليابانية.. إنه لا يعرف الكرة الإنجليزية فهو في ناد كبير، حسنا، اعتاد نادي الآرسنال أن يكون فريقا كبيرا.. يجب أن يبقي فمه مغلقا، مغلق تماما".


دعوة غاضبة

فاز يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 1997، لكن آرسنال هو الذي حقق المجد في عام 1998.

بعد 3 سنوات متتالية من فوز مانشستر يونايتد بالدوري، استعاد آرسنال مكانته باعتباره الفريق الأول في إنجلترا بفوزه على الشياطين الحمر في عام 2002.

في موسم 2001/2002، حقق آرسنال ثنائية على فريق السير أليكس، وحسم الدوري في نهاية المطاف بالفوز 1-0 على ملعب أولد ترافورد.

بعد حملة مخيبة للآمال، قال فيرجسون عن فينجر، "إنه لا يأتي أبدًا لتناول مشروب مع المدرب المنافس بعد المباريات، إنه المدرب الوحيد في الدوري الممتاز الذي لا يفعل ذلك، إنه تقليد هنا.. سيكون من الجيد له أن يفعل ذلك، عليه تقبل التقليد".

?i=epa%2fsoccer%2f2009-04%2f2009-04-29%2f2009-04-29-00000301714037


الزوجة الأجمل

 سكب الصحفيون الزيت على النار عندما توجهوا بسؤال واحد لكلا المدربين: من هو الفريق الأفضل في الدوري الإنجليزي؟

أجاب فينجر:"كل شخص يظن انه يتملك الزوجة الأجمل في البيت".

لكن الأمر لم يعجب المدرب الأسكتلندي الذي اعتبر التصريح هجوما شخصيا عليه، ورفض كل التبريرات التي أكدت ان فينجر لم يقصد الامر بهذه الصورة وهاجمه بضراوة مؤكداً ان ما قاله عار كبير.


الغطاس نيستلروي

وصلت الأمور بين مانشستر يونايتد وآرسنال إلى أسوأ حالاتها في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

في موسم 2003/2004 من الدوري الإنجليزي الممتاز، قاد آرسين فينجر فريقه إلى اللقب دون أن يخسر أي مباراة، أطلق عليهم فيما بعد لقب "الذين لا يقهرون".

في وقت مبكر من الموسم، أدت ركلة جزاء ضائعة احتسبت لرود فان نيستلروي إلى إشعال القمة، وقام لاعبا آرسنال كيون وبارلور ولورن في الرد علي المهاجم الهولندي بصورة عنيفة واعتدوا عليه، وهو ما وجده لاعبو اليونايتد فعلاً مؤسفاً.

في أعقاب ذلك، وصف فينجر المهاجم المسؤول عن الحادث قائلاً "أعتقد أن فان نيستلروي لا يساعد نفسه، بصراحة.. إنه يتطلع دائمًا إلى الغوص".

لكن رد عليه فيرجسون مدافعا عن لاعبه" فينجر يعاني حاله نفسيه ضد نستلروي".

الهزات الارتدادية لحادثة البيتزا تواصلت فيما بعد، ووصل الأمر من الإحباط بفينجر للتصريح حول الأمر:"لن أتحدث مرة أخرى عن هذا الرجل".

ورد فينجر على اتهام آرسنال بقلة الاعتماد على اللاعبين المحليين:

"أنا مستعد لتحمل اللوم عن كل مشاكل كرة القدم الإنجليزية إذا كان هذا هو ما يريده" وواصل "يجب أن يهدأ فيرجسون، ربما كان من الأفضل أن يضعنا في مواجهة الحائط ويطلق النار علينا." 

pizza

حرب البيتزا

في الموسم التالي عام 2005، كان الشياطين الحمر ينهون سلسلة آرسنال المذهلة بعدم الخسارة في 49 مباراة متتالية، بالفوز عليهم 2-0 على ملعب أولد ترافورد في أكتوبر.

كانت المباراة شرسة، لكن تداعياتها كانت في نهاية المطاف تجسد فضيحة حقيقية وخروجا عن الروح الرياضية بشكل سافر.

اشتعلت الأحداث في النفق بعد صافرة النهاية، وصلت قمتها عندما قام لاعب آرسنال فابريجاس بإلقاء قطعة من البيتزا في وجه السير فيرجسون،
وقال الأسكتلندي عن هذا التصرف:

"في النفق كان فينجر ينتقد لاعبي فريقي واصفا إياهم بالغش، لذلك أنا نصحته بتركهم وشأنهم وأن يتصرف هو نفسه بطريقة جيدة، أن لا تعتذر عن سلوك اللاعبين لمدرب آخر هذا أمر غير معقول، ولكنني لا أتوقع أن فينجر سيعتذر، فهو من ذلك النوع من الناس".

وفي وقت لاحق قال فيرجسون: "كان سلوكهم أسوأ شيء رأيته في هذه الرياضة، وكأنهم خرجوا من السجن."

بعد أشهر من "معركة البيتزا"، رفض السير أليكس طي صفحة هذا الحادث، وقال للصحفيين "إن أرسين فينجر كان وصمة عار".

لكن رد الفرنسي كان غاضبا بشكل كبير، وقال في تصريحات للصحفيين:

"فيرجسون يفعل ما يشاء وأنتم (الصحافة) كلكم تحت قدميه، إنه لا يهمني، ولا يهمني على الإطلاق، لن أرد على أي استفزاز منه بعد الآن"

وواصل الفرنسي:

"لقد فقد كل إحساس بالواقع، إنه يخرج بحثًا عن مواجهة، ثم يطلب من الشخص الذي يواجهه أن يعتذر".

أدى اشتعال الحرب بين السير أليكس فيرجسون وأرسين فينجر حينها إلى تدخل من أعلى المستويات الرياضية، من أجل إخماد جدوتها، ومنهم المدير التنفيذي للدوري الإنجليزي، ورئيس الاتحاد الانجليزي جيف ثومبسون، ورئيس شرطة متروبوليتان في مقاطعة إسلينجتون، ووصل الأمر إلى تدخل وزير الرياضة البريطاني ريتشارد كابورن وطالبهما بالعودة للتركيز على فريقيهما بدلا من حرب التصريحات الطاحنة.

?i=epa%2fsoccer%2f2008-04%2f2008-04-13%2f2008-04-13-00000301313823

المعجزة تتحقق

تغيرت الأمور ولم تبق العداوة على حالها، انهار الآرسنال تدريجياً وتغيرت أهداف الإدارة وكذلك المدرب، اكتفي فينجر بعض الاحيان بالكرة الجميلة بدون بطولات وبعد ذلك انتهي كل شيء.

بدأ الهدوء يتسرب للعلاقة بين فينجر وفيرجسون برر البعض ذلك بأن السير لم يعد يشعر بالتهديد من الفرنسي وكان من الطبيعي اظهار بعض المشاعر الطيبة بينهم.

بعد اعتزال فيرجسون، وفي المباراة الأولى لفينجر بمواجهة الشياطين دون مدربهم الأسطوري، قال الفرنسي: "لا أتخيل مواجهة مان يونايتد بدون فيرجسون".

ومنذ ذلك الوقت، اتسمت العلاقة بين المدربين بالاحترام والتقدير.

في الختام، هل تعتقد أن فيرجسون بالغ في كرهه لفينجر والهجوم عليه، أم استحق المدرب الفرنسي هذه الحرب الطاحنة؟

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان