وإذا كان اليوم الأول من الدوري العمومي قد سرى بيننا مسرى النهر المتدفق عطاءً ، فإن ذلك مؤشر خير على أن الرحلة الطويلة ستكون حافلة بالظواهر الإيجابية التي تذكرنا بما أنجزناه نحن أهل اللعبة والمحيطين بها في الموسم الماضي حين أتممنا الدوري بكل نجاح رغم السقف المرتفع للمخاوف الأمنية ، وهي مخاوف مبررة ومنطقية وكان يجب التعامل معها بحذر وصولاً الى خاتمة المطاف ، ولعلنا نتذكر ذلك اليوم الختامي المشهود للدوري وما إنطوى عليه من فرحة كبرى نتمنى أن تكون موصولة من دون أن تخدش الصورة الزاهية تلك إشارة أو حادثة عرضية عابرة ..
الدوري ليس مجالاً للعب الكرة فحسب ، إنما هو الوعاء الكبير الذي يحتضن أمانينا وتطلعاتنا ، فلنرفق بالدوري وبفرقه وبمبارياته .. فالنجاح المرتقب له مدلولاته الإجتماعية قبل المدلولات الرياضية ، وهذه نقطة إرتكاز يهمنا أن نستند إليها في نظرتنا الى هذه المسابقة الكروية الجميلة .
***
لم يكن مفاجئاً ذلك التباين في أداء الفرق الكبيرة ونتائجها خلال اليوم الأول للدوري ، ولعل هذا هو العنوان المعتاد الذي تجتمع عنده مباريات الدوري في كل المواسم .. فالقوة الجوية نال ثلاث نقاط إستهلالية على جانب كبير من الأهمية كي يرسل برسالته البليغة الى خصومه الذين يتطلعون الى إزاحته من منصة التتويج التي إحتلها في الموسم الماضي بجدارة كاملة .. أما الشرطة فقد تدارك الموقف ضمن مساحة لقائه المهم أمام الكرخ وتمكن من الحصول على ثلاث نقاط غالية الثمن وقد كانت النتيجة ، ولو في حدها الأدنى، مؤشراً على سعي القيثارة نحو إسترداد الإرث الزاهي الذي كان يحف به خلال كل مراحل الدوري منذ إنطلاقه عام 1962 .. أما الزوراء فقد بدأ الدوري بأكبر نتيجة سجلتها مباريات اليوم الأول ، وقد كانت رباعيته على حساب النفط منعطفاً نحو التخلص من تلك الملامح المزرية التي صاحبت الفريق في الموسم الماضي ، ولعل النوارس يؤكدون في قادم الأيام ما كانوا قد باشروه أمس الأول وتلك مهمتهم المحلية الكبرى ..
وفي المقابل وقع فريقا الطلبة والنجف في فخ التعادل .. والعزاء الوحيد للاثنين أنهما فقدا النقطتين خارج قواعدهما ، ويبقى مجال التعويض متاحاً على مدى الرحلة المتبقية ، ولكن الإنتباه مطلوب كي لا يتسرب المزيد من النقاط من بين الناديين الكبيرين .
*رئيس تحرير صحيفة (القمة سبورت) العراقية
ومراسل قناة الجزيرة الرياضية



