إعلان
إعلان

ملحمة 1982.. كيف خلد الجيل الذهبي نفسه في المخيلة الكويتية؟

Alessandro Di Gioia
11 نوفمبر 202201:31
من واقعة الكويت وفرنسا

في السابع من كانون الأول/ديسمبر 1981، حسم منتخب الكويت تأهله رسميا إلى نهائيات كأس العالم، التي استضافتها إسبانيا عام 1982، وكانت تلك المرة الأولى والأخيرة!

كان الإنجاز مُفترق طرق كبير للكويت، التي تتربع على العرش في إقليمها الجغرافي، بعشرة ألقاب في بطولة كأس الخليج (رقم قياسي).

وضم "الأزرق" في تلك الحقبة عددا كبيرا من النجوم، الذين توّجوا أكثر من مرة ببطولة كأس الخليج، فضلا عن كأس آسيا التي استضافتها البلاد في 1980، وهو العام الذي شهد تأهل الفريق إلى أولمبياد موسكو.

التفوق على كوريا

"كوريا تروح كوريا والكويت تروح إسبانيا".. هي جملة شهيرة فرضت نفسها في الوجدان الكويتي حتى اليوم، بطلها المعلّق المحلّي خالد الحربان.

وأطلقها بعد الفوز الثمين لـ"الأزرق" على كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين، في التصفيات الأوّلية لمونديال 1982 التي استضافتها الكويت، ونجحت في بدايتها في تجاوز عقبتَي ماليزيا وتايلاند أيضا.


قيل الكثير في تلك الفترة، عن تدخلات في عمل المدرب كارلوس ألبرتو باريرا، خصوصا فيما يتعلق باختيار اللاعبين، لكن البرازيلي كان حاسما عندما قال قبل قرعة التصفيات الحاسمة: "المرحلة المقبلة لا هوادة فيها.. لن نتأهل بالعاطفة".

كانت التصفيات النهائية تجمع آنذاك قارتي آسيا وأوقيانيا، ويتأهل منها منتخبان إلى كأس العالم، وأقيمت منافساتها بنظام الذهاب والإياب.

دُعي "الأزرق"، الذي دخل معسكرا تدريبيا استعداديا في البرتغال، لمواجهات ساخنة أمام السعودية والصين ونيوزيلندا، وهذه الأخيرة التقاها في 10 تشرين الأول/أكتوبر 1981.

كانت مباراة مثيرة وتاريخية في أوكلاند سيتي، وترتّب عليها الكثير، حيث فاجأ المنتخب الكويتي أصحاب الأرض، وحقق انتصارا ثمينا 2-1.

وفي بكين، تعثرت الكويت أمام الصين بثلاثية نظيفة، لكنها عوّضت بفوز مهم على السعودية في عقر دارها، بهدف عبد العزيز العنبري، وفي 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1981، ثأر الكويتيون من الصين بإسقاطها (1-0).

وبعد أسبوع تقريبا، كان الموعد مع اللقاء الحاسم بين الكويت وضيفتها السعودية، ونجح فيه فيصل الدخيل في إحراز هدفي الفوز، حاملا فريقه مباشرةً إلى إسبانيا.

وانتهى لقاء الكويت وضيفتها نيوزيلندا بالتعادل 2-2، ليتأهل "الأزرق" من موقع الصدارة، قبل أن يصنع منتخب نيوزيلندا المعجزة بالفوز على السعودية 5-0، خاطفا بطاقة الصعود الثانية من الصين.

مشوار المونديال

وفرض تاريخ الـ17 من حزيران/يونيو 1982 نفسه، في مخيلة شعب عاشق لكرة القدم.

ففي ذلك اليوم، خاض "الأزرق" أول مباراة له في تاريخ كأس العالم، وسجل فيها حضورا مؤثرا بتعادله مع تشيكوسلوفاكيا 1-1، ضمن منافسات المجموعة الرابعة.

واقترن اسم فيصل الدخيل أو "الملك" بأول هدف كويتي في المونديال، الأمر الذي شكل جواز سفره لخوض مباراة خيرية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1982، مع منتخب نجوم كأس العالم ضد منتخب أوروبا، عقب اختياره من قبل الاتحاد الدولي (فيفا)، وبدعوة من منظمة الـ "يونيسف".

لكن ما تحقق بعد المباراة الأولى لم يكن في مستوى الطموح، فقد تلقى المنتخب الكويتي هزيمة قاسية أمام نظيره الفرنسي 1-4، يوم 21 آيار/مايو في بلد الوليد.

وحمل الهدف الوحيد للكويت توقيع عبد الله البلوشي، في الدقيقة 75 من تسديدة صاروخية، بعدما تلقى الكرة من عبد العزيز العنبري.

سابقة تاريخية

وشهدت تلك المباراة حادثة بارزة في تاريخ كأس العالم،  فخلال سير اللقاء انطلقت صافرة من المدرجات، أدت الى ارتباك مدافعي "الأزرق" وتوقفهم عن اللعب، فيما واصل المنتخب الفرنسي الذي كان يتقدم بنتيجة 3-1، وسجل لهم آلان جيريس هدفا احتج عليه لاعبو الكويت.

توقفت المباراة لسبع دقائق، وشهدت نزول رئيس اتحاد الكرة الكويتي، فهد الأحمد، إلى أرض الملعب وتحدثه مع الحكم، فتراجع الاخير عن قراره وألغى الهدف مسجلا سابقة فريدة.

وبناءً على ذلك، فرض الاتحاد الدولي "فيفا" غرامة مالية على الكويت، قدرها 11800 دولار، وثبت فوز فرنسا (4-1)، كما قرر إيقاف الحكم السوفييتي ميروسلاف ستوبا، وعدم إسناد أي مباراة له حتى نهاية المونديال، ووجه إنذارا إلى الشيخ فهد الأحمد.

وشهدت المباراة الثالثة والأخيرة وداع المنتخب الكويتي لكأس العالم، بخسارة أمام نظيره الإنجليزي 0-1 في 25 حزيران/يونيو.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان