إعلان
إعلان

هالاند صنيعة خبث رايولا

د.محمد مطاوع
02 أبريل 202103:04
mohammad mutawe

على طريقة أفلام هوليوود، تحط طائرة وكيل اللاعبين مينو رايولا ووالد النجم النرويجي ايرلينج هالاند أرض مطار برشلونة، وبمجرد مغادرتهم الطائرة، يجدون عشرات الصحفيين في انتظارهم، والذين وثقوا الحادثة بكاميرات التصوير، التي اكتفت بنقل الصورة دون أي تصريح أو تلميح عن سبب الزيارة، التي حققت هدفها بمجرد نشر الصور والفيديوهات.

كل من لديه عقل لن يصدق أن رايولا ووالد هالاند أنجزا مهمة نقله إلى برشلونة بمجرد جلوسهم مع الرئيس الجديد لابورتا، والذي يحاول كسب هذه القضية في الترويج لمشروعه الجديد القائم على إقناع قائد فريقه الكتالوني ليونيل ميسي على البقاء، من خلال إحاطته بعدد من النجوم الكبار، القادرين على إعادة برشلونة إلى سابق عهده.

أول ردود الفعل على الزيارة كان من رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز، الذي اعتبر ما حدث مجرد مسرحية مكشوفة للترويج للاعب الشاب، ودليل ذلك انتظار الصحفيين للزائرين في المطار لرحلة غير معلنة مسبقا، وشبه الأمر بما حدث مع البرازيلي نيمار في ذات الظروف، ولكنه أكد أن كل ذلك لن يؤثر على مسيرة هالاند التي ستكون في النهاية في صفوف ريال مدريد لأن اللاعب يريد ذلك، ورغم كلمات بيريز المقتضبة، تم الكشف عن زيارة الضيفين الثقيلين إلى معقل النادي الملكي واللقاء مع المدير العام للنادي وليس الرئيس، ويعود ذلك في اعتقادي إلى العلاقة السيئة التي تربط بيريز بوكيل الأعمال رايولا والذي لا يفضل العمل معه وسبق وأن انتقده في الكثير من اللقاءات.

وهناك في إنجلترا، كان رايولا وهالاند الأب، يقومان بزيارة خاطفة أخرى، ويجتمعان مع الفرق الطامحة بالتعاقد مع اللاعب الشاب، والتي يأتي مانشستر سيتي على رأسها، وكأن الأمر تحول إلى مزاد، قبل اتخاذ القرار النهائي بإتمام عملية البيع.

كل ذلك يجري، ونادي بروسيا دورتموند الذي يحتفظ بحقوق هالاند حتى صيف 2024 يراقب الأمر، ويبدو أنه غير مكترث نهائيا بهذه الزيارات والجولات، لأنه أعلن سعره مبكرا، وأكد أن من يريد هالاند، عليه دفع 180 مليون يورو، وإلا فلا مجال للنقاش، لكن كل ما يجري هو محاولة إقناع الأندية القادرة على الدفع، بأهمية تلبية طلبات دورتموند، أو التوسط لتخفيض المبلغ على أقل تقدير.

على جميع الأحوال، باعتقادي هالاند هو صنيعة وكيل أعماله المثير للجدل رايولا، فهو الذي خطط لنقله من سالزبورج النمساوي إلى دورتموند، ولم يتعجل في عرضه على أي من الأندية الكبرى، لأنه يعلم تماما أنه سلعة رابحة وستحقق له أضعاف ما كان سيحققه لو نقله إلى فريق مثل برشلونة أو ريال مدريد، فقيمة الصفقة بلغت 20 مليون يورو، وبعد أن أثبت اللاعب قدراته الهائلة، ارتفع المبلغ إلى 180 مليون، أي أن دورتموند مرشح لكسب مبلغ صاف يقدر بـ 160 مليون يورو في أقل من عام واحد، وفي الوقت ذاته سيحصل رايولا على مبلغ لن يقل عن 40 مليون يورو نظير هذه الصفقة التاريخية.

ولو افترضنا أن رايولا عرض هالاند على ريال مدريد، قبل الذهاب إلى دورتموند، فلن تزيد صفقة لاعب عمره 19 عاما يلعب في فريق نمساوي عن 60 مليون يورو في حدها الأعلى، ولكن وكيل الأعمال بـ (خبثه) التجاري، عرف من أين تؤكد الكتف، وكيف يضاعف سعر اللاعب بهذا الشكل الهائل.

إذا فهالاند مجرد سلعة تجارية، ووكيله ووالده يحاولان الاستثمار فيها بأسرع وقت، واللاعب في حالة انفجار على كل الجبهات، بتسجيله 49 هدف في 49 مباراة خاضها بقميص فريقه دورتموند، وفي النهاية، سيفوز من يستطيع الدفع أكثر، وليس من نجح في إقناع هالاند بمشروعه أو طموحاته.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان