نور الدين زكري.. رجل اللحظات الحرجة ومهندس الهروب الكبير

لا يملك الجزائري نور الدين زكري رفاهية الوقت، ولا ترف الإعداد الطويل، لكنه يعرف جيدًا كيف يُمسك بدفة القيادة عندما تتلاطم أمواج الهبوط، ويقود السفينة إلى بر الأمان.

المدرب الذي بات اسمه مرادفًا للمهام المستحيلة في الكرة السعودية، رسّخ مكانته كـ"متخصص في الإنقاذ". أربع تجارب مختلفة، أربع فرق على حافة الهاوية، ونهاية واحدة تتكرر: البقاء.

زكري لا يحتاج إلى معسكر إعداد طويل، ولا إلى ميزانية ضخمة، فقط إلى الثقة، فسجلُّه في المباريات المصيرية يتحدث عنه، ويضعه في خانة نادرة بين المدربين الذين يجيدون التعاطي مع الضغوط.

لكن وسط كل تلك النجاحات، يبقى السؤال: لماذا لا يُمنح هذا المدرب فرصة لقيادة مشروع طويل الأمد؟ هل آن الأوان لتغيير الصورة النمطية عن "مدرب الطوارئ"؟

البداية الناجحة

في موسم 2018–2019، كان الفيحاء مهددًا بالهبوط، حيث احتل المركز الـ14 قبل أسابيع من نهاية الموسم. دخل زكري المشهد في توقيت حرج، ونجح في إعادة الروح للفريق.

وفي الجولة الأخيرة، حقق الفيحاء فوزًا حاسمًا على الوحدة بنتيجة 5-2، ليصعد إلى المركز الـ12، ويضمن البقاء رسميًا. كانت تلك أولى صفحات "الإنقاذ" التي كتبها المدرب الجزائري في الدوري السعودي.

المهمة الأصعب

في الموسم التالي، تولى زكري تدريب ضمك والفريق يقبع في ذيل الترتيب، ورغم صعوبة الموقف، استطاع إعادة ترتيب الفريق نفسيًا وفنيًا، ليحقق انتصارًا مثيرًا على الفتح 4-3 في مباراة مصيرية.

أنهى ضمك الموسم في المركز الـ12، وواصل زكري إثبات تخصصه في قلب الطاولة في أصعب الظروف.

7 جولات تكفي

في موسم 2023–2024، استنجد نادي الأخدود بخبرة زكري بينما كان في المركز الـ17، 7 مباريات فقط كانت كافية لترك بصمة واضحة.

نجح في قيادة الفريق لتحقيق فوزين حاسمين، أحدهما على الطائي 2-0 في الجولة الأخيرة، لينهي الموسم في المركز الـ14 ويواصل الهروب من الهبوط.

فوق التوقعات

في الموسم الحالي 2024–2025، تولّى زكري تدريب الخلود بعد الجولة السادسة، وكان الفريق في المركز قبل الأخير، ومع مرور الوقت، لم يكتفِ المدرب بضمان البقاء، بل قاد الفريق إلى المركز التاسع محققًا 8 انتصارات.

كانت تلك التجربة الأوضح على أن زكري قادر على أكثر من مجرد إنقاذ، بل يملك ما يكفي لقيادة فرق تتطلع إلى المراكز المتقدمة.