
كان عبد الكريم ميري "كريمو" أحد نجوم منتخب المغرب في مونديال المكسيك 1986، وسجل هدفا من الثلاثية التاريخية التي كان قد فاز بها منتخب الأسود على نظيره البرتغالي (3 ـ1) ومكنته من العبور متصدرا لمجموعته للدور الثاني في إنجاز تاريخي.
كووورة التقى بكريمو وتحدث معه عن مشاركة المغرب الأخيرة في الكان، وأزمة اعتزال حكيم زياش دوليا وغيرها من الأمور المهمة في سياق الحوار التالي:
ما هو تقييمك لمشاركة المنتخب المغربي بالكان؟
في مثل هذه الحالات نقول ونلخص الأمور بعبارة "كان بالإمكان أفضل مما كان"، لأنه فعلا كان بالإمكان أفضل بكثير مما حدث، لأن جيل أشرف حكيمي مر بمحاذاة إنجاز تاريخي بل يفوق كثيرا مجرد التوقف عند محطة ربع النهائي.
وقائع تلك الدورة وخاصة المستويات الفنية لعدد من المنتخبات تدعم موقفي، إلا أنه للأسف الطموح توقف عند ربع النهائي، وهو ما أحبط الكثيرين.
ما هي الأسباب التي استندت لها في هذه الخلاصة؟
تدرج مستوى المنتخب المغربي وتطوره من مباراة لأخرى بخلاف بعض المنتخبات الأخرى، إضافة لعديد الحلول التي كانت متاحة للمدرب كمجموعة قياسا بباقي المنافسين، أيضا خروج منتخبات قوية كانت مرشحة مبكرا وتواضع أخرى، كل هذا مع دعم اتحاد الكرة والأموال التي رصدت لهذا المنتخب، أمور قادنا لنؤمن بأنه بعد أول مباراة أنه بالإمكان أن يذهب الفريق بعيدا بل وحتى النهائي.
من برأيك المسؤول عن الخروج من تلك المحطة؟
في كرة القدم يقولون للانتصار أكثر من أب وللهزيمة دائما أب واحد وهو المدرب، لذلك كان من الطبيعي أن تتجه كل الانتقادات له بدرجة أولى بل هو أيضا لام نفسه، لكن كموقف خاص أعتقد أنه أحيانا اللاعبون في مثل هذا النوع من المسابقات يكونون ملزمين بأن يضيفوا من عندهم وتدبير مباراة مصر لم يكن كما ينبغي والخروج كان نوعا ما قاسيا.
كنت هدافا كبيرا.. فما تعقيبك على إهدار فرص سهلة من مهاجمي المغرب؟
حاسة التهديف وإن كانت في علوم التكتيك الحديثة والتنشئة قابلة للتطور والاشتغال عليها، إلا أنها أحيانا ترتبط بالفطرة والغريزة وتشبه الملكات التي أكسبت هدافين كبارا عبر تاريخ الكرة ميزات طبيعية، لذلك كان بالفعل إهدار الفرص بتلك الكيفية نوعا ما مؤثرا، ولو أن منتخب المغرب نجح في جل المباريات في التسجيل، وبلوغ مرمى منافسيه، وهذا شيء محمود على كل حال.
ما موقفك من قصة اللاعب حكيم زياش؟
حكيم زياش لاعب متميز ومبدع، يلعب في ناد أوروبي كبير وسجله يلخص قيمته، ولا يحتاج لمن يستدل أو يزايد على ذلك، المدرب هو من اختار القائمة وتحمل نتائج وتبعات الاختيار، وقد كانت واضحة، وزياش مكانه محفوظ بالمنتخب المغربي ولا أحد بمقدوره أن يدعي العكس.
كيف تنظر لمستقبل المغرب على ضوء كل هذه الأحداث؟
بطولة الكان صارت من الماضي، وحاليا التركيز كله على مباراتي الملحق أمام الكونغو، من غير المعقول ولا المقبول تصور ألا يتأهل المنتخب المغربي الحالي لمونديال قطر إن شاء الله تعالى.
ينبغي نسيان ما حدث وعدم الوقوف عند محطة مباراة مصر طويلا، من الآن ينبغي التركيز والتحضير بحكمة لمواجهة الكونغو، التي تحمل الكثير من المتغيرات للكرة الأفريقية وكل الحذر من المنافس ومنتخب المغرب وإن أقصي بالكان إلا أنه أظهر جودة عالية ومحترمة.






