
بفاصل زمني بسيط، كان هناك حدثان التقطها الإعلام العالمي، وسلط أضواءه عليهما، نظرا لغرابتهام وابتعادهما عن روح كرة القدم.
في إسبانيا، وبعدما انتهت مباراة ريال مدريد التي استقبل فيها ضيفه فياريال على معقله البرنابيو، كان فالفيردي ينتهج أسلوبا غريبا في تصفية الحسابات، ويترك فريقه الذي كان يداوي جروح الخسارة المؤلمة التي تعني ابتعاده بشكل كبير عن المنافسة على لقب الليجا، ويذهب لانتظار لاعب فياريال أليكس باينا، ويوجه له لكمة تسببت في تورم خده كما ذكرت التقارير الصحفية، على خلفية حديث بين اللاعبين دار خلال مواجهة الفريقين قبل 3 أشهر بخصوص ابن فالفيردي، الذي يعاني صعوبات داخل رحم الأم.
وبعد يومين، تعود وسائل الإعلام لتنشر خبر لكمة أخرى، وجهها لاعب بايرن ميونخ ساديو ماني إلى زميله ليروي ساني، على إثر خلاف دب بينهما خلال مواجهة مانشستر سيتي التي انتهت بهزيمة مذلة للنادي البافاري بثلاثية نظيفة.
ما الذي غيّر من طباع النجوم الذي يفترض أنهم يمثلون قدوة للأجيال، ويمتلكون ملايين اليوروهات ويعيشون أفضل أساليب الحياة؟ وكيف تبدل حال كرة القدم، من معارك كانت تحدث أمام أعين الحكام، ويترك أمر الفصل فيها لهم وللقائمين على تنظيم البطولات، لتتحول إلى صراع خارج الخطوط، وبشكل يشبه (البلطجة) وكأن الحلول انتهت، وبات أخذ (الحق) باليد هو السائد بشكل غريب.
يبدو أن ضغط النتائج وتوتر الأجواء التنافسية داخل الملعب، زاد من شدة الاحتقان، وجعل هؤلاء اللاعبين يخرجون عن طورهم، ويعالجون مشاكلهم خارج حدود الملعب، فقضية فالفيردي إنسانية بالأساس، ولكنها عولجت بعيدا عن الإنسانية، ومشكلة ماني يبدو أنها قديمة مع زميله ساني، وإلا كيف تطورت بهذه السرعة، واللاعب السنغالي دخل في وقت متأخر للمباراة، خاصة بعد غياب طويل عن الملاعب بسبب الإصابة؟
لن تمر هذه التصرفات بسهولة، فلاعب ريال مدريد مهدد بالسجن والإيقاف لمدة قد تصل إلى 6 أشهر، وبالتالي قد يفقد ريال مدريد خدماته وهو في أمس الحاجة له، وهو يحارب على جبهة دوري أبطال أوروبا، ونهائي كأس إسبانيا.
كما أن الأخبار الصادرة من بايرن ميونخ تفيد بتوجه إدارة النادي لفرض عقوبة مشددة على ماني قد تصل إلى الطرد من النادي، وكل ذلك بسبب تصرف طائش كان من الممكن احتوائه داخل أسرة الفريق، بعيدا عن منطق القوة والطيش.
الأمر إضافة إلى التحقيقات والعقوبات المنتظرة على هؤلاء اللاعبين، يحتاج أيضا إلى دراسة لأسباب هذا السلوك، والعمل على معالجته سريعا، قبل أن يتحول إلى ظاهرة، ترفع من درجة الاحتقان في ملاعب وجدت بالأساس لإمتاع الجماهير والتنافس الشريف بين اللاعبين بغية الوصول إلى القمة، بعيدا عن الظواهر السلبية التي تهدد روح الرياضة وأهدافها النبيلة.
قد يعجبك أيضاً



