معركة دموية وتألق برازيلي يلخصان ملامح مونديال 1962

أشهر قليلة، وتنطلق نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي تستضيفها روسيا، وهي النسخة رقم 21 للمونديال.

وعلى مدار 20 حلقة، يستعرض "كووورة"، قصة اختيار كل بلد لاستضافة هذا العرس الكروي العالمي، واستعداد الدولة المنظمة، وأشهر الملاعب التي استضافت البطولة، وأبرز المشاهد في البطولة.

وفي هذه الحلقة من السلسلة، نستعرض لكم، بعض اللمحات من سابع نسخة لكأس العالم عام 1962، والتي أقيمت في تشيلي، بمشاركة 16 منتخبًا.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم، مجبر على اختيار دولة لاتينية، بسبب إقامة البطولتين السابقتين في 1954 و1958 في أوروبا، خوفًا من مقاطعة منتخبات أمريكا الجنوبية، مثلما حدث في مونديال 1938.

ونالت تشيلي، شرف استضافة نهائيات كأس العالم، على حساب الأرجنتين، على الرغم من الزلزال الأضخم في القرن العشرين، والذي تعرضت له قبل عامين، من انطلاق البطولة، والتي انطلقت في 30 مايو/آيار 1962.

ويعود السبب في فوز تشيلي بالتنظيم، إلى رئيس الاتحاد المحلي، كارلوس ديتبورن، الذي ألقى خطابًا، في حفل تقديم ملف بلاده، وقال "ليس لدينا شيء، ولذلك يجب أن يكون لدينا كأس العالم".

وأقيمت منافسات العرس العالمي، على 4 ملاعب، في سانتياجو وفينا دل مار ورانكاجوا وأريكا.

وبدا ملعب استاديو ناسيونال، رائعًا بحلته الجديدة، إلا أنه احتضن، واحدة من أبشع المباريات في تاريخ البطولة بالدور الأول، عندما واجه صاحب الأرض، المنتخب الإيطالي.

وتعرض الثنائي الإيطالي جورجيو فيريني وماريو ديفيد للطرد، بعد أن ركل الأخير ليونيل سانشيز، لاعب تشيلي، في رقبته، رداً على اللكمة التي كان قد وجهها إليه اللاعب التشيلي، والذي كان قد كسر في وقت سابق، أنف أومبرتو ماتشيو، أحد اللاعبين الإيطاليين.

وشهدت المباراة، طرد لاعبين من المنتخب الإيطالي، مع تغاضي الحكم عن طرد لاعبين من منتخب تشيلي، الأمر الذي أدى إلى فوضى عارمة، وصلت إلى الشجار و البصق، مما دفع الشرطة للتدخل أكثر من 3 مرات.

ويعود سبب التوتر، إلى هجوم الصحافة الإيطالية على تشيلي، والتشكيك في قدرتها على استضافة هذه البطولة، بسبب فقرها وجشع تجارها وما أسمته "تخلف شعبها".

وتسبب تلك الكلمات، في إثارة التوتر بين المنتخبين، الأمر الذي أدى لنشوب حرب في الملعب بين الجانبين، ونجح المنتخب التشيلي، في الفوز بثنائية نظيفة.

واستطاع المنتخب البرازيلي، التأهل للمباراة النهائية، على الرغم من إصابة بيليه، حيث تقمص جارينشا، دور زميله، وقاد البرازيل للمباراة النهائية.

وأقيم النهائي، بين البرازيل وتشيكوسلوفاكيا، واستطاع منتخب السامبا، الاحتفاظ باللقب، بعدما فاز بنتيجة 3-1.

وضم المنتخب البرازيلي، 10 لاعبين سبق لهم أن توجوا باللقب في السويد قبل 4 سنوات، وأعلن الرئيس البرازيلي، اليوم التالي، عيداً وطنياً، معتبراً أن ما حققه المنتخب يعتبر "انتصاراً للدولة".