EPAيمكن تعريف 2024 بعام التصحيح للمنتخب الألماني، الذي عانى لسنوات قبلها من خيبات الأمل الكبيرة بتوديع مونديالي 2018 و2022 من دور المجموعات ويورو 2020 من ثمن النهائي.
كانت ألمانيا بحاجة إلى ثورة كبيرة بعدما وصلت لنهاية عام 2023 في أسوأ صورة ممكنة بالخسارة أمام تركيا والنمسا في وديتي التوقف الدولي الخاص في نوفمبر/ تشرين الثاني، ليدق ناقوس الخطر قبل أشهر قليلة من احتضانها لمنافسات اليورو على أرضها.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تولى فيه جوليان ناجلسمان المهمة الفنية للفريق في سبتمبر/ أيلول 2023 خلفًا لهانز فليك، ليصبح ثاني أصغر مدرب يشرف على قيادة المانشافت بعمر 36 عامًا.
وتولى ناجلسمان المهمة بحافز كبير وأفكار عديدة ولم تكن بدايته جيدة، إلى مباراتي النمسا وتركيا، وأتت نقطة التحول في مارس/ آذار 2024 عندما أعلن قائمة التوقف الدولي الأول في العام بضم 6 أسماء جديدة للمنتخب وهي ألكسندر بافلوفيتش وماكسيميان بيير ودينيز أونداف وماكسيمليان ميتلشتيت وفالديمار أنتون ويان نيكلاس بيستي.
من تلك المرحلة بدأ ناجلسمان إحداث الثورة وكان من أبرز ملامحها وضع قائد لها، وهو إعادة نجم ريال مدريد توني كروس من الاعتزال الدولي لمنح التوازن الغائب عن وسط ميدان ألمانيا.
كما بدأ ناجلسمان في استبعاد بعض الأسماء الكبرى من المنتخب مثل ماتس هومليز وجوليان براندت وليون جوريتسكا ونيكلاس سولي، وبالتالي أدى هذا التغيير الجذري إلى جلب هواء جديد في المنتخب غير الحالة المزاجية بشكل تام.
وبالفعل تغير شكل المنتخب الألماني ونجح في الفوز وديًا أمام فرنسا (2-0) وأمام هولندا (2-1)، وفي يونيو/ حزيران تعادل أمام أوكرانيا (0-0) وتغلب على اليونان (2-1)، ونجح ناجلسمان في جلب الحماس للمنتخب وإعادة الجماهير للدعم قبل انطلاق اليورو.
يورو 2024
كشرت ألمانيا عن أنيابها في اليورو مستغلة توهج الثنائي جمال موسيالا وفلوريان فيرتز، ونجحت في الفوز بلقاء الافتتاح أمام اسكتلندا بنتيجة عريضة استقرت عند (5-1).
وتفوقت على المجر في الجولة الثانية بهدفين دون رد لتضمن التأهل لثمن النهائي مبكرًا، قبل أن تتعادل في الجولة الأخيرة أمام سويسرا (1-1).
وفي ثمن النهائي تفوقت على الدنمارك (2-0)، لتصطدم في ربع النهائي بإسبانيا وتخسر (2-1) في الأوقات الإضافية، في لقاء شهد حالة مثيرة للجدل بعدم احتساب ركلة جزاء لوجود لمسة يد على مارك كوكوريلا كان من شأنها أن تغير من نتيجة اللقاء.
بالفعل قدمت ألمانيا عروضًا مميزة في اليورو، ولم يغير الخروج من ربع النهائي من الحالة الإيجابية في الفريق ولدى الجماهير التي لمست عودة فريقها من جديد إلى الواجهة وقدرته على المنافسة على الألقاب في المستقبل.
تغير الوجوه
استمر تغير الوجوه في المنتخب الألماني، فعقب اليورو أعلن كل من مانويل نوير وتوماس مولر وإلكاي جوندوجان الاعتزال دوليًا، وانتقلت شارة القيادة إلى جوشوا كيميتش.
وواصل ناجلسمان ضم العناصر الجديدة من المهاجم تيم كليندينسيت، ومنح الفرصة لحراس مرمى جدد مع إصابة مارك أندريه تير شتيجن، من ألكسندر نوبل وأوليفر بومان وستيفان أورتيجا.
دوري الأمم الأوروبية
نقلت ألمانيا الحالة الإيجابية لمنافسات دوري الأمم الأوروبية والذي استهلت مشوارها به في سبتمبر/ أيلول الماضي.
ونجحت في تصدر المجموعة الثالثة في المستوى الأول، بتحقيق 4 انتصارات أمام المجر (5-0) والبوسنة (2-1) و(7-0) وأمام هولندا (1-0)، وتعادلت في مباراتين أمام هولندا (2-2) وأمام المجر (1-1).
وأنهت بالتالي ألمانيا عقدة دور المجموعات في دوري الأمم الأوروبية، والذي لم تتمكن من تخطيه من قبل.
معرفة المستقبل
انتهى عام 2024 بأفضل صورة لألمانيا وعرفت أيضًا مسارها في العام المقبل، حيث أسفرت قرعة ربع نهائي دوري الأمم عن صدام ناري أمام إيطاليا في مارس/ آذار المقبل.
كما عرفت ألمانيا أيضًا ملامح مجموعتها في تصفيات مونديال 2026، ففي حال تغلبت على إيطاليا فستتواجد في المجموعة الأولى إلى جانب كل من سلوفاكيا وأيرلندا الشمالية ولوكسمبورج.
وفي حال خسرت أمام إيطاليا فستتواجد في المجموعة التاسعة إلى جوار النرويج والكيان الصهيوني وإستونيا ومولدوفا.
قد يعجبك أيضاً



