
ربما لا يتذكر البعض اسم محمود السايس مدرب الأهلي المصري السابق، الذي كتب اسمه بحروف من ذهب في القلعة الحمراء، لكن مساره لم يكتمل رغم أنه حقق إنجازات مدوية مع الشياطين الحمر.
ويناقش كووورة عبر هذه السلسلة من التقارير، أبرز المدربين الذين قدموا نتائج قوية ثم اختفوا عن المشهد بعد ذلك، ولم يستطعوا تكرار هذه الإنجازات.
ولمع نجم محمود السايس مع الأهلي كلاعب موهوب وسريع في مركز الجناح الأيسر، وتم تصعيده للفريق الأول بالقلعة الحمراء عام 1961 بعد انضمامه قادمًا من نادي حلوان كناشئ.
وبعد الاعتزال، تميز السايس في مجال تدريب الناشئين، وبالفعل تولى قيادة عدة فرق سنية بقطاع الناشئين بالنادي الأهلي حتى وصل لمنصب رئيس القطاع.
السايس حصل على فرصته في قيادة الأهلي عام 1984 بعد رحيل المدرب الإنجليزي دون ريفي، وقاد الفريق يوم 8 نوفمبر/تشرين ثان من ذلك العام، وحقق السايس مسيرة مبهرة مع الأحمر.
وكان الأهلي على أعتاب خوض اللقاء النهائي لبطولة كأس الكؤوس الأفريقية عام 1984، لكن رحيل دون ريفي لم يؤثر على الأحمر مع تولي السايس المهمة، واستطاع أن يقود الأهلي للتتويج باللقب القاري على حساب كانون ياوندي الكاميروني.
وفاز الأهلي على كانون ياوندي بهدف مجدي عبد الغني ثم خسر بنفس النتيجة في الكاميرون، قبل الفوز بركلات الترجيح بنتيجة 4-3 واقتنص لقب كأس الكؤوس الأفريقية لأول مرة مع السايس.
ولم يتوقف مشوار السايس عند التتويج القاري بل حصد لقب الدوري المصري موسم 1984-1985 برصيد 35 نقطة بفارق 3 نقاط عن الزمالك أقرب منافسيه، رغم ظروف الإصابات القوية التي ضربت نجوم الأهلي وقتها.
وقاد السايس الأهلي لبداية قوية في مشوار الدفاع عن لقب كأس الكؤوس الأفريقية عام 1985 وقاده للتأهل لدور الثمانية بعد عبور مستقبل المرسى التونسي وسيمبا التنزاني، كما ساهم في تتويج الأهلي بلقب كأس مصر موسم 1984-1985 بعدما قاد الفريق للتأهل لدور الثمانية قبل أن يستكمل الراحل محمود الجوهري المشوار بعد توليه قيادة الفريق.
السايس رحل بعد نهاية الدوري عام 1985 خاصة بعد أن أقنع الراحل صالح سليم رئيس النادي السابق بعدم شطب اللاعب محمد عباس ومنحه فرصة أخيرة وتعهد بالتزام عباس، لكن اللاعب لم يلتزم مما أدى لتصعيد مذكرة لشطب اللاعب وتقديم السايس استقالته عقب نهاية الموسم.
السايس قاد قطاع ناشئي الأهلي بعد ذلك، وتولى قيادة الفريق الأول مجددًا وحقق معه لقب كأس مصر عام 1991، ثم تولى قيادة عدة أندية محلية مثل دمياط وغزل السويس، كما قاد أهلي بنغازي الليبي.
السايس دخل في عزلة تامة وابتعد عن الأضواء في السنوات الأخيرة من حياته حتى رحيله في مايو/آيار 2017.



