هانوفر .. مدينة المعارض والرماة بألمانيا

عندما أعلن عن استضافة مدينة هانوفر الالمانية عاصمة ولاية سكسونيا السفلى للعرض الدولي "يونيفرسال إكسبوزيشن 2000" كان السؤال الذي طرحه الكثيرون هو "وأين تقع هانوفر من الاصل"؟

وبعد وقت قصير .. لم تعد هانوفر الواقعة على ضفاف نهر لينه هي المجهول الاعظم بالنسبة للعالم حيث استقبلت المدينة أكثر من 20 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم لحضور عرض "إكسبو 2000".

وبعد انتهاء العرض عادت المدينة لسكونها المعتاد ولكنها تستيقظ مجددا في نسيان/أبريل من كل عام لاستقبال زوار أهم معرض صناعي في العالم وهو "معرض هانوفر" الذي أسسته قوات الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية.

كما أقيم ملحقا للكمبيوتر بهذا المعرض وهو "سيبيت" الذي أصبح أهم معرض لفروع العلوم المعلوماتية في أوروبا كلها. وعام بعد عام يعرض "سيبيت" أحدث الابتكارات في عالم الكمبيوتر والمعدات المكتبية ويجتذب نحو 600 ألف زائر إلى أرض المعارض بهانوفر.

ولكن سكان هانوفر البالغ تعدادهم 520 ألف نسمة لا يعيشون كلية على المعارض والعروض. حيث توجد بها عدة شركات صناعية مثل شركة "كونتينينتال" لصناعة إطارات السيارات إلى جانب شركة "فولكسفاجن" الشهيرة لصناعة السيارات وشركة "باهلسن" المصنعة للبسكويت والكيك.

كما توجد المكاتب الرئيسية لشركة "تي يو آي" كبرى الشركات السياحية في أوروبا بهانوفر أيضا.

في الوقت نفسه مازالت هانوفر مدينة تاريخية وثقافية أيضا. وفي عهد الامير المنتخب إرنست أوجست جد زوجة الاميرة كارولين أميرة موناكو عين الملحن جورج فريدريخ هاندل مخرجا موسيقيا بينما انتحل الفيلسوف جوتفريد ليبنيتز وضع مؤرخ لسلالة عائلة جويلف.

ويجب على زائر مدينة هانوفر تذوق حلوى "فيلفنسبيزه" أو "حلوى جويلف" وهي حلوى هانوفرية الصنع تشبه حلوى السابيوني الايطالية – الكريمة المصنوعة من البيض والنبيذ.

وتتمتع هانوفر بمناخ ممطر ولذلك كان من الطبيعي أن تغطيها المساحات الخضراء الغنية. ومن الاماكن التي تستحق الزيارة بالمدينة حدائق "هيرينهاوسن" الملكية وهي متنزه مبني على الطراز المزخرف ومن أجمل المناظر الطبيعية في ألمانيا.

أما على المستوى المعماري فقد فقدت المدينة الكثير من سحرها بعد أن تحولت 58 بالمئة من مباني المدينة إلى أطلال خلال الحرب العالمية الثانية.

مع ذلك فقد بقيت آثار قليلة من العصر الذهبي للمدينة مثل مبنى البلدية القديم والمنازل الخشبية الهياكل من العصور الوسطى التي يمكن رؤيتها في وسط هانوفر التاريخي.

ويستطيع زائر المدينة التمشية لمسافة 2ر4 كيلومترا بطريق مخصص للمشي فقط ويميزه خط أحمر مرسوم فوق الرصيف. أو أن يزور أماكن اللهو ومشاهدة الاعمال الفنية مثل "ناناس" – مجموعة أعمال المثال الفرنسي نيكي دو سانت بال.

وستعمل هانوفر على الاستفادة من تجربتها مع بطولة كأس القارات التي أجريت في وقت سابق من هذا العام عندما تبدأ بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا في الصيف المقبل. حيث استضافت هانوفر عدة مباريات من هذه البطولة من بينها مباراة البرازيل مع المكسيك ومباراة الدور قبل النهائي بين الارجنتين والمكسيك. أما الاستاد الذي سيستضيف مباريات كأس العالم في الصيف المقبل فهو ملعب نادي هانوفر 96 بدوري الدرجة الاولى الالماني.

وإذا كان حظ الزائر جيدا ليبقى لمتابعة المباراة التي ستستضيفها هانوفر بدور الستة عشر بكأس العالم فيجب عليه أن يحاول البقاء بالمدينة لثلاثة أيام أخرى لحضور أكبر بطولة للرماية في العالم التي ستجرى من 30 حزيران/يونيو إلى التاسع من تموز/يوليو 2006.

وفي كل عام تجتذب هذه البطولة "شويتسنفيست" نحو مليوني زائر لمشاهدة آلاف الرجال والسيدات مرتدين الازياء الرسمية ويصطفون في مسيرات عسكرية يعزفون الابواق ويدقون الطبول.

ويجب زيارة إحدى خيام البيرة خلال الايام العشرة هذه. حيث يمكن الاستمتاع بالبيرة المحلية ومشاهدة طريقة احتفال أهالي المدينة ببطولة "شويتسنفيست" من خلال شرب البيرة المصنوعة من الدقيق من كوب سعته 1ر0 لترا وشرب نوع أقوى من الكحوليات المصنوعة من الذرة من كوب أصغر في آن واحد.

DPA
DPA