إعلان
إعلان

مرض الشمال الإفريقي

د.محمد مطاوع
25 يناير 202402:06
mohammad mutawe

أغلق دور المجموعات لكأس الأمم الإفريقية على كارثتين تمثلتا بخروج كل من المنتخبين الجزائري والتونسي بشكل دراماتيكي بعدما تذيلا مجموعتيهما دون تحقيق أي فوز، واكتفى كل منهما بنقتطين من تعادلين وخسارة.

في الوقت ذاته كانت  الأقدار تنقذ المنتخب المصري من كارثة ثالثة، حيث لعبت نتائج المجموعة دور في بقائه في البطولة، بل وحلوله ثانيا بثلاثة تعادلات دون تحقيق أي فوز، وتلقي 6 أهداف في 3 مباريات، بحصيلة سلبية تاريخية.

وحتى منتخب المغرب رابع العالم، لم يقنعنا بظهوره في البطولة رغم صدارته لمجموعته، وأدخل القلق في قلوبنا مع مروره لدور الـ 16، فبعد ثلاثيته بمنتخب تنزانيا، تعادل بشق الأنفس مع الكونغو، وحقق فوزا صعبا على زامبيا بهدف وحيد.

ووسط كل هذا الإحباط، كان منتخب موريتانيا يمثل النور القادم من نهاية النفق، فقدم كرة غاية في الروعة، وتصاعد الأداء بشكل متناسق حتى وصل قمته في مواجهة شقيقه الجزائري، وحقق فوزا مستحقا باسلوب هجومي هادر، وقدرات دفاعية مطمئنة مع حراسة مرمى مذهلة، وفتحت شهيتنا على حضور أكثر قوة في الأدوار الإقصائية.

قد تكون هذه بطولة التحولات المحورية في مستوى المنتخبات الإفريقية، التي لم يعد فيها صغير ولا كبير، وشاهد الجميع كيف تصدر منتخب الرأس الأخضر، مجموعة تضم منتخب مصر العملاق تاريخيا والأكثر فوزا في البطولة ومعه المنتخب الغاني صاحب التاريخ الكبير، وكيف تصدرت غينيا الاستوائية على حساب عملاقين هما نيجيريا وساحل العاج الدولة المستضيفة التي تلقت هدية من المنتخب المغربي للبقاء في المنافسة.

تحتاج دول الشمال الإفريقي إلى الوقوف مع الذات، والتخلص من (فكرة) التفوق التي رافقت مشاركاتها في البطولات السابقة، ودراسة ما حدث في البطولة الحالية بشكل دقيق، لاستخلاص العبر، وتحسين بيئة كرة القدم، لاكتشاف المزيد من المواهب وصقلها، والدفع بها كأوراق قادرة على تعويض اللاعبين الحاليين، الذي انشغل بعضهم في عروض الاحتراف، ومنح أنديتهم الأولوية القصوى، وبات حضورهم أكثر عبئا من غيابهم. 

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان