فرضت المباراة النهائية لكرة القدم بين أتلتيكو مدريد وبرشلونة الإسبانيين والمقرّر لها غدا السبت 17 مايو الجاري والتي يستضيفها معقل البارشا الكامب نو نفسها على الشارع الرّياضي العام من دون استثناء رغم أنّ منافسات مونديال 2014م، في البرازيل والمنتظر افتتاحها بدأت تدقّ الأجراس، ورغم أنّ موعد المباراة كان معروفا سلفا قبل أن يبدأ سباق المنافسة في الليغا الإسبانية، غير أنه لو خرج علينا الآن من يتفلسف ويتشدّق ويقول إنه كان يتوقّع هذا السيناريو المجنون الذي سيسدل عليه الستار غدا لأخرجه الجميع من بوابة الملّة ولأسمعوه من الكلام ما ترتعد له فرائصه.
وإذا كان اللقب الخامس في آخر ستّ سنوات قد بات يتغزّل بلاعبي الأرجنتيني خيراردو تاتا مارتينو مدرب برشلونة الذين شاءت الصدف ويا لها من صدفة جميلة بالنسبة الى أنصار الفريق الكاتلوني أن يواجهوا متصدّر المسابقة أتلتيكو مدريد على ملعب الأول وبين الآلاف المؤلّفة من أنصاره وهو الفريق الذي تلاشت حظوظه التنافسية في الأمتار الأخيرة من المسابقة والتي انحصرت بين ممثلي العاصمة الإسبانية أتلتيكو والرّيال هذا الأخير بعد التعثرات الأخيرة أصبح كما هو معروف متفرّجا وخارج مضمار السباق، غير أنّ جنون الكرة وتقلباتها وعدم عقلانيتها فرض على الكاتلونيين التّمسّك من جديد بالحياة رغم وعورة الموقف وصعوبته باعتراف نجوم برشلونة أنفسهم.
وإذا كان الفوز الخيار الوحيد لبصم البرشلونيين على لقبهم الخامس، فإنّ أبناء الأرجنتيني الآخر سيموني مدرب أتلتيكو مدريد يلعبون بفرصتي الفوز والتعادل، وأكّد الفريق المدريدي - الذي انتظر 18 عاما كي يعانق اللقب في أكثر من مناسبة- أنه أكثر الفرق الإسبانية فهما وتعاملا بأسلوبه الدفاعي الفريد أمام برشلونة، وإذا كان برشلونة أوفر حظا للبصم على اللقب فإنّ هذا سيكون فقط على الشاشات الإلكترونية لأنه هناك لا يعترفون بالورق والأقلام (دقة قديمة) غير أنّ كلمة الحسم خلال الـ90 دقيقة ستترك لعقول لاعبي الفريقين قبل أقدامهم ومن قبلهم المدربين الأرجنتينيين تاتا وسيموني.. ولقاء الغد هو بمثابة فرصة عمر لبعض لاعبي الفريقين الذين اقتربوا من خط النهاية والاعتزال أو الاستغناء عن خدماتهم والأمر ينسحب على المدربين وحتى بعض الجماهير التي ربما لا يكتب لها البقاء على قيد الحياة فرصة لتكون شاهدة على لقب جديد.
** نقلا عن جريدة أخبار الخليج البحرينية