
أطلق النجم البرازيلي نيمار، تصريحا هز به وسائل الإعلام العالمية، وبات مثارا للعديد من الحوارات، بإعلانه الاعتزال الدولي عقب مونديال قطر القادم، بل والتفكير بتعليق حذائه مع كرة القدم بوقت أبكر مما يتوقع.
نيمار يكمل عامه الثلاثين، وبذلك يفترض به أن يصل إلى قمة النضج والعطاء في الملاعب، ويقدم أفضل ما عنده، ويحقق الأرقام والنتائج التي تشفع له بأن يتوج مسيرته بالكرة الذهبية، التي لم ينل شرف رفعها، واكتفى بالتصفيق لميسي ورونالدو وهما يخطفانها منه في المرتين اللتين وصل فيهما إلى المنافسة النهائية.
ونيمار هذا النجم المليونير، لم ينجح أيضا برفع كأس العالم، التي استعصت على راقصي السامبا على أرضهم وبين جماهيرهم في 2014، بل وخرجوا من قبل النهائي بفضيحة مدوية وبسباعية على أيدي الألمان، والتي نسبها البعض لغياب نيمار الذي تعرض لإصابة خطيرة في مواجهة كولومبيا بربع النهائي، لكن نيمار كان حاضرا في مواجهة بلجيكا بربع نهائي مونديال روسيا 2018، ولم يشفع حضوره بتحقيق الفوز أمام بلجيكا، لتنهمر دموعه مجددا وهو يغادر أمجد البطولات وأكبرها على وجه الأرض.
على مستوى الأندية، خرج نيمار من برشلونة بأسوأ طريقة، واعتبرت أكبر خيانة في تاريخ كرة القدم، حين أنجز اتفاقا سريا مع باريس سان جيرمان، الذي دفع الشرط الجزائي في عقده، رغم أنه جدد تعاقده مع النادي الكتالوني، وأكد لزملائه أنه باق في الفريق، ولعل الخروج بهذا الشكل لم يكن فأل خير عليه، فلم يحقق ما خطط له بأن يكون النجم الأوحد مع الفريق الباريسي بعيدا عن ظل ميسي، وكل ما حققه بعض الألقاب المحلية في فرنسا، وعجز عن رفع الكأس ذات الأذنيين مرة أخرى، على الرغم من جيش النجوم الذي عززت به إدارة النادي الباريسي صفوف الفريق، ووقف طموحه في الموسم قبل الماضي عند محطة الوصافة، ولم تكلل مساعيه بتحقيق اللقب في الموسم الماضي الذي ذهب إلى تشيلسي.
في النهاية، قد نتفق أو نختلف مع قيمة نيمار كنجم كبير في عالم كرة القدم، ومدى تأثير قراره في الاعتزال على مسيرة فريقه الحالي أو منتخب السامبا، فكثرة الإصابات والغياب عن الملاعب، جعلته يتخلف عن عديد الاستحقاقات التي كان بإمكانه أن يكتب تاريخا آخر له لو نجح في التألق فيها سواء في المونديال أو دوري الأبطال، وفي النهاية، قد يكون ظلم نفسه بخطوة الرحيل إلى سان جيرمان، في الوقت الذي كان بإمكانه مواصلة الاجتهاد مع برشلونة واستثمار الكم الهائل من النجوم في حصد مزيد من الإنجازات والتتويج بالكرة الذهبية، أو مضاعفة الجهد مع فريقه الحالي، والابتعاد عن أسلوب حياته القائم على السهر والحفلات، والذي أثر كثيرا في مسيرته وقدرته على احتمال الإصابات، لتحقيق أحلامه وأحلام كل من يقتنع بموهبته والتتويج على عرش نجوم العالم.
قد يكون المونديال القادم الفرصة الأخيرة لنيمار ليتوج مسيرته بما حلم به كثيرا، وفي حال نجاحه إلى جانب ميسي ومبابي في تحقيق دوري الأبطال، وقيادة البرازيل نحو لقب المونديال، فقد يحقق المجد الذي تاق له كثيرا، ووقتها لن ينافسه أحد على الكرة الذهبية، وحينها سيعتزل وهو في قمة المجد، وسيخلد ضمن قائمة الأساطير، وعكس ذلك، سيكون مجرد نجم قد أفل، ولاعب علق حذاءه ومضى.
قد يعجبك أيضاً





