Getty Imagesيعتقد النجم الإنجليزي السابق، أوين هارجريفز، أن مانشستر يونايتد بدأ يجني ثمار فترة الانتقالات الصيفية الناجحة التي خاضها، وذلك بعد صعوده إلى المربع الذهبي في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز.
واستعاد اليونايتد توازنه، بعد بداية مضطربة للموسم الجاري، كادت تهدد مستقبل مدربه البرتغالي روبن أموريم في "أولد ترافورد".
وقبل أسابيع قليلة فقط، كان أموريم يعيش ضغطًا هائلًا وسط تزايد الشكوك حول قدرته على الاستمرار، لكن انتصارين متتاليين على ليفربول وبرايتون غيّرا الأجواء داخل الفريق.
وحقق مانشستر يونايتد فوزًا ثمينًا على حامل اللقب ليفربول، بنتيجة 2-1 في "أنفيلد"، الأسبوع الماضي، وهو الانتصار الأول للنادي في معقل غريمه منذ عام 2016، قبل أن يواصل الفريق صحوته بفوز مثير على برايتون 4-2 مساء أمس السبت، ليحقق ثلاثة انتصارات متتالية في البريميرليج، للمرة الأولى منذ مطلع عام 2024.
اللاعبان الجديدان برايان مبويمو وماثيوس كونيا كانا نجمَي المواجهة الأخيرة، إذ سجلا ثلاثة من الأهداف الأربعة التي أحرزها يونايتد أمام برايتون، فيما تكفّل البرازيلي كاسيميرو بإحراز الهدف الرابع، من خلال تسديدة انحرفت عن مسارها قبل أن تسكن الشباك.
مبويمو القادم من برينتفورد، وكونيا المنتقل من وولفرهامبتون مقابل 62.5 مليون جنيه إسترليني، أصبحا من أكثر اللاعبين ثباتًا في الأداء منذ بداية الموسم، ما جعل النقاد والجماهير يعتبرونهما ركيزتين أساسيتين في مشروع أموريم الجديد.
"النتائج تتحدث"
وفي هذا الصدد، قال هارجريفز خلال تصريحات لشبكة إنتاجات الدوري الإنجليزي الممتاز: "أعتقد أن الأداء لم يكن مذهلًا، لكن النتائج تتحدث عن نفسها. إذا عدنا للمباراة الأولى هذا الموسم أمام آرسنال، فقد قدم الفريق أداءً جيدًا، لكنه خسر بشكل غير مستحق. في النهاية، النتائج هي الأهم".
وأضاف لاعب الوسط السابق، الذي مثّل مانشستر يونايتد بين عامي 2007 و2011: "ما يعجبني في ماثيوس كونيا هو شخصيته القوية. أحب الطريقة التي يتحدث ويلعب بها. هو وبرايان مبويمو إلى جانب برونو فيرنانديز، من اللاعبين الذين يمكنك الاعتماد عليهم والثقة بهم دائمًا".
وتابع هارجريفز مشيرًا إلى أن الفريق بدأ يستعيد هويته الهجومية: "مانشستر يونايتد يسجل الأهداف، ويبدو خطيرًا في الثلث الأخير من الملعب، رغم أنه ما زال يستقبل أهدافًا أكثر مما ينبغي. تلقي 14 هدفًا في 9 مباريات رقم كبير، لكني أحب الاتجاه الذي يسير فيه الفريق. الحارس الشاب سيني لامينس أيضًا أحدث فارقًا ملحوظًا منذ قدومه".
تصريحات أموريم
من جانبه، أعرب أموريم عن سعادته بالفوز الكبير على برايتون، مشددًا على أهمية الحفاظ على الزخم الإيجابي الذي يعيشه الفريق حاليًا.
وقال أموريم بعد اللقاء: "إنه شعور رائع. الاستماع إلى فرحة الجماهير أمر مهم جدًا. يجب أن نستمتع، لكن علينا التحضير جيدًا للمباراة المقبلة. كل شيء يمكن أن يتغير بسرعة في كرة القدم، لكن طالما حافظنا على الثقة والرغبة في العمل، سنصبح فريقًا أفضل".
وعن تألق كونيا، صرح المدرب: "كان يمر بفترة صعبة في الأسابيع الماضية، ربما لم يُظهر ذلك علنًا، لكني كنت أشعر به. لذلك لم أتفاجأ بردة فعله الرائعة، سواء أمام ليفربول في أنفيلد أو اليوم ضد برايتون. إنه لاعب لا يتوقف عن العمل سواء بالكرة أو دونها، وسيكون عنصرًا مهمًا بالنسبة لنا".
وأكد أموريم أن المهاجم البرازيلي بحاجة إلى الاستمرار في تسجيل الأهداف، للحفاظ على ثقته، مضيفًا: "يتألم عندما لا يسجل، وهذه سمة المهاجمين الكبار. لكنه لاعب حاسم، من النوع الذي يُقرر مصير المباريات".
عودة الثقة
الانتصارات الأخيرة أعادت الثقة بين اللاعبين والجهاز الفني والجماهير، بعد فترة من الغضب والإحباط عقب بداية متذبذبة للموسم.
ويبدو أن أموريم نجح في إيجاد التوليفة المناسبة، بين عناصر الخبرة مثل برونو فيرنانديز وكاسيميرو، والوافدين الذين منحوا الفريق روحًا جديدة.
المدرب البرتغالي واجه ضغوطًا كبيرة في سبتمبر الماضي، بعد سلسلة من النتائج السلبية، لكن الانتصار على ليفربول ثم برايتون أعاد الأمل بأن يونايتد يسير في الاتجاه الصحيح، خاصة مع تحسن الأداء الجماعي وزيادة الفاعلية الهجومية.
ويستعد الشياطين الحمر لمواصلة مشوارهم في الدوري الإنجليزي، عندما يواجهون نوتنجهام فورست بقيادة المدرب شون دايتش، الأسبوع المقبل، في اختبار جديد لمدى قدرة الفريق على الحفاظ على اتزانه، واستمرارية نتائجه الإيجابية.
فانتصار جديد سيعني تثبيت مكان الفريق في المربع الذهبي، وربما إشعال المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، وهو الهدف الذي وضعه أموريم في مقدمة أولوياته، منذ توليه القيادة الفنية للفريق الإنجليزي العريق.
في المقابل، يدرك المدرب البرتغالي أن الطريق ما يزال طويلًا، وأن الأخطاء الدفاعية وتذبذب التركيز في بعض اللحظات، لا زالت نقاط ضعف تحتاج إلى معالجة، لكنه يبدو واثقًا من أن الصبر والعمل المنهجي سيقودان الفريق إلى استقرار حقيقي في الأداء والنتائج.
قد يعجبك أيضاً



