مخيتريان.. موهبة أرمينية نادرة الصنع

عندما نتحدث عن أبرز اللاعبين في شرق أوروبا حاليا، يجب أن نتوقف للحديث عن النجم الأرميني هنريك مخيتريان، الذي وجد مؤخرا وصفة التألق في صفوف فريقه الجديد مانشستر يونايتد الإنجليزي.

مخيتريان لاعب وسط مهاجم يمتاز بمهارات فريدة وسرعة في الاختراق ودقة في التمرير، إضافة إلى حس تهديفي مميز صنع منه نجمًا في أوكرانيا وألمانيا.

ويركز التقرير التالي الذي يأتي ضمن سلسلة تقارير عن أهم نجوم شرق أوروبا في غربها، على أهم فترات مسيرة النجم الأرميني البالغ من العمر 28 عاما الذي مثل بلاده في 61 مباراة دولية وأحرز له 19 هدفا. 

من بيونيك إلى ساو باولو

أمر بديهي أن يقع مخيتريان في حب كرة القدم، والده هاملت كان مهاجما بارعا في صفوف فريق أرارات يريفين، فأراد الابن أن يسير على خطى والده الذي توفي في سن 33 عامًا.

انضم مخيتريان لفرق الفئات العمرية في نادي بيونيك، وخاض فترة معايشة في سن 13 عامًا مع فريق ساو باولو البرازيلي، ثم عاد إلى بيونيك وارتقى للفريق الأول وخاض مباراته الأولى معه عام 2009.

مع بيونيك، أحرز مخيتريان لقب الدوري الأرميني 4 مرات، وبات واحدا من أهم المواهب الصاعدة في البلاد، ليحزم حقائبه متوجها إلى أوكرانيا حيث انضم إلى فريق ميتالورج دونتسك.

دونتسك.. نقطة الإنطلاق

ذهب مخيتريان إلى أوكرانيا، وأراد إثبات نفسه سريعا مع ميتالورج، سجل هدفا في مباراته الرسمية الأولى بمرمى بارتيزان مينسك البيلاروسي في الدوري الأوروبي، وفي موسمه الثاني مع الفريق استلم شارة القائد رغم صغر سنه (21 عاما)، ونال اهتمام الجار الأكثر شهرة شاختار دونتسك.

قبل الانتقال إلى شاختار، خاض مخيتريان فترة تجربة مع فريق ميس كيرمان الإيراني، ورفض مدرب الفريق حينها صمد ميرفافي التعاقد معه بحجة أنه لم يقتنع بقدراته.

عاد اللاعب الأرميني إلى أوكرانيا وانضم إلى شاختار مقابل 7.5 مليون دولار، وهناك بات مخيتريان علامة في بارزة في سماء الدوري الأوكراني، وتوج هدافا للمسابقة في الموسم 2012-2013 برصيد 25 هدفا رغم أنه يلعب وراء المهاجمين.

وقاد مخيتريان شاختار لإحراز لقب الدوري الأوكراني وكأس أوكرانيا 3 مرات متتالية، ليفتح عيون الأندية الأوروبية المعروفة عليه، فشد الرحال إلى ألمانيا صيف العام 2013 ووقع على كشوفات بوروسيا دورتموند مقابل 27.5 مليون يورو.

الظهور على المسرح الأوروبي

تحت قيادة المدرب يورجن كلوب، انسجم مخيتريان سريعا مع رفاقه في بوروسيا دورتموند، واكتفى في موسمه بإحراز 9 أهداف و10 تمريرات حاسمة في الدوري الألماني، وسجل أول أهدافه في مسابقة دوري أبطال أوروبا بمرمى أرسنال الإنجليزي.

الموسم الثاني كان صعبا، خصوصا أنه تعرض لإصابة أبعدته عن الملاعب فترة طويلة، ورغم ذلك فإن ذلك الموسم شهد إحرازه اللقب الوحيد في مسيرته مع دورتموند، عندما سجل هدفا في مرمى بايرن ميونيخ (2-0) بمباراة كأس السوبر الألماني.

ويبقى الموسم الماضي أفضل مواسم مخيتريان على الصعيد الفردي في ألمانيا، وصنع 15 هدفا في البوندسليجا.

مرحلة جديدة

أدرك رئيس نادي بوروسيا دورتموند، أن رحيل مخيتريان إلى الأندية الأوروبية الكبيرة أمر لا مفر منه، ليوافق على الاستغناء عن خدماته لصالح مانشستر يونايتد.

شابت بداية مخيتريان مع اليونايتد بعض التوتر، فلم يكن المدرب جوزيه مورينيو مقتنعا بتأقلمه على الأجواء الإنجليزية، وأراد منه اكتساب قوة بدنية أكبر، فسجل هدفه الأول أمام زوريا لوهانسك الأوكراني في الدوري الأوروبي، قبل أن يقود الفريق للفوز على توتنهام بإحراز هدف المباراة الوحيد في وقت سابق من الشهر الحالي.