ميليك.. سلاح خطير في ظل ليفاندوفسكي

ليس من السهل أن يعيش المرء في ظل لاعب من طراز روبرت ليفاندوفسكي، الهداف التاريخي للمنتخب البولندي.

لكن ستحتاج "النسور البيضاء" أيضا إلى أهداف أركاديوش ميليك، من أجل التحليق بعيدا في مونديال قطر، الذي سيبدأه المنتخب البولندي الأربعاء المقبل ضد المكسيك.

وبالنسبة للمدرب تشيسلاف ميخنييفيتش، الذي استلم المنصب في كانون الثاني/يناير الماضي، قبل مواجهة الملحق الفاصل المؤهل إلى النهائيات ضد السويد (2-0)، فإن الهدف الرئيسي هو توفير أفضل الظروف الممكنة للسلاح الفتاك ليفاندوفسكي، من أجل محاولة قيادة المنتخب لتكرار إنجازي 1974 و1982، حين حل ثالثا في كأس العالم.

والتركيز على ليفاندوفسكي ليس من فراغ، لأن مهاجم برشلونة البالغ 34 عاما، ليس هو فقط أفضل هداف في تاريخ المنتخب، بل أكثر لاعب دفاعا عن ألوانه (76 هدفا في 134 مباراة)، إلا أنه ما زال يبحث عن هدفه الأول في نهائيات كأس العالم.

ففي مشاركته الوحيدة عام 2018، لم يحصل "ليفا" على فرصة التسجيل في ثلاث مباريات خاضها منتخب بلاده، قبل أن يودع في المركز الرابع والأخير للمجموعة خلف كولومبيا واليابان والسنغال، مكتفيا بفوز وحيد مقابل هزيمتين.

وإذا نجح مهاجم بايرن ميونخ الألماني السابق ورفاقه، في الحصول على أحد المركزين الأولين بالمجموعة، ستتخطى بولندا هذا الدور للمرة الأولى منذ 1986.

وذلك بعد انتهاء مشوارها عند الدور الأول، في المشاركات الثلاث الماضية (2002 و2006 و2018).

ميليك الخبير

وحتى إن كان أقل حركة على أرض الملعب من لاعب الوسط المهاجم، سيباستيان شيمانسكي (فينورد الهولندي، 23 عاما و18 مباراة دولية)، باستطاعة ميليك المنتقل هذا الموسم من مارسيليا الفرنسي إلى يوفنتوس الإيطالي، أن يؤمن الكثير من الخبرة (64 مباراة دولية، 16 هدفا) والصلابة والحس التهديفي.

ففي يوفنتوس، الذي ضمه على سبيل الإعارة مع خيار التعاقد معه نهائيا، ليكون بديل الصربي دوشان فلاهوفيتش، قام البولندي البالغ 28 عاما بالمهمة المطلوبة منه حتى الآن، بتسجيله 6 أهداف في 10 مباريات ضمن جميع المسابقات.

وأشاد مدرب اليوفي، ماسيميليانو أليجري، باللاعب البولندي قائلا: "إنه مهاجم ممتاز يعرف كرة القدم، يعرف كيف يتحكم بالكرة، كيف يتمركز... هذا يعني أنه لاعب ذكي".

وأمام إغراء اللعب لنادٍ كبير مثل يوفنتوس، ترك البولندي ومن دون أي ندم مارسيليا، الذي عاش فيه فترة جيدة خلال موسم ونصف الموسم (30 هدفا في 55 مباراة)، مع الاعتراف بأنه كان قادرا على تقديم أداء أفضل.

أسلوب مناسب

وأشار ميليك إلى أنه وجد مع البيانكونيري أسلوب لعب أكثر ملاءمة لخصائصه، موضحا: "أعتقد أنه من الأسهل على أي مهاجم، أن يلعب في خط هجومي من لاعبين".

وتابع "لديك مساحة أكبر وفرص أكثر (للتسجيل).. في مارسيليا الأمر كان مختلفا، مع (المدرب الأرجنتيني خورخي) سامباولي وجدت نفسي في الكثير من الأحيان وحدي في منطقة الجزاء، مراقبًا من مدافعين".

وقد يعتبر هذا الموقف موجها لمدرب المنتخب، لإقناعه بإشراكه أساسيا إلى جانب ليفاندوفسكي.

وبعدما كان أساسيا، في التشكيلة التي وصلت ربع نهائي كأس أمم أوروبا 2016، خسر "آريك" مكانه بعد المباراة الأولى في مونديال روسيا 2018، عقب هزيمة بولندا أمام السنغال.

وبعد كأس أوروبا الصيف الماضي، التي غاب عنها بسبب إصابة في الركبة، لم يحصل ميليك على الكثير من الفرص مع المنتخب (خمس مشاركات في 16 مباراة)، متأثرا بالإصابات بشكل خاص.

لكن الآن، تبدو الفرصة مثالية لاستعادة مكانته في المنتخب، بجانب ليفاندوفسكي، من أجل تكوين ثنائية لم تتواجد بشكل أساسي منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2021 ضد أندورا (4-1).

|||2|||