EPAعلى بعد يزيد على 13 ألف كيلومتر يستغرق 16 ساعة بالطائرة من العاصمة السويدية ستوكهولم، سيصطدم لاعبان سويديان سويا خلال المباراة المرتقبة بين منتخبي تشيلي وبوليفيا الجمعة في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) لكرة القدم والمقامة حاليا في تشيلي.
ويشهد الاستاد الوطني لتشيلي بالعاصمة سانتياجو المواجهة المرتقبة بين الفريقين ضمن صراع التأهل إلى الدور الثاني (دور الثمانية) للبطولة والتي ينتظر أن تشهد المواجهة بين ميكو ألبورنوز مدافع منتخب تشيلي ولاعب الوسط البوليفي مارتين سميدبيرج دالينس.
وولد ألبورنوز لأب من تشيلي وأم فنلندية، حيث ينتمي والده مانويل لمدينة فالبارايسو ولكنه هاجر من تشيلي إلى العاصمة السويدية ستوكهولم في الثمانينيات من القرن الماضي بحثا عن فرص جديدة للعمل.
وولد ألبورنوز وشقيق آخر له، يلعب كرة القدم أيضا، في السويد ولكن ميكو الذي ولد في 1990 اختار اللعب لتشيلي حيث بدأ انضمامه للفريق منذ عام ونصف العام فقط.
ولا يتكلم ميكو الأسبانية بطلاقة ولكنه تعلم إلقاء السلام الوطني لتشيلي فيما يتكفل زملاؤه في الفريق بالترجمة له خلال التدريبات أو في ارتباطات الفريق المختلفة لتسهيل تواصله مع الصحفيين ووسائل الإعلام.
واستدعي ميكو أكثر من مرة لمنتخبات الشباب بالسويد وكان هذا حتى في التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا للشباب (تحت 21 عاما)، ولكنه اختار في مطلع 2014 اللعب لمنتخب تشيلي الذي كان الوحيد من بين المنتخبات الثلاثة المتاحة له الذي حجز مكانه في كأس العالم 2014 بالبرازيل فيما أخفق المنتخبان السويدي والفنلندي في هذا.
وقال ميكو وقتها، عندما كان لاعبا في مالمو السويدي: "أشعر بسعادة بالغة، حققت الحلم الذي طالما راودني على مدار حياتي، نشأت بعيدا عن بلدي تشيلي ولكن قلبي كان دائما مع تشيلي".
وزار ميكو عائلته في فالبارايسو خلال أعياد الكريسماس عام 1999 عندما كان في الثامنة من عمره، ولكنه غاب عن تشيلي حتى عاد في 2013 في زيارة جديدة بعدما أصبح لاعبا محترفا.
وخلال هذه الزيارة، تلقى ميكو أول اتصال من الأرجنتيني خورخي سامباولي المدير الفني لمنتخب تشيلي الذي حاول ضم اللاعب لصفوف الفريق.
وأرجأ ميكو الرد وقال: "إنني الآن في إجازة. أريد بذل جهد كبير وأن أصبح خيارا حقيقيا للفريق الآن أو لاحقا"، لكنه سرعان ما استجاب لطلب سامباولي.
ولم يكن اللاعب يتمنى بداية أفضل من تلك البداية التي قدمها مع منتخب تشيلي حيث سجل هدفا في أول مباراة دولية له مع الفريق وكانت في مواجهة المنتخب الكوستاريكي وديا في كانون ثان/يناير 2014 ونال مكانا في قائمة الفريق ببطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل وخاض مع الفريق المباراة أمام نظيره البرازيلي في الدور الثاني (دور الستة عشر) الذي شهد خروج الفريق من المونديال.
وشارك ميكو، نجم هانوفر الألماني، مع منتخب تشيلي أيضا في مباراته الاثنين الماضي، أمام المنتخب المكسيكي والتي انتهت بالتعادل 3 / 3 في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة.
وخاض اللاعب هذه المباراة كلاعب مدافع في الناحية اليسرى كما قد يشارك في المباراة المرتقبة لفريقه الجمعة أمام نظيره البوليفي والتي ستحسم موقف الفريق من التأهل لدور الثمانية.
وفي المقابل، ينتظر أن تشهد صفوف المنتخب البوليفي مشاركة اللاعب مارتين سميدبيرج الذي يحظى بقصة مشابهة، حيث نفي والده راميرو دالينس الذي ينتمي لمدينة أورورو إلى السويد في عهد الديكتاتورية البوليفية خلال ثمانينيات القرن الماضي.
وتزوج راميرو من ماري بريت سميدبيرج وأنجب منها مارتين في عام 1984.
وعلى عكس ميكو، يتحدث مارتين سميدبيرج الأسبانية بطلاقة نظرا لحفاظ والده بشكل دائم على عادات وتقاليد بوليفيا رغم ابتعاده عنها.
وقال سميدبيرج نجم جوتبرج السويدي ، في مقابلة مع صحيفة "لا تيرسيرا" التشيلية: "منذ الطفولة، راودني حلم اللعب لبوليفيا، شاهدت منتخب بوليفيا للمرة على الأولى على شاشات التلفزيون خلال كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة، كان أمرا مثيرا وشعرت بمدى انتمائي لبوليفيا".
وأضاف: "عشت في السويد طيلة حياتي ولكنني كنت أشعر دائما بانتمائي لبوليفيا، في منزل والداي، أتحدث الأسبانية دائما، وما يساعدني أيضا أن لدي العديد من الأقارب في بوليفيا".
وساهم سميدبيرج في الفوز الثمين 3 / 2 للمنتخب البوليفي على الإكوادور الاثنين الماضي، حيث سجل هدفه الأول مع الفريق بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء.
EPA
قد يعجبك أيضاً



