إعلان
إعلان

ميزان التحكيم المائل

د.محمد مطاوع
08 مارس 202402:15
mohammad mutawe

لم تشهد إسبانيا ذلك التوافق ما بين مواقف الأندية والاتحاد الإسباني ورابطة الليجا، كما حدث في حادثة التعامل مع ما سمي بـ "فضيحة نيجريرا" حيث تطوع الجميع لذبح برشلونة، وتوجيه التهم جزافا بالفساد ورشي الحكام، رغم أن النادي كان وقتها - ولا يزال - يمر بضائقة مالية تخنقه، وتسببت في خسارته قائده التاريخي ميسي ومن بعده عددا من النجوم مثل البا وبوسكيتس شركاء السداسية.

الأيام والمحاكمات والقضايا، أثبتت براءة برشلونة من التهم المشينة، والمحكمة قضت بعدم إدانة برشلونة بالتهم التي ألقيت على النادي الكتالوني من القريب والبعيد، ولم نسمع من أي من الذين ارتفعت أصواتهم انتقادا ومطالبة بذبح برشلونة، ولو بكلمة اعتذار واحدة.

لكن اليوم ما الذي يحدث؟ ينهي الحكم المباراة - وهو من حقه - قبل توجيه بيلينجهام الكرة نحو شباك فالنسيا، فتقوم الدنيا ولا تقعد، وفي المقابل، يقوم فيسنسيوس بارتكاب فعل صارخ أمام الجميع سواء الحكام الأربعة ومعهم مثلهم من مراقبي تقنية الفار، وكاميرات الملعب والجمهور، فيدفع مدافع لايبزيج بشكل صارخ، بعد أن قام فينيسيوس نفسه بارتكاب خطأ ضد هذا اللاعب، ويتم التعامل مع الأمر على إنه احتكاك طبيعي ويرفع الحكم بطاقة صفراء (خجولة) في وجه اللاعب المشاكس.

ماذا لو احتسب هدف بيلينجهام، وفي المقابل، ماذا لو طرد فينيسيوس؟ النتيجة فوز ريال مدريد في مباراة قد تكون نقاطها أقل أهمية لفريق يتصدر بفارق كبير للدوري الإسباني، لكن طرد فينيسيوس أمام لايبزيج كان يعني عدم تسجيل الهدف الوحيد الذي جاء بقدميه، وكذلك لعب الفريق بعشرة لاعبين لأكثر من نصف ساعة أمام فريق قوي للغاية وفارضا سيطرته على ملعب الريال، مما يعني حتمية الخسارة والخروج من دوري الأبطال بشكل صادم.

الذين طالبوا بذبح برشلونة، ومن بعدها ذبح الحكم مانزانو، أين هم من المطالبة بتحقيق العدل لفريق لايبزيج؟ أليس الميدان واحد؟.

نحن هنا لا ندافع عن طرف، ولا ندين طرفا آخر، ولكن ما نتمناه أن نترك كرة القدم لأهلها، ولكل تخصصه الذي يجيد العمل فيه، لكن في الوقت ذاته لا بد أن تكون هناك محاسبة عادلة لكل الأطراف التي تتسبب في جرح الروح الرياضية، وإحداث شرخ في أخلاقياتها على أرض الملعب وخارجه، وتجاوز الفرز ما بين النجم واللاعب..والنادي الكبير والصغير، وغيرها من الأمور التي تفقد كرة القدم عدالتها وحلاوتها.

الأمر يحتاج لعمل كبير لتجاوز الشكوك، وعدم ترك الأمر للصدفة وحدها، فالآليات المتوفرة بين يدي قضاة الملاعب باتت كثيرة، وقادرة على منحهم زوايا أفضل للرؤية، وإصدار أحكام بعدالة أكثر، وإلا، فهناك جهات قادرة على إيقاظ الضمائر النائمة، أو إخراج من مات منها من المنظومة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان