إعلان
إعلان

ميسي "أستاذ رياضيات".. وفالفيردي "فلتة زمانه"!

محمد الحتو
03 مايو 201903:01
46762104_366018927478342_3295771806312431616_n

في كل مرة أتابع فيها ليونيل ميسي أدرك تماما أن برشلونة لن يخسر إلا بمعجزة! وأن الملاعب أنجبت الفتى الأرجنتيني لتثبت نظريات فيزيائية جديدة.. يتحرك بإحداثيات، يركل الكرة بالفرجار، يرسم القائم بالمقلوب، كل الزوايا مفتوحة، ومعادلات إيقافه مستحيلة!.

حيّر العالم في وصفه، فمن يعشقه قال عنه: "من كوكب آخر" و"ساحر" و"أسطورة"، وشككوا في آدميته.. ومن يكرهه لشخصيته خارج الملعب أو لاعتبارات مدريدية أو لمقارنته مع كريستيانو رونالدو،  يلجأ دوماً لوصفه باللاعب "المتوحد" الذي يبدع في تفاصيل دقيقة بلعبته المستديرة، لكن في النهاية لا مجال في التشكيك بقدراته فهو "ميسي" اسمه أقوى من أي وصف!.

لا يمكن تصور ما يفعله هذا اللاعب الخارق بكرة القدم، حطم قلوب نظرائه اللاعبين، دمر خطط المدربين، وشوّه صورة أعتى المدافعين!.

بالأمس القريب، تُوج مدافع ليفربول الهولندي الرائع فان دايك بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي -وهو بالفعل يستحقها- ولكن صورته وزملاءه المدافعين اهتزت في أسوأ سيناريو تمر به منظومة دفاعية، والسبب ميسي ورفاقه الذين نجحوا في تسجيل ثلاثة أهداف بأقل فرص ممكنة، وكانت النتيجة مرشحة لرابع لولا رعونة ديمبلي في الثانية الأخيرة من مواجهة ذهاب نصف نهائي الأبطال!.

ميسي كان أشبه ب"مارد" خرج من المصباح السحري في "الكامب نو"، لاسيما حين وقف لتنفيذ ضربة حرة "مجنونة" سددها في زاوية تسكنها "العفاريت"، وقبلها تسلل في عمق منطقة فان دايك وتابع كرة مرتدة من العارضة، وسجل دون رقابة وسط دهشة عشاق "الريدز"!!.

لم أتخيل يوما أن يلعب برشلونة مباراة على أرضه بطريقة دفاعية، ولم أتوقع أن يتخلى النادي الكاتالوني عن هويته ومتعة الأداء مقابل تحقيق ما يريد، وإن كنت من أنصار هذا الفكر... نعم برشلونة دافع باقتدار، ونفذ طلعات مرتدة خاطفة، واستثمر فرصاً نادرة.. لم نشاهد راكيتيتش متقدما، وتابعنا قتالا رائعا من فيدال، ولمسنا خطورة البارسا بأسلحة "غير تقليدية" حيث تمكن المدرب فالفيردي من خداع كلوب باستدراجه لملعبه بهدف الحصول على المساحات التي أرادها وضربه في مقتل بفرص قليلة ترجمها إلى ثلاثية كشفت عمق تأثير هذا الرجل الداهية وسم أفكاره التي أفشلت المنظومة الدفاعية لليفربول.

وفي المقابل، لم تكن لمسات كلوب وتحديدا في الشوط الثاني، بقيمة ما فعله فالفيردي، صحيح أنه تأثر بتبديل اضطراري مبكر للاعب الارتكاز كيتا، إلا أن المدرب الألماني لم يمتلك الخطة "ب" إذ كان لا بد من التعامل مع البارسا بحذر بدلا من الاندفاع المبالغ فيه بداية الحصة الثانية، بمعنى أنك لعبت بأسلوب "برشلونة زمان" بالاستحواذ وتكثيف الدور الهجومي، دون أن تدرك عواقب الأمور، خصوصاً أنك لا تمتلك أدوات ناضجة ذهنيا بإمكانها استثمار الفرص، بدليل تلك التي سنحت لصلاح وماني وميلنر، إذ شابها الجمود بعيدا عن إتقان "اللمسة اللاتينية" القادرة على إصابة شباك الحارس شتيغن بفن مستورد من أميركا الجنوبية!.

كلمة أخيرة.. برشلونة احترم ليفربول كثيراً وجرّه لسيناريو غير متوقع.. المباراة تُحسب لفالفيردي وميسي.. والخلاصة المثيرة أن مدرسة كرة القدم في برشلونة تغيرت وشعارها الجديد: "لا عيب في دفاع معقول وهجوم فعال"!.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان