نذير شؤم.. سر قميص البرازيل والانقلاب على اللون الأبيض

ينطلق الحدث الرياضي الأبرز والأقوى على صعيد كرة القدم بعد أيام قليلة، كأس العالم في قطر 2022، وهي النسخة التي ينتظرها جموع الجماهير حول العالم، باعتبار أنها الأولى التي تقام في الشتاء، كما أنها الأولى من نوعها أيضًا التي تُلعب في الوطن العربي.

على مدار الأسابيع الماضية، حاول كووورة من خلال مجموعة من القصص الكروية، إلقاء الضوء على كل ما يتعلق بكأس العالم منذ نشأته إلى الآن، سواء من ناحية تاريخ أو البطولة والمنتخبات المشاركة، أو القصص الغريبة التي ارتبطت بالحدث الرياضي الأبرز.

ومن بين تلك القصص التي يستعرضها كووورة على مدار الأيام المقبلة، هي قمصان المنتخبات المشاركة في البطولة، والسر وراء اختيار تلك الألوان، والبداية مع منتخب البرازيل صاحب الرقم القياسي في التتويج باللقب.

بداية بيضاء

بدأ منتخب البرازيل مسيرته مع كرة القدم باللون الأبيض، إذ خاض أول مباراة له في يوليو عام 1914 أمام فريق إنجليزي يدعى إكستر سيتي، قبل أن يصدر قرار من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عام 1950، وتحديدًا بعد خسارة نهائي كأس العالم أمام أوروجواي، بوقف اللعب باللون الأبيض، بحجة أنه نذير شؤم، وأنه يفقد اللاعبين الشعور بالوطنية.

وبعد حظر اللون الأبيض، بحث الاتحاد البرازيلي عن لون جديد للمنتخب، ونُظمت صحيفة "كوريو دا مانها" مسابقة لاختيار تصميم للملابس الجديدة وألوانها، بشرط أن تكون من الألوان الأربعة لعلم البرازيل، وهي: الأخضر، والأصفر، والأزرق، والأبيض.

مسابقة وطنية

حظيت المسابقة باهتمام واسع من جانب المصممين، فتقدم لها 401 تصميم، ولكن التصميم الذي فاز كان لشاب في الـ18 من عمره وقتها، ويدعى ألدير جارسيا شيلي، وقد تم اختياره لبساطته وتناسق ألوانه.

وقال ألدير وقتها عن التصميم: "رسمت 100 تصميم مختلف، دمجت فيها الألوان بطريقة مختلفة، جربت الدوائر الخضراء والصفراء على القميص، بسراويل زرقاء، كما جربت الأقلام والتصميمات على شكل الرقم سبعة، وفي النهاية، أدركت أن القميص لابد أن يكون أصفر بياقة خضراء، وهو ما يتناسق مع اللون الأزرق، ويمكن للجوارب أن تكون بيضاء".

لون جديد

ظهر منتخب البرازيل بالتصميم والألوان الجديدة لأول مرة عام 1954 في مباراة ضد تشيلي وانتهت (2-0) لصالح نجوم السامبا، ضمن تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال الذي أقيم في سويسرا.

ومنذ ذلك الحين وحتى الآن يرتدي منتخب البرازيل هذه الألوان، وقد أخذ صيتًا وشهرة واسعة بعد الفوز بلقب المونديال 3 مرات أعوام 1958 في السويد، و1962 في تشيلي، و1970 في المكسيك.

ورغم مقاطعة اللون الأبيض كل تلك السنوات، إلا أن الاتحاد البرازيلي قرر العودة للعب به في 2019، وتحديدًا في كوبا أمريكا، وبرر المسؤولون هذا القرار بأنها بمثابة تكريم للون الذي فاز به المنتخب بأول لقب رسمي في تاريخه، قبل 103 سنوات، عندما أحرز كأس كوبا أمريكا في 1919 أمام الأوروجواي في النهائي الذي أقيم في ريو دي جانيرو بهدف سجله الأسطورة فريدنريتش.