
تظل المشاركة في كأس العالم، هي الحلم الأكبر لدى جميع لاعبي كرة القدم، وكما ابتسم الحظ لعدد من نجوم الساحرة المستديرة في منافسات تلك المسابقة، عجز عظماء آخرون عن تحقيق ذلك الحلم.
ويستعرض لكم "كووورة" في سلسلة مكونة من 30 حلقة، أبرز النجوم الذين لم يشاركوا في المونديال، وتأتي الحلقة السادسة منها، عن النجم الليبيري جورج ويا.
وصل ويا إلى قمة المجد الكروي لأي لاعب في العالم بشكل عام، أو للاعب أفريقي بشكل خاص، إذ يعد اللاعب الوحيد من القارة السمراء، الذي يحصل على جائزتي الكرة الذهبية، أفضل لاعب في العالم، وذلك في عام 1995.
مر "الملك جورج" بمحطات عديدة قبل أن يصل إلى قمة هرم اللعبة، حيث امتلأت خزائنه بعدد وفير من الألقاب الفردية، والجماعية مع أغلب الفرق التي مثلها، ولكنه كان أحد الكثيرين الذين لم يتمكنوا من المشاركة في البطولات الكبرى بسبب ضعف منتخباتهم.
انطلقت مسيرة ويا في الملاعب الأوروبية عام 1988، عندما قام كلاوديو لو روي، مدرب منتخب الكاميرون بالاتصال بآرسين فينجر، مدرب موناكو في ذلك الوقت، لكي يتعاقد مع موهبة ليبيرية يلعب في الدوري الكاميروني يدعى ويا، وبمجرد أن شاهده فينجر، انتقل إلى أفريقيا بنفسه لكي ينهى صفقة انتقاله لإمارة موناكو.

سطع نجم جورج مبكرا على الأراضي الفرنسية، فمع أول مواسمه برزت موهبته بشكل كبير وأصبح حديث الصحف في تلك الفترة، التي أهتمت بذلك الشاب الأفريقي الذي يلعب لأول مرة في أوروبا ويقدم هذا الأداء الاستثنائي.
أحرز نجم موناكو الجديد في هذا الموسم 17 هدفا خلال 38 مباراة، ليتمكن من اقتناص لقب أفضل لاعب أفريقي في عام 1989، متفوقا على عظماء القارة مثل الغاني عبيدي بيليه والزامبي كالوشا بواليا والكاميروني روجيه ميلا، لتأتي الاحتفالات في ليبيريا بشكل غير مسبوق.
تمتع ويا بجسد قوي للغاية، بالإضافة لسرعة كبيرة بالكرة وبدون كرة، وهي المواصفات التي تتوافر في أغلب المهاجمين الأفارقة، ولكن ما ميزه عن الباقين هو الجمع بين المميزات البدنية وتأديه الأدوار التكتيكية، وهو ما ساعده في التأقلم سريعا مع الكرة الأوروبية، مما دفع باريس سان جيرمان بطلب لضمه، عقب مساهمته في وصول موناكو لنهائي كأس أبطال الكؤوس الأوروبية.
لم يتوقف ويا عن التألق في فرنسا، إذ قاد الفريق الباريسي لنصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1992-1993، ثم نصف نهائي كأس أبطال الكؤوس موسم 1993-1994، كما حصل على هداف دوري الأبطال موسم 1994-1995، ليتوجه في هذا الموسم بلقب أفضل لاعب أفريقي للمرة الثانية.
موسمه الأول في ميلان كان مثاليا للغاية لاستكمال ما حققه في الموسم الأخير مع باريس سان جيرمان، ففي عامه الأول في السان سيرو، ساهم رفقة روبيرتو باجيو والمدرب فابيو كابيلو في الحصول على لقب الكاتشيو، كما كان هداف البطولة، مما ساعده في الحصول على لقب أفضل لاعب في العالم بجانب الكرة الذهبية، كأول أفريقي يحصد هاتين الجائزتين.

عجز ويا في نقل نجاحاته مع الأندية إلى منتخب ليبيريا، الذي يعد ضمن المنتخبات الأضعف في أفريقيا، حيث شارك في 60 مباراة دولية أحرز خلالها 22 هدفا.
شارك النجم الليبيري مع منتخب بلاده في بطولتين لكأس أمم أفريقيا، ولكنه فشل في عبور الدور الأول، فيما فشل تماما في الظهور في أي نسخة من كأس العالم خلال 20 عاما مثل فيها ألوان بلاده.
وبعيدا عن مساندته الدائمة لمنتخب بلاده كلاعب أو حتى فيما بعد كمدرب، يعد ويا الداعم الأول لفريق المنتخب من حيث المساعدات المادية، حيث لا يزال يمول نشاطاته من ماله الخاص بغض النظر عن دعم الاتحاد الليبيري.
لم يلق ويا نفس النجاحات التي حققها في إيطاليا أو فرنسا، خلال محطاته في باقي ملاعب أوروبا، سواء مع تشيلسي أو مانشستر سيتي ثم العودة لفرنسا عبر بوابة مارسيليا، إلى أن أنهى مشواره مع الجزيرة الاماراتي عام 2003.
وبعد مسيرة رائعة كللها بالفوز بأفضل لاعب في أفريقيا 3 مرات وأفضل لاعب في العالم، أعاد وياه الفضل لكل ما وصل إليه لآرسين فينجر، الذي نقل حياته من أفريقيا والحروب الأهلية، لكي يكون الأفضل في العالم، إلى أن أصبح أول رئيس دولة ذو خلفية رياضية بعد انتخابه رئيسا لليبيريا العام الماضي.
قد يعجبك أيضاً


