رغم تشابه الظروف التي يعيش فيها، بالمقارنة لأغلب أبناء القارة التي قضى فيها طفولته، إلا أن حدثًا واحدًا "أجبره" على اتخاذ القرار الصعب مبكرًا جدًا.
ترك الأهل في سن صغيرة، لم يكن القرار الوحيد الذي أجبر عليه، كانت هناك العديد من القرارات التي أرغم الإيفواري ديديه دروجبا على اتخاذها، خلال مسيرته.
"أنا دروجبا" مذكرات كتبها نجم تشيلسي ومارسيليا السابق، تحت عنوان "الالتزام"، روى فيها الكثير من تفاصيل الغُربة، والمعاناة في تحقيق النجاح، وأيضًا الأسى الذي غلف لحظات الرحيل التي عانى منها.
للاطلاع على الحلقة السابقة التي نشرت بعنوان: (مذكرات مارادونا تروي "تفاصيل الخيانة": بتروا ساقي.. وطبيب برشلونة قتلني!) اضغط هنــــا
طفل مغترب
روى دروجبا في مذكراته: "والدي ينحدر من أصول فقيرة، ومسؤولياته أكبر من قدرات الإنسان العادي. رغم ذلك كانت طفولتي مليئة بالضحكات ولعب كرة القدم مع حب مفرط لمارادونا".
وتابع: "مع عيد ميلادي الخامس زارنا رجلاً غير حياتي، عمي جوبا. هو لاعب كرة يعيش في فرنسا، عارضًا اصطحابي معه لتخفيف الأعباء عن والدي".
وأمضى: "كنت منبهرًا بالفكرة، لكن قبل ساعات من الرحيل أدركت الحقيقة، عليّ توديع بيتي وأمي وأصدقائي وربما عدم رؤيتهم مجددًا، وهنا تشنجت وتشبثت بها، ورفضت السفر لكن في النهاية أرغموني على الرحيل".
قسوة المعيشة
قال دروجبا عن بداياته: "بسبب الأزمة الاقتصادية في كوت ديفوار أصبح والدي عاطلا، وقرر عمي مساعدته بالسفر إلى فرنسا للبحث عن حياة جديدة".
واستكمل: "كنت سعيدًا بالعودة للعيش مع أسرتي، حتى وإن كان هذا يعني النوم على الأرض. لقد تغيرت حياتي وقتها".
ذلك التغيير أجبر دروجبا على مرافقة والديه، مفسرًا بأنه: "صباحًا أساعد والدي في غسل صحون الفنادق، وظهرا أذهب مع والدتي لتنظيف صالات الجيم".
وأكد: "لم أكن غاضبًا من حياتي، لكن المشكلة الحقيقية كانت رفض والدي فكرة احتراف كرة القدم".
استمارة عمل
كل طفل في فرنسا يملأ استمارة بالعمل الذي يتمناه مستقبلا. عن ذلك قال: "حين كتبت أتمنى أن أصبح لاعب كرة قدم، مزقها والدي، وأردف: (حين تكتب مهنة حقيقية سأوقع على الورقة).
وأجبر أسطورة كوت ديفوار على كتابة ورقة جديدة: "في اليوم التالي منحته استمارة أخرى كتبت فيها المهنة خباز. مزقها وقال: (أنت تفتقر لحس الدعابة)".
وأغلق هذا الملف قائلا: "إرضاء لوالدي اخترت مهنة محاسب، وفي المقابل تركني بعد فترات الدراسة ألعب".
ضياع الحلم
قال دروجبا: "فجأة وصلني خطابًا يخبرني بأن باريس سان جيرمان يود اختباري! كدت أبكي من سوء حظي، كوني مصابًا في ذلك الوقت".
وأمضى: "اتصلت بالنادي، واتفقنا على الاجتماع. راتبك سيكون 7 آلاف فرانك شهريًا. ستحصل على سيارة".
وأضاف: "تدخل رجل ثان في الحديث وقال: (سيكون العقد لموسم واحد فقط). شعرت أنه غير مرحب بي".
وفاجأني: "سنذهب لدقائق ونعود بقرارنا النهائي. انتظرت ربع ساعة، نصف ساعة ثم ساعة، أقول لنفسي: هل حدثت مشكلة؟ مرت ساعة أخرى وأنا عاجز عن اتخاذ قرار. لم يظهر أحد. في النهاية لم أجد مفرًا، ورحلت".
صرخ والدي: "هل جننت؟ تقول إن الأندية لا تطلبك وحين يأتيك عرض سان جيرمان ترحل لأنك لا تطيق الصبر 4 ساعات؟ يالك من متخاذل".
ثقة غائبة
تحدث دروجبا عن رحيله من مارسيليا صوب تشيلسي: "التقيت بابي ضيوف وقد أصبح مديرًا لنادي مارسيليا، وبالتالي لم يعد وكيلاً لي، وأبلغني: (هناك عرض رائع من تشيلسي)".
رددت: "لن أذهب، وقال بابي: (ربما عليك الذهاب. النادي اتخذ قراره بالفعل ووافق على العرض)".
وعن محاولات البقاء في مارسيليا، علق: "وجدت صورتي على غلاف ليكيب ومكتوب عليها: دروجبا يرحل. كدت أجن".
واستكمل: "ذهبت إلى منزل رئيس النادي كريستوف بوتشيه، أول كلمة قلتها: أرفض الرحيل. ربما بعد سنتين أو ثلاثة يمكنك بيعي لكن ليس الآن".
رئيس مارسيليا رد: "وهل تضمن أن يأتينا عرض جيد لك بعد سنتين؟ صدمني وتساءلت: أنت لا تثق في؟".
ترك مكتب رئيس النادي، وقال: "من لا يؤمن بي لا يستحق ولائي. سأرحل يجب أن تفهم إدارة مارسيليا أنها لا تتحكم في حياتي".
قد يعجبك أيضاً



