
72 ساعة وتنطلق النسخة المميزة لبطولة كأس الأمم الأفريقية مصر 2019.. وإن شاء الله ستحقق نجاحا كبيرا وغير مسبوق فنيا وتنظيميا.
فالدولة هذه المرة تبنت البطولة من الألف للياء.. وعندما أقول الدولة فإنني أعني مؤسسة الرئاسة وعلي قمتها الرئيس عبدالفتاح السيسي والمؤسسات والأجهزة والوزارات والمحافظات المعنية.
صحيح أن الدولة كانت معنية بتنظيم كل البطولات الرياضية السابقة.. ولكنها هذه المرة أخرجت اتحاد الكرة ورجاله باستثناء رئيس الاتحاد بعد الفضائح التي صاحبت بعض البطولات التي كان ينظمها الاتحاد وكذلك فضيحة المونديال الأخير.
ولا أبالغ إذا قلت إن الاستعدادات وكأنها كانت لكأس العالم وليس لبطولة كأس الامم.. ولن أكرر ماشاهدتموه علي شاشات الفضائيات من انجازات ضخمة في البنية التحتية والملاعب وغيره من المرافق والخدمات العامة والتي ستبهر الاشقاء والاصدقاء من القارة السمراء سواء المشاركون من منتخبات ومشجعين أو المشاهدون عبر الشاشات في كل أنحاء العالم.
استفادت الدولة ووزارة الشباب والرياضة من كل الاخطاء السابقة وخاصة قضية التذاكر وعملية دخول الجماهير واستفدنا من تجربة المونديال الروسي.. في كارت المشجع وبيع التذاكر الذي يتم بدقة متناهية بعيدا عن فساد منظومة البيع التقليدية.
عموما أنا متفائل لأبعد الحدود في أن مصر ستقدم بطولة غير مسبوقة في التاريخ ومشروعا قوميا ناجحا.. ولكن هذا النجاح لن يكتمل إلا بنجاح منتخبنا الوطني الذي ننتظر منه الذهاب إلي أبعد نقطة.. بل ننتظر منه الفوز باللقب الثامن وهو اللقب الذي سيكون له طعم خاص في ظل النظام الجديد للبطولة وارتفاع عدد المشاركين إلي 24 منتخبا لأول مرة.. فضلا عن تغيير موعد البطولة من الشتاء إلي الصيف والذي اتاح الفرصة لكل النجوم المحترفين في أوروبا وخارجها للمشاركة وفي مقدمتهم نجمنا العالمي محمد صلاح.
ازداد تفاؤلي بالمنتخب بعد الأداء الجيد للفريق في مباراة غينيا ليس لأن الفريق فاز 3/1.. ولكن للمنافسة الشديدة بين كل اللاعبين وإصرارهم علي حجز مكان في التشكيلة الاساسية.. وحسنا فعل المدير الفني المكسيكي خافيير أجيري ومعاونوه بمنح الفرصة للاعبين الـ 23 للمشاركة في مباراتي تنزانيا وغينيا والذي تم بذكاء وحكمة.
قد يقول البعض إن المباريات التجريبية ليست مقياسا لمستوي اللاعبين والفريق.. ولكنني أري أنها تمثل مؤشرا مهما.. وهو ما حدث فلاعبونا أظهروا قدراتهم الفنية والمهارية والبدنية.. كما أظهروا حماسا شديدا وروحا عالية.. ومع حماسة وتشجيع الجماهير في المدرجات في المباريات الرسمية بداية من ضربة البداية أمام منتخب زيمبابوي في العاشرة مساء الجمعة المقبل سيكون هناك شكل آخر وطعم مختلف.
لا تنتظروا أهدافا بالجملة وعروضا شيقة واستعراضا للمهارات.. فالمنافسة ستكون صعبة للغاية بين كل المنتخبات كبيرها وصغيرها.. فالفوارق بين الفرق طفيفة.. والفوز لن يكون إلا لمن يبذل الجهد والعرق من اول إلي آخر ثانية.. وكم من اهداف سجلت في الثواني الاولي والاخيرة.
ثقتنا كبيرة في منتخبنا الوطني وجهازه في الوصول للمباراة النهائية والفوز باللقب.. لن نعتمد علي نجمنا صلاح وحده برغم انه يصنع الفارق دائما.. ولكننا سنعتمد علي 11 بطلا ومعهم أبطال آخرون علي مقاعد البدلاء لا يقلون اهمية عن زملائهم.
كل التوفيق لمنتخبنا الوطني ولكن الذين يشاركون في لجان التنظيم وحفظ الامن والنظام.. ولكل الشعب المصري الذي يجب ان يظهر معدنه الحقيقي والنفيس بسلوكه الحضاري والرياضي واحترامه واستقباله للضيوف بكل الحب والود.
إن هذه البطولة.. يا سادة.. ليست مجرد بطولة رياضية في كرة القدم.. انها مشروع قومي لكل المصريين.. ولابد ان نسهم في انجاحه.. فكرة كرة القدم في افريقيا ليست رياضة شعبية فقط وانما هي سياسة.
إن مصر هي الراعي الاول للقارة السمراء أرض الخير والنماء ومنبع المواهب.
اخيرا لا تنسوا أن مصر هي رئيس الاتحاد الافريقي.
نقلا عن صحيفة الجمهورية


