
كتب الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني لأهلي جدة، اسمه بحروف من نور في تاريخ النادي السعودي، بعدما قاده للفوز بلقبه الأول من دوري أبطال آسيا.
وفاز الأهلي بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، أمس السبت، بعدما انتصر على كاواساكي فرونتال الياباني بنتيجة 2-0، على ملعب الإنماء، في المباراة النهائية.
اللقب كان القاري الأول الذي يحصده المدرب الألماني في مسيرته، بعدما فاز مع ريد بول سالزبورج بلقب الدوري النمساوي مرتين، والكأس مرة واحدة.
رحلة صعبة
بعد التتويج بالدوري النمساوي للمرة الثانية، بدأ يايسله رحلة جديدة في مسيرته الكروية، بعدما وافق على تدريب أهلي جدة بدءًا من موسم 2023-2024.
طموحات جماهير "الراقي"، العائد للتو من دوري يلو، كانت مرتفعة، لا سيما بعد التعاقد مع العديد من النجوم، مثل رياض محرز من مانشستر سيتي، وروبرتو فيرمينو من ليفربول، وفرانك كيسيه من برشلونة.
لكن تلك الأحلام سقطت أرضًا مع أول تعثر، بالخروج من كأس خادم الحرمين الشريفين من الدور ثمن النهائي أمام أبها، قبل أن يبتعد الفريق تمامًا عن المنافسة على لقب الدوري السعودي للمحترفين.
النقطة المضيئة في موسم يايسله الأول كانت حصول الأهلي على المركز الثالث المؤهل للمشاركة في دوري أبطال آسيا للنخبة لموسم 2024-2025.
استمر يايسله لموسم جديد، بدأه بالخروج من نصف نهائي كأس السوبر السعودي، عقب الهزيمة من الهلال بركلات الترجيح، قبل أن يودع كأس خادم الحرمين الشريفين من دور الـ32، على أيدي الجندل الذي يلعب في دوري يلو.
مطالب الإقالة
في ذلك الحين، انفجرت جماهير أهلي جدة، مطالبةً بسرعة رحيل المدرب الألماني عن تدريب الفريق، والتعاقد مع مدير فني جديد.
الأمر لم يقتصر على جماهير الأهلي فحسب، بل وصل إلى حمد المنتشري، أسطورة الغريم التقليدي الاتحاد، الذي طالب إدارة "الراقي" بإقالة يايسله، والبحث عن مدير فني مطلع على دوري روشن.
وسار محمد الدعيع، أسطورة الهلال، على نفس المنوال، وطالب إدارة الأهلي بالتدخل لإقالة يايسله، أو الاستقالة من منصبها ما لم تكن قادرة على هذا القرار.

غير أن الأهلي لم يُقل يايسله في ذلك الحين، ليس فقط للإيمان بقدراته، ولكن بسبب المشكلة المالية للنادي الذي لم يضم سوى لاعبين في صيف 2024، وارتفاع قيمة الشرط الجزائي في عقد المدرب الألماني.
من الشك إلى اليقين
في يناير/كانون الثاني الماضي، تواترت الأنباء عن اتفاق إدارة الأهلي مع المدرب الإيطالي ماسيمليانو أليجري لقيادة الفريق خلفًا ليايسله، ليرد النادي السعودي على تلك الأنباء ببيان رسمي.
وأكد الأهلي في بيانه أن "يايسله يواصل مهامه على رأس الجهاز الفني، مع استمرار الدعم الكامل من الإدارة لتحقيق تطلعات النادي وطموحاته المستقبلية".
تلك اللحظة كانت نقطة التحول في الموسم بأكمله، فعلى الرغم من تذبذب النتائج محليًا، لكن الأهلي اكتسح منافسيه قاريًا، وتأهل من مرحلة الدوري في المركز الثاني بـ7 انتصارات وتعادل وحيد، بفارق الأهداف خلف الهلال.
وفاز "الراقي" على الريان القطري ذهابًا وإيابًا في دور الـ16، ليتأهل للدور ربع النهائي الذي أُعلن عن إقامته في جدة، لتبدأ بعض التوقعات في وضع الأهلي على منصة التتويج الآسيوية.
يايسله وإنتر
لكن أحمد حسام "ميدو"، نجم الكرة المصرية السابق، رفض تلك التوقعات، وأكد أن الأهلي لن يحقق دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد هزيمته من الخلود، في دوري روشن، منتصف مارس/آذار الماضي.
وفسر ميدو توقعه: "هذا الفريق (الأهلي) لا يُقارن بالهلال والنصر والاتحاد فنيًا، وسيكون فوزه بلقب النخبة بمثابة المعجزة".
ونوه: "هذا الفريق يعج بالمشاكل في الدفاع والوسط وكذلك حراسة المرمى، فأزمات أهلي جدة كثيرة جدًا".
ولم يكتفِ ميدو بذلك، بل دخل في تحدٍ مع الجميع، مؤكدًا أن يايسله يجب أن يقود ميلان أو إنتر إذا نجح في قيادة الأهلي للفوز ببطولة آسيا.
وأوضح: "لو فاز يايسله بلقب دوري النخبة الآسيوي بهذا الفريق، فيجب أن يقود ميلان".
وكرر: "لو حصل يايسله على اللقب الآسيوي بهذا الفريق، فيجب أن يقود إنتر بدلًا من سيموني إنزاجي".
وطالب ميدو برحيل يايسله إلا في حالة وحيدة، وهي التأهل للنسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا للنخبة، في ظل استبعاده لتتويجه بنسخة هذا الموسم.
وبعد نحو شهر ونصف من تلك التصريحات، حقق يايسله ما لم يتوقعه ميدو، وقاد الأهلي للتتويج ببطولة النخبة للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن هزم الهلال، وكاواساكي فرونتال الذي أقصى النصر.
قد يعجبك أيضاً



