
سجل الموسم الحالي العديد من اللحظات الخالدة في الملاعب العربية والأوروبية، من أهمها فوز ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الـ20 في تاريخه.
فالعريق الإنجليزي استعاد عرش صدارة الفرق الأكثر تتويجًا باللقب، بالتساوي مع مانشستر يونايتد، تلك الصدارة التي لم يتوقع يومًا أن يفقدها حتى يستعيدها.
أحلام اتحادية
وبعد أيام من تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي، كان الاتحاد يُتوج هو الآخر بلقب الدوري السعودي، بعد منافسة شرسة مع الهلال.
ولو تُوج الاتحاد قبل شهرين، لكان هذا اللقب هو العاشر بالنسبة له، ليصبح الفارق بينه وبين الهلال، أكثر الفائزين بالدوري السعودي، 9 ألقاب، لكن تتويجه به الآن جعل الفارق بينهما 7 ألقاب فقط.
ويعود ذلك إلى ما فعلته لجنة توثيق بطولات الكرة السعودية التي زادت عدد ألقاب الاتحاد في الدوري إلى 13، وعدد ألقاب الهلال إلى 21، وفقًا لما كشفت عنه بعض التقارير الصحفية.
مع تتويج "العميد" بالدوري السعودي هذا الموسم، أصبح يمتلك 14 لقبًا، وبات الفارق بينه وبين الهلال 7 ألقاب فقط.
ويعني ذلك أن الاتحاد أصبح يملك ثلثي ألقاب الهلال في الدوري السعودي، بدلًا من أن يملك نصفها تقريبًا، وهو مكسب كبير لـ"النمور".
هذا المكسب رفع طموحات جماهير الاتحاد في محاولة الاقتراب أكثر من عرش الهلال في السنوات المقبلة، قبل الانقضاض عليه والانفراد به.
من رحم البريميرليج
هذا السيناريو شاهدته الجماهير عيانًا في الدوري الإنجليزي الذي تحولت صدارة أكثر الفرق تتويجًا به من ليفربول إلى مانشستر يونايتد في غضون 20 عامًا.
ففي موسم 1989-1990، حقق ليفربول لقب الدوري الإنجليزي للمرة الـ18 في تاريخه، ليصبح الفارق بينه وبين مانشستر يونايتد 11 لقبًا كاملًا، إذا لم يحقق "الشياطين الحمر" سوى 7 ألقاب في ذلك الحين.
ولكن بعد انطلاق حقبة "البريميرليج"، بدأ مانشستر يونايتد في حصد لقب تلو الآخر، فيما وقف ليفربول عاجزًا عن مقارعته.
جماهير "الريدز" كانت تتشدق بأفضليتها الشاسعة في عدد الألقاب، غير أن هذه الأفضلية بدأت تتلاشى عامًا بعد الآخر، حتى ذهبت أدراج الرياح.
ففي 2009، بعد 19 عامًا من تتويج ليفربول بلقبه الأخير، حقق مانشستر يونايتد لقبه رقم 18، وعادل "الريدز" بصدارة أكثر الفرق تتويجًا بالدوري الإنجليزي، قبل أن يحقق لقبين آخرين في 2011 و2013.
بعد ذلك توقفت عجلة مانشستر يونايتد، لكن عجلة ليفربول ظلت متوقفة هي الأخرى، حتى حقق الفريق اللقب رقم 19 في 2020، ثم عادل عدد ألقاب "الشياطين الحمر" هذا الموسم.
أحلام الجيل الذهبي
وتُعول جماهير الاتحاد على ذكريات جيلها الذهبي الذي سيطر على الكرة السعودية لعدة سنوات، من أجل تحقيق هذا الإنجاز.
ففي موسم 1996-1997، حقق الاتحاد لقب الدوري بعد غياب 15 عامًا كاملة، ورغم خسارته في الموسم التالي لصالح الهلال، لكنه عاد وفاز به في موسم 1998-1999.
وخلال تلك الحقبة، سيطر الاتحاد على الدوري السعودي، فحققه 5 مرات في غضون 7 سنوات، فيما حصده الهلال مرتين.
الاتحاد كرر هذا الأمر مؤخرًا، حيث فاز بالدوري السعودي الموسم قبل الماضي، ثم خسره لصالح الهلال في الموسم الماضي، ثم عاد وفاز به هذا الموسم.
وتأمل جماهير الاتحاد أن يتكرر السيناريو نفسه، ويهيمن "النمور" على اللقب في المواسم المقبلة، من أجل تقليص الفارق مرة أخرى مع الهلال.
أحلام صعبة المنال
غير أن تلك الأحلام تبدو بعيدة لعدة أسباب، أبرزها قوة الفرق المتنافسة التي تدعم نفسها أولًا بأول، لا سيما الهلال نفسه.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر القوام الأساسي للفريق فوق حاجز الـ30 عامًا، بداية من ثنائي الدفاع حسن كادش ودانيلو بيريرا، مرورًا بثنائي الوسط فابينيو ونجولو كانتي، وصولًا إلى مهاجم الفريق ونجمه الأول كريم بنزيما.
هذا الارتفاع الكبير في معدل أعمار نصف عناصر الفريق الأساسي لا يعطي تلك الفرصة للاستمرارية لسنوات طويلة، وهو ما يتطلب بعض عمليات الإحلال والتجديد في صفوفه.
ومع ارتفاع نسق المنافسة في الدوري السعودي، سيكون من الصعب على أي فريق أن يهيمن عليه لفترات طويلة، لذلك سيكون على الاتحاد بذل مجهودات مضاعفة من أجل تحقيق أحلام جماهيره صعبة المنال.
قد يعجبك أيضاً



