
"دي ستيفانو هو ريال مدريد" بتلك الجملة المقتضبة، لخص فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد قيمة ألفريدو دي ستيفانو، أو كما كان يلقبوه بـ "دون ألفريدو" أسطورة النادي الملكي، وأحد أبرز الشخصيات التي وضعت حجر الأساس لتاريخ هذا النادي العريق الممتد لـ 116 عاما.
ويستعرض لكم كووورة، في سلسلة مكونة من 30 حلقة، أبرز نجوم كرة القدم الذين لم يشاركوا في المونديال، وتأتي الحلقة الثانية عن الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو.
صفقة القرن
بدأ دي ستيفانو مشواره مع الكرة في الفريق الأرجنتيني الكبير ريفر بليت، الذي لعب له 69 مباراة محرزا 44 هدفا، ولكنه لم يستكمل مشواره بسبب مشاكل مالية مع رئيس النادي، ورحل إلى ميلوناريوس الكولومبي، حيث لعب له 4 سنوات محرزا 90 هدفا، إلى أن جاءت نقطة التحول عندما خاض فريقه بطولة ودية في إسبانيا تحت رعاية ريال مدريد.
انبهر سانتياجو برنابيو، رئيس النادي الملكي في هذا الوقت، بقدرات السهم الأشقر، ليدخل صراعا شرسا مع برشلونة، الذي وقع مع اللاعب بالفعل ولكن بسبب مشكلة قانونية لم تستكمل الصفقة، ليأتي برنابيو ويقنع مع دي ستيفانو.
وبمجرد أن حل دي ستيفانو بالعاصمة الإسبانية، قاد ريال مدريد لواحد من أزهى عصوره على الإطلاق، واستطاع كتابة تاريخ يتفاخر به جمهور النادي حتى يومنا هذا، ومع أول مواسمه تمكن من الفوز بلقب الليجا موسم 1953-1954، بالإضافة لجائزة البيتشيتشي كأفضل هداف في المسابقة.
وعاد الشاب الذي أحدث ضجة منذ وصوله لإسبانيا لقيادة ريال مدريد للفوز بالليجا للعام الثاني على التوالي، ليبدأ معه مسيرة من الإنجازات على المستوى الفردي والجماعي.
ومع انطلاق أول نسخة لدوري أبطال أوروبا، تمكن دي ستيفانو من قيادة ريال مدريد للسيطرة على البطولة في أول 5 نسخ، ويصبح الفريق الذي يشكل خطرا على أوروبا في ظل تواجد دي ستيفانو وبوشكاش وخينتو وكوكبة من العظماء.
لعنة المونديال
شارك دي ستيفانو مع منتخب بلده الأم (الأرجنتين) في 6 مباريات دولية سجل خلالها 6 أهداف، وذلك أثناء فترته مع ريفر بليت، وبسبب رفض الأرجنتين المشاركة في مونديالي 1950 و1954 تبددت آمال دي ستيفانو في الظهور في البطولة.
بزغ نجم دي ستيفانو في كولومبيا، ليتقرر ضمه للمنتخب، وبالفعل شارك في عدة مباريات ولكنها لم تحمل الطابع الرسمي.
موهبته وقدرته الفائقة في إحراز الأهداف والسيطرة على أوروبا مع ريال مدريد، مكنته من الحصول على الجنسية الإسبانية عام 1956، لتزداد آمال منتخب لاروخا في الوصول لمونديال 1958، وفي عام 1957 شارك في التصفيات ولكن لم ينجح المنتخب في التأهل، في موسم حصل فيه دي ستيفانو على لقب هداف دوري الأبطال وهداف الليجا بالإضافة للقبي البطولتين.
حظ سيء
ظل حلم المشاركة في كأس العالم مع إسبانيا يراود دي ستيفانو حتى وصل إلى عمر الـ 36، فبعد الحصول على لقب الدوري 6 مرات ودوري الأبطال خمس مرات، ركز على المشاركة في المونديال الأخير له في مسيرته.
أتى مشوار إسبانيا في تصفيات كأس العالم في تشيلي عام 1962 سهلا، حيث خاض 4 مباريات حقق الفوز في 3 وتعادل في واحدة ليستعد الرجل الذي يحمل آمال الإسبان للمشاركة في المونديال الأول له.
وقبيل انطلاق البطولة، أبى القدر أن يحقق أحلام دي ستيفانو بالظهور في المونديال، ليتعرض للإصابة ويفشل في اللحاق بالمنتخب، وتودع إسبانيا البطولة من الدور الأول ليعلن اعتزاله الدولي.



