إعلان
إعلان

محكمة كووورة: فشل الأرجنتين يُلوث تاريخ ميسي

KOOORA
03 يوليو 201903:33
ميسيReuters

واصل المنتخب الأرجنتيني فشله على كافة الأصعدة، بعد سقوطه على يد غريمه التاريخي، البرازيل، بخسارته 2-0، اليوم الأربعاء، في نصف نهائي بطولة كوبا أمريكا 2019.

وضمن حلقات سلسلة "محكمة كووورة"، نُلقي الضوء على أسباب الإخفاقات المتتالية لمنتخب الأرجنتين وقائده ليونيل ميسي:

عبء تاريخي

حمل ليونيل ميسي على عاتقه عبئًا ثقيلًا مع بدايات ظهوره بقميص المنتخب الأرجنتيني، لاسيما بعد بزوغ نجمه مع برشلونة الإسباني في ريعان شبابه.

وبدأ الشعب الأرجنتيني في التعويل على ميسي لإعادة أمجاد عصر الأسطورة دييجو مارادونا، الذي قاد راقصي التانجو للتأهل لنهائيين متتالين في بطولة كأس العالم.

وحمل مارادونا منتخب بلاده على عاتقه، وقدم أداء استثنائيًا في مونديال 1986، الذي شهد تتويج الأرجنتين باللقب الغالي، قبل خسارته في النسخة التالية على يد الألمان.

إرث مارادونا الثقيل لم يستطع حمله نجوم الأرجنتين كافة، من بعده، لكن ظهور ميسي بموهبته الطاغية أعاد أحلام مواطنيه من جديد.

المتحولون

مع توهج ميسي الذي لا ينقطع مع برشلونة محليا وقاريا، تُوجه الأنظار إليه دومًا، بصفته النجم الأبرز في تشكيلة الأرجنتين، لكن تحميل ليو المسؤولية بمفرده ربما يميل بعيدا عن واقع راقصي التانجو، ويمثل ظُلما بيّنا، لابن روزاريو، في كثير من الأحيان.

?i=epa%2fsoccer%2f2019-07%2f2019-07-03%2f2019-07-03-07690912_epa

ولا يتوقف الأمر عند ميسي فحسب، بل عانى سيرجيو أجويرو، أنخيل دي ماريا، جونزالو هيجواين، باولو ديبالا وخافيير باستوري من الآفة نفسها، مع المنتخب، وهو الأمر الذي بات محيرا لجميع المدربين الذين قادوا التانجو في السنوات الأخيرة.

ولم يفلت من هذه الآفة سوى قلائل من اللاعبين، أمثال خافيير ماسكيرانو وكارلوس تيفيز في بداياته قبل الاسبتعاد المتكرر.

لعنة الكوكب الآخر

دأب كل محبي ميسي والمشيدين بإبداعاته مع برشلونة سواء من زملائه والمنافسين، وكل وسائل الإعلام على وصفه بأنه "لاعب من كوكب آخر"، مما دفع الأرجنتينيين لمطالبته بتسخير موهبته "الخارقة" لخدمة بلادهم كما يفعل مع البلوجرانا.

وتناسى كثيرون أن ميسي وإن تفوق على كل اللاعبين، لكنه يبقى بشرا يُصيب ويُخطئ، وتطاله كل متغيرات كرة القدم، التي هي في الأساس لعبة جماعية، لا يعتمد الفوز فيها على لاعب واحد بمفرده.

?i=epa%2fsoccer%2f2017-03%2f2017-03-24%2f2017-03-24-05866961_epa

ورغم ذلك، تحمل ميسي خطيئة الصحف الكتالونية التي بالغت في وصفه، إلى جانب محبيه الذين وصفوه بكلمات كانت كالسكين الذي يطعنه كلما فشل مع الأرجنتين، وبات بها هدفا دائما وسهلا لانتقادات بني جلدته.

شخصية هشة

يفتقر ميسي لشخصية تضاهي موهبته الاستثنائية، رغم حمله شارة قيادة منتخب بلاده، إلا أنه لا يستطيع القيام بدوره على الوجه المطلوب.

وبالعودة إلى الوراء، تجدر الإشارة إلى مباراة الأرجنتين أمام هولندا في نصف نهائي مونديال البرازيل 2014، الذي حمل ميسي خلاله شارة قيادة المنتخب.

ولجأ المنتخبان في هذه المباراة لشوطين إضافيين بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، ليجتمع كافة لاعبي الأرجنتين في حلقة دائرية قبل بدء الشوط الإضافي الأول.

هنا يحين دور القائد لتوجيه كلمات حماسية أو حتى تعليمات فنية من أجل تفادي الخسارة في الشوطين الإضافيين، لكن ميسي ظل صامتًا حينها.

?i=epa%2fsoccer%2f2014-07%2f2014-07-13%2f2014-07-13-04315119_epa

وتحرك ماسكيرانو للقيام بدور القائد، رغم عدم حمله الشارة، وبدأ في مخاطبة زملائه وإلقاء التعليمات الأخيرة قبل استئناف المباراة.

إضافة إلى ذلك، اعتاد ميسي الهروب من المشهد في لمح البصر مع أي إخفاق، إما بإعلان الاعتزال تارة أو التوقف عن الظهور الدولي لفترة من الوقت، كما حدث أخيرا بعد مونديال روسيا، ليُظهر شخصيته الهشة وقت الانكسارات.

وربما يلخص المشهد المتكرر لميسي وهو مُطأطأ الرأس، مع إخفافات راقصي التانجو التي لا تنقطع في السنوات الأخيرة، واقع المنتخب الأرجنتيني، الذي يبدو أنه يحتاج لقائد حقيقي، يمارس الدور المفقود منذ اعتزال ماسكيرانو دوليًا.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان