إعلان
إعلان

نهائي مونديال 1950.. نكسة برازيلية وحالات انتحار وانكسار وطن

KOOORA
14 أكتوبر 202207:58
من لقاء البرازيل وأوروجواي

16 يوليو/تموز 1950.. لم يكن يومًا ككل الأيام، تحول فيه الحلم البرازيلي إلى كابوس يطارد الجميع، بعد أن خيم الحزن على الجماهير بسبب المنتخب الذي خيب آماله، مفرطًا في أول لقب له بكأس العالم، في البطولة التي نظمتها البلاد.

حشود غفيرة شكلت تظاهرة بشرية، ملأت مدرجات ملعب ماراكانا، وسط العاصمة ريو دي جانيرو، الذي شيد خصيصًا لاحتضان نهائي مونديال 1950.

وبلغ عدد حضور نهائي مونديال 1950 بين البرازيل الدولة المنظمة، وأوروجواي، نحو 199 ألف متفرج بحسب أقل التقديرات، فيما قدرت بعض الإحصاءات إجمالي الحضور بما يقارب 210 آلاف.

وفي هذا التقرير، يستعرض كووورة التسلسل الزمني للحظة انهار فيها منتخب البرازيل، وأفقد جماهير السامبا الثقة: 

تصاعد الأمل 

اجتاز نجوم السامبا، الدور الأول، من خلال المجموعة التي ضمت يوغوسلافيا وسويسرا والمكسيك، وصعدوا متصدرين المجموعة الأولى.

أما طريق أوروجواي كان ممهدًا في المجموعة الأخيرة التي ضمت بوليفيا، وفرنسا التي أعلنت انسحابها من البطولة.

في المقابل، تصدر المنتخب الإسباني، المجموعة الثانية على حساب إنجلترا وتشيلي وأمريكا، وكان في صدارة المجموعة الثالثة، السويد على حساب إيطاليا وباراجواي.

وفي واقعة لم تحدث سوى في مونديال 1950، وضع نظام البطولة، متصدر كل مجموعة في "دوري مصغر"، إذ لم يوجد في الحقيقة مباراة نهائية لتحديد اسم البطل ووصيفه، ولم تكن أيضًا هناك مباراة لتحديد صاحب المركز الثالث. 

قبل الانهيار 

مواجهتان سبقتا مباراة الحسم، خاضهما راقصو السامبا والسيليستي، أظهر فيهما منتخب البرازيل سطوته وجبروته، وعلى العكس تمامًا، كان أداء أوروجواي متواضعًا بعض الشيء.

?i=0safi%2fworldcup2014%2fmaracana

وسحق منتخب البرازيل نظيره السويدي (7-1) قبل أن يضرب مرمى إسبانيا بسداسية مقابل هدف.

في المقابل، تعادل أوروجواي مع محاربي الثيران بهدفين لكل منهما في أولى جولات الدور الحاسم، وحقق السيليستي انتصارًا صعبًا على السويد (3-2).

وقبل المباراة الأخيرة ضد الأوروجواي، كان يكفي السيليساو التعادل فقط للفوز باللقب، في الوقت الذي حسمت فيه السويد، المركز الثالث على حساب إسبانيا بنتيجة (3-1). 

كارثة الماراكانا 

يوم مشهود، تحولت فيه العاصمة ريو دي جانيرو إلى ساحة تملأها الجماهير، ينتظر الاحتفال فيها بأول لقب مونديالي للبرازيل، حتى أن عناوين الصحف العالمية توقعت بأن هجوم السيليساو سيكتسح مرمى أوروجواي، كما حدث قبل عام من تلك المواجهة.. إذ فاز أصحاب الأرض على الضيوف (5-1) للفوز بلقب كأس أمريكا الجنوبية.

بدأت المباراة، وكانت تعليمات خوان لوبيز، المدير الفني لمنتخب الأوروجواي، واضحة.. إذ طالب اللاعبين بالدفاع وعدم الاستماع إلى المدرجات نهائيًا، إلا أن البرازيل تقدمت في الدقيقة 47 عن طريق فرايشا، لتشتعل المدرجات باقتراب اللقب.

?i=1701095_big-lnd%2f1701095_big-lnd

ظلت البرازيل تهاجم خلال الدقائق التالية، فيما كانت أوروجواي تدافع باستماتة، تنفيذًا لتوجيهات المدير الفني، حتى جاءت اللحظة التي أدهشت الجميع.. إذ سجل خوان ألبيرتو هدف التعادل في الدقيقة 66.

بدأت مشاعر القلق تتسلل إلى الجماهير في المدرجات، رغم أنه حتى هذه اللحظة تعتبر البرازيل بطلة المونديال، قبل أن يقلب جيجيا لاعب أوروجواي، الحلم إلى كابوس مزعج، بتسجيله هدف بلاده الثاني في الدقيقة 77، وانتزاع اللقب بعد أن فشل السيليساو في التعويض. 

نقطة تحول 

لم يستوعب الحضور، ما يحدث، حتى تفاجأ الجميع بصافرة الحكم الإنجليزي جورج ريد، لينقلب كل شيء جميل إلى عكسه، وتتبدد الآمال في تحقيق الإنجاز، وتظهر مشاعر الغضب الممزوجة بالحزن بين الجماهير.

وكتبت الصحف البرازيلية وقتها، العديد من أخبار الانتحار التي وقعت بين المشجعين، مدللة على أن ما حدث لم يكن هزيمة مباراة، بل انكسار وطن وتبدد حلمه، خصوصًا بعد إعلان أغلب نجوم المنتخب اعتزالهم، فضلًا عن اعتزال أري باريتو، الذي يعد أشهر معلق برازيلي.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فكل ما سبق يعد موقفًا فرديًا من عشاق كرة قدم، ولكن كان هناك قرارات جماعية تضمنت إعلان الحداد الرسمي في البلاد، وغلق المتاجر في العاصمة، فضلاً عن التخلي عن لون الأبيض الذي كان يرتديه المنتخب.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان