إعلان
إعلان

مكالمة هاتفية تسببت بالعلاقة الأسوأ في تاريخ الكلاسيكو

KOOORA
07 مايو 202502:37
من لقاء سابق بين الفريقينEPA

دائمًا ما شهدت مباريات الكلاسيكو أحداثًا مثيرة سواء إيجابية أو سلبية، ولكن واحدة من أبرز أحداث المباراة الأهم على مستوى الأندية عالميًا حدث عقب نهاية المباراة ومغادرة الفريقين أرض الملعب.

فهناك مكالمة هاتفية أجراها الحارس التاريخي لريال مدريد إيكر كاسياس، دمرت نهائيًا علاقته بمدرب الفريق حينها البرتغالي جوزيه موينيو، بعدما علم بأن الطرف الآخر في المكالمة لم يكن إلا تشافي قائد برشلونة.

اتصل كاسياس بتشافي بعدما تحولات مباراة الكلاسيكو من جديد إلى شجار عنيف بين اللاعبين، وكان الحارس الإسباني غاضبًا بشدة في بداية المحادثة، ولكن سرعان ما تغيرت نبرته بعدما أخبره تشافي، أحد أقدم أصدقائه في عالم كرة القدم، أن على الطرفين إعادة النظر في سلوكهما.

وقال تشافي في مقابلة مع صحيفة "ماركا" الإسبانية: "يستحق إيكر الكثير من التقدير، اتصل بي وبكارليس بويول، أخبرته أن على كلا الجانبين أن ينظر إلى نفسه، هو كان يبحث عن مصلحة كرة القدم الإسبانية".

انتهت المكالمة بالتصالح ولكن مورينيو كان غاضبًا بشدة، حيث اعتبر ذلك بالخيانة من كاسياس، فالبرتغالي كان يرى بأن الطريقة الوحيدة للتغلب على برشلونة هي شن الحرب ضدهم، أما كاسياس فقد رفع الراية البيضاء فعليًا.

بدأت العلاقة العدائية بين كاسياس ومورينيو مع وصول المدرب البرتغالي لقلعة البيرنابيو في عام 2010، وحينها كان الإسباني قد توج للتو بلقب كأس العالم.

لم يعجب كاسياس حينها باعتقاد مورينيو بأن ريال مدريد غير قادر على منافسة برشلونة بمجرد لعب كرة القدم، أما مورينيو فكان على الرغم من ثقته في كون كاسياس حارس مرمى بارع، إلا أنه كان يرى منذ قدومه بأنه يفتقر للشخصية اللازمة للسيطرة على منطقته وخط دفاعه، ومع مرور الوقت تعمقت خلافتهما بشكل كبير.

وفي شهر نوفمبر من موسمهما الأول معًا، خسر ريال مدريد بخماسية نظيفة خارج أرضه أمام برشلونة فيما وصفه مورينيو بأسوأ هزيمة في مسيرته، وعندما التى الفريقان مجددًا في أبريل التالي، كان البرتغالي أكثر إصرارًا من أي وقت مضي على تحقيق هدفه.

وقبل المباراة سربت صحيفة "ماركا" تشكيلة مورينيو، كاشفة عن دفعه بالمدافع بيبي في إلى خط الوسط لتشكيل ثلاثية دفاعية قوية في وسط الميدان إلى جانب سامي خضيرة وتشابي ألونسو.

وانتهت تلك المباراة بالتعادل (1-1)، ولكن العديد من لاعبي الريال كرهوا تلك الخطط، أما مورينيو فكره ما اعتبره خيانة للثقة بعدما سرب أحدهم معلومات عن الفريق للصحافة.

?i=albums%2fmatches%2f654770%2f2011-05-03-00000102716227

وهكذا بدأت قصة "جاسوس مدريد" مع كاسياس، الذي خرج عن السياق التكتيكي مع صديقته الصحفية سارة كابونيرو، باعتباره المشتبه الرئيسي به.

في ذلك الموسم نجح ريال مدريد في الفوز على برشلونة في نهائي كأس ملك إسبانيا، وبالتالي عندما التقيا في في دوري الأبطال كان كاسياس على رأس مجموعة من اللاعبين الذين تحلوا بالثقة في قدرة فريقهم على مقارعة الغريم اللدود.

ولكن كان لمورينيو رأي آخر، حيث كان يستهدف الذهاب إلى ملعب الكامب نو في الإياب بتعادل سلبي ذهابًا على ملعبه، وأراد من فريقه التراجع بشدة ولكن فشلت خطته بطرد بيبي وتسجيل ليونيل ميسي هدفين.

لم يكن كاسياس اللاعب الوحيد الذي اعترض على تكتيكيات مورينيو، حيث قال كريستيانو رونالدة بعد المباراة: "لا أحب اللعب بهذه الطريقة، لكن علي التكيف مع ما يطلبه الفريق مني".

وفي مباراة إياب كأس السوبر الإسباني التي شهدت منافسة شديدة في بداية موسم (2011- 2012)، بلغت التوترات ذروتها على خط التماس عقب خطأ من مارسيلو على سيسك فابريجاس، الأمر الذي شهد اعتداء مورينيو على مساعد مدرب برشلونة حينها تيتو فيلانوفا.

كان كاسياس متهورًا كأس شخص في ذلك الشجار وهو يبحث عن فابريجاس وتشافي، ولكن عندما شاهد تسجيلًا لنفسه بعد المباراة، أجرى المكالمة الهاتفية الشهيرة مع صديقه في برشلونة تشافي، وهي المكالمة التي أغضبت مورينيو بشدة.

بالفعل استقطبت مباراة كأس السوبر أنظار الجماهير، فمنهم من اعتقد بأن مورينيو يلحق الضرر بريال مدريد، ومنهم من شعر بالسعادة لأنه يرهق هيمنة برشلونة.

وفي الموسم الثاني أكد كاسياس لمورينيو على الرغم من اختلافتهما، إلا أنه سيبذل قصارى جهده من أجل الفريق.

وفاز ريال مدريد بالدوري ولكنه هزم مجددًا أمام برشلونة في الكأس بعد أن دهس بيبي يد ميسي، وهو صورة لا تنسى لمباراة أخرى غير سارة، وخسر الريال أمام البايرن في نصف نهائي دوري الأبطال.

?i=reuters%2f2011-05-02%2f2011-05-022011-05-02t140457z_01_sps03_rtridsp_3_soccer-champions_reutersReuters

واستمر كاسياس في كونه جزء من مجموعة داخل الفريق تلقي باللوم على تكتيكات مورينيو الحذرة، في هذا الإخفاقات في المباريات الكبيرة، كما أنه لم يعجبه أن يطلب منه الالتزام بموقف معين في المقابلات التي تجرى عقب المباريات، وكان مستاء من نفوذ وكيل أعمال مورينيو، خورخي مينديز، داخل النادي.

كانت الكراهية متبادلة، حيث كان مورينيو يعتبر كاسياس بالشخص اللئيم والخائن والأناني، وفي مدريد يتمتع اللاعبون الكبار بالتواصل المباشر مع رئيس النادي، وقد عقد كاسياس مع سيرجيو راموس اجتماعات مع فلورنتينو بيريز، وهو ما اعتبره مورينيو دليلًا إضافيًا على عدم الولاء.

وصعد كاسياس من غضبه على مدربه بقوله في إحدى المقابلات، بأنه يمتلك من القيم التي تعلمها من بيب جوارديولا.

وقبل موسمهما الثالث والأخير معًا، طلب مورينيو التعاقد مع حارس مرمى آخر، وعندما تأخر الريال بفارق 11 نقطة عن برشلونة في شهر ديسمبر، تم استبعاد كاسياس من التشكيل الأساسي والدفع بالحارس الاحتياطي أدان.

استبعد كاسياس مجددًا في المباراة التالية ضد ريال سوسيداد، ولكنه دخل كبديل بعد 8 دقائق بسبب طرد أدان، حينها هتف له نصف جمهور البيرنابيو، بينما هتف النصف الآخر المؤيد لمورينيو له بازدراء، وهكذا سيستمر الحال معه طوال مسيرته الكروية في إسبانيا حتى بعد رحيل البرتغالي.

وبالفعل تعاقد مورينيو مع الحارس دييجو لوبيز، وفي إحدى المؤتمرات الصحفية قال البرتغالي: "كما يمكن لكاسياس القول بأنه يفضل مدربًا آخر مثل ديل بوسكي أو بيليجريني، يمكنني القول أنني أفضل دييجو لوبيز، وبما أنني مدرب ريال مدريد، فلوبيز هو من سيشارك".

وانتهى ذلك الموسم بخيبة أمل كبيرة لريال مدريد في كل المسابقات، ليرحل مورينيو تاركًا واحدة من أكثر العلاقات توترًا بين مدرب ولاعبه بسبب مكالمة هاتفية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان