إعلان
إعلان

نيل الحبشة يعود للجريان مجددا في بطولة أمم افريقيا

efe
13 يناير 201319:00
منتخب إثيوبيا
خيمت موجة من الجفاف على كرة القدم الإثيوبية تمثلت في غياب فريقها الوطني عن كأس الأمم الأفريقية لأكثر من ثلاثة عقود قبل أن يستلهم لاعبو الجيل الحالي قدرة نهر النيل دوما على الجريان من هضبتهم نحو الشمال لتصبح بطولة 2013 في جنوب أفريقيا موعدا لظهور وجه المؤسس الذي نسي أبناء القارة ملامحه.

وكانت إثيوبيا مع جارتيها في حوض النيل مصر والسودان، بجانب جنوب أفريقيا المؤسسين الأربعة الأوائل للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) كما عرفت التألق خلال عقدي الخمسينيات والستينيات وتربعت على عرش القارة عام 1962 حين نظمت البطولة وتغلبت على الفراعنة في النهائي بعد الوقت الإضافي (4-2).

وشاركت إثيوبيا في النهائيات تسع مرات من قبل كان آخرها في نسخة 1982 في ليبيا وحينها غادرت المنافسات من الدور الأول بثلاث هزائم ودون تسجيل أي هدف، ما اعتبر إنذارا حول أفول نجم كرة القدم في بلاد الحبشة لسنوات طويلة.

وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية، اختزلت إثيوبيا في صورة محطة صعبة بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لأية بطولة كبرى دون أن يكون سبب ذلك كفاءة فريقها بل الظروف الطبيعية التي تجعلها أعلى دول القارة ارتفاعا عن سطح البحر، ومن ثم يشكو لاعبو الفرق التي تزورها من نقص الأكسجين أثناء اللعب.

ومع تولي المدرب الوطني سيونت بيشو مسئولية المنتخب المعروف باسم "الأسود السوداء"، استعادت إثيوبيا شيئا من بريق الماضي الذي لم يعد يذكره سوى من تجاوزوا حاجز الستين من بين السكان البالغ تعدادهم 84 مليون نسمة.

وعرف الإثيوبيون أن بلادهم أنجبت نجم الخمسينيات الهداف إيدنكاتشو تيسيما، وكذلك منجيستو ووركو هداف بطولة 1962 وصاحب ثنائية في مرمى مصر، ولكن طيلة انتظار إصدار جديد من هذه الفصيلة أفقدت البعض الأمل في ظهوره.

وحملت تصفيات كأس العالم 2014 التي لا تزال مستمرة أنباء سارة للجماهير الإثيوبية، فبزغ اسم صلاح الدين سعيد للمرة الأولى بتسجيله هدف تعادل ثمين (1-1) في جنوب أفريقيا، ثم ثنائية الفوز على بوتسوانا في الجولة الثانية لتتصدر بلاده المجموعة الأولى حتى الآن.

وبعد تجاوز بنين بهدف خارج الديار في الدور التمهيدي لتصفيات كأس الأمم، وقعت إثيوبيا في مواجهة كلاسيكية مع الجارة الغربية السودان كان لسعيد مرة أخرى كلمة الفصل فيها بعد ملحمة درامية.

خسر الإثيوبيون أولا بخمسة أهداف لثلاثة في الخرطوم، ثم حققوا في أديس أبابا النتيجة المطلوبة بالفوز بهدفين سجل سعيد ثانيهما ليصبح بطل المرحلة الحالية في بلاده التي لا يزال بعض أبنائها لا يصدقون أن تاريخها الذي طالما سمعوا عنه قد يتحول إلى واقع مرئي.

ويؤلف سعيد، الذي يلعب لفريق وادي دجلة المصري، رأس مثلث في الهجوم الإثيوبي يضم أيضا جيتانيه كابيدي وأدان جريما، في حين يعتبر العنصر الأبرز الآخر في الفريق هو قلب الدفاع ديجو دبيبي والذي يحمل شارة القيادة.

ويعتبر صغر السن من أهم ملامح الفريق الإثيوبي الحالي الذي ينتمي لمدرسة لا تعتمد على القوة البدنية بالدرجة الأولى مثل فرق غرب ووسط القارة، فالجيل الحالي يتألف من لاعبين أغلبهم دون الثلاثين من العمر وكثير منهم دون الخامسة والعشرين، مثل سعيد.

وأوقعت قرعة النهائيات إثيوبيا في المجموعة الثالثة مع زامبيا حاملة اللقب، ونيجيريا صاحبة تتويجين، بجانب بوركينا فاسو، ما يعني أن "الأسود السوداء" ستكون مطالبة بالمضي قدما في طريق المفاجآت لبلوغ الدور التالي.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان