معركة تكتيكية.. غيابات الديربي تضع يايسله وكونسيساو أمام اختبار الحلول الذكية

تمثل مباراة ديربي جدة بين الاتحاد والأهلي أكثر من مواجهة خاصة بين كبيرين في دوري روشن السعودي للمحترفين، حيث تحمل المباراة في طياتها تحديات خاصة لكل مدرب.

ويلتقي الاتحاد والأهلي على ملعب الإنماء مساء اليوم السبت، لحساب الجولة الثامنة من الدوري، في ظل وضعية مختلفة نسبيا للفريقين، فالعميد حامل اللقب يواجه تعثرات منذ بداية الموسم، ولم يفز منذ انتصاره على الفتح في الجولة الثانية 4-2، حيث صادف عدة تعثرات سواء مع مدربه السابق الفرنسي لوران بلان، أو الحالي البرتغالي سيرجيو كونسيساو ومن ثم ينشد فوزه الأول منذ فترة.

أما الأهلي فرغم أن فريق المدرب الألماني ماتياس يايسله لم يتعرض لأي هزيمة محلية كانت أو قارية منذ بداية الموسم، فإن الفريق لم يعرف المثالية على مستوى النتائج في الدوري تحديدا وفقد 8 نقاط في أول 7 جولات بـ 4 تعادلات.

اختبار تكتيكي

وسيكون الأمر الأبرز في الديربي هو الاختبار الفني الذي يخضع له كل مدرب، ففي الأهلي يحاول يايسله أن يجد حلولا للغيابات خاصة في خط الوسط، حيث يبرز الغياب الأهم للراقي في خروج زياد الجهني من حسابات المباراة بسبب حصوله على بطاقة حمراء في المباراة الماضية ضد الرياض.

ومن ثم فإن معضلة يايسله لن تكون في تعويض الجهني بقدر ما ستكون في تنويع وظائف باقي لاعبي خط الوسط، خاصة أن المدرب الألماني الشاب منذ الموسم الماضي اجتهد في سبيل أن يحرر نجمه الإيفواري فرانك كيسي من المهام الدفاعية ويستفيد من قدراته البدنية في تقديم العون للرباعي الهجومي.

وفي ظل وجود البرازيلي ماتيوس جونزالفيش والفرنسي إنزو ميلو على مستوى أدوار الوسط الهجومي، فإن كيسي سيكون ملتزما التزاما كبيرا بالمهام الدفاعية، ويفقد الفريق حلا هجوميا يصنع الفارق في المواجهات الكبرى.

وإلى جانب كيسي فإن ريان حامد مدافع الأهلي يمثل أحد الغيابات في تشكيل الفريق لكن يايسله قد يتجاوز أثار هذا الغياب، في ظل جاهزية رباعي الخط الخلفي دائم المشاركة، علي مجرشي، وميريح ديميرال وروجير إيبانيز، ومحمد سليمان أو ماتيو دامس، مع وجود خيارات أخرى مثل محمد عبدالرحمن وعبدالإله الخيبري.

حسابات كونسيساو 

في المقابل تبدو المهمة أصعب بالنسبة لسيرجيو كونسيساو في الاتحاد، فالمدرب الذي اصطدم باختبارات صعبة منذ بداية عهده مع العميد، سيكون في مهمة خاصة ضد الأهلي، عندما يفتقد بعض اللاعبين المؤثرين أبرزهم لاعب الوسط البرازيلي فابينيو، والذي يعيش حالة مميزة مع بداية الموسم الحالي.

وحصل فابينيو على بطاقة حمراء مباشرة في مباراة فريقه ضد الخليج، ليغيب عن الديربي، ويترك متألق آخر وهو الفرنسي نجولو كانتي وحيدا بمهام دفاعية وهجومية.

واعتاد الثنائي على تبادل الأدوار، بيحيث يتقدم كانتي إلى المناطق الهجومية، ويؤمنه فابينيو من خلال وجود كلاعب رقم "6" صريح ويفتك الكرات والهجمات المرتدة من المنافسين قبل أن تصل إلى مرحلة الخطورة.

لكن ما قد ينقذ كونسيساو من مأزق غياب فابينيو هو وجود متألق آخر وإن كان بخبرات أقل، وهو محمدو دومبيا اللاعب المالي القادم إلى الاتحاد الصيف الماضي.

دومبيا قدم أداءً مميزاً في فوز الاتحاد على الشارقة بدوري أبطال آسيا للنخبة، حيث ساهم في صناعة الخطورة على مرمى المنافس الإماراتي، كما كان محور ارتكاز مهم في وسط الملعب ومحطة لبناء اللعب.

وإذا ما نجح كونسيساو في أن يعزز القدرات الدفاعية للاعبه بمهام خاصة في الديربي لإيقاف خطورة محاور صناعة الهجمات في الأهلي، فإنه بذلك ينهي هذه المعضلة المتمثلة في غياب البرازيلي الدولي.

ويمتلك كونسيساو خيارات محدودة لكنها قوية في خط الوسط، سوء الدفاعي أو الارتكاز، فهناك عوض الناشري ودومبيا والثنائي فيصل وأحمد الغامدي، وإن كان الثنائي الأخير بمقومات هجومية أكبر.

أيضا البرتغالي دانيلو بيريرا سبق أن لعب في مركز الوسط المدافع لفترة ليست قصيرة، لكن كونسيساو قد لا يعيده إلى هذا المركز، خصوصا في ظل الغياب المنتظر لسعد آل موسى، وبالتالي لا مجال للمخاطرة على مستوى قلب الدفاع.

EPA

تعديلات فنية

وأمام المدرب البرتغالي حلول أخرى ليس على مستوى الأسماء ولكن على مستوى طريقة اللعب أيضا، فقد قدم كونسيساو درسا فنيا رائعا في كلاسيكو النصر من خلال التأمين الدفاعي الجيد والاعتماد على المرتدات السريعة، هذا الأمر قد يجدي نفعا أيضا أمام الأهلي لاسيما أن المنظومة الدفاعية للأخير ليست في أفضل حالاتها بالموسم الحالي، واستقبل الفريق العديد من الأهداف محليا وقاريا.

ومع سرعات موسى ديابي وستيفن بيرجوين قد يعوض الاتحاد أي أزمات أو غيابات على مستوى خط الوسط، حيث سيكون الاعتماد على الأطراف حلاً أكثر واقعية مع تحولات هجومية سريعة في المرتدات.