إعلان
إعلان

محاكمة بيريز وبراءة لابورتا

د.محمد مطاوع
23 أبريل 202102:24
mohammad mutawe

أما وقد انفض سامر السوبر ليج الأوروبي، وتلاشت الفقاعة التي غطت الكرة الأرضية خلال 48 ساعة، لم يتذوق فيها الكثير من القادة الرياضيين في أوروبا النوم، وبدا المشهد وكأنه غزو لكائنات فضائية للقارة العجوز، فإن قادم الأيام سيشهد بداية لمحاسبة كل من (تجرأ) ولحق بركب فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد، وأندريا أنييلي رئيس نادي يوفنتوس.

كانت معركة سرشة طرفاها 12 ناديا من كبار أوروبا من جهة، والفيفا والاتحاد الأوروبي ومعهما بريطانيا وفرنسا من جهة أخرى، وانضم إلى الطرف الثاني من خلف الكواليس أندية في بقية دول كرة القدم الكبرى الأوروبية وفي مقدمتها بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان، وتوليا الهجوم على البطولة المستحدثة من خلال التصريحات والبيانات، دون المشاركة فعليا في معركة كسر العظم.

انسحبت الأندية الإنجليزية الستة تباعا من المعركة، ولحقتها الأندية الإيطالية وثالث كبار إسبانيا أتلتيكو مدريد، ليجد فلورينتينو بيريز نفسه وحيدا، وإلى جانبه رئيس نادي برشلونة فقط خوان لابورتا، الذي عرف من أين تؤكل الكتف، وحافظ على (شعرة معاوية) التي أظهرته بريئا في عين الكساندر تشيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي، باعتباره (تورط) في موروث سلفه بارتوميو، وأشترط موافقة الجمعية العمومية للنادي الكتالوني على المشاركة في دوري السوبر، وألقى عن كاهله اتهامات التآمر على الكرة الأوروبية والعالمية.

اعتبرت ليلة الإعلان عن تلاشي فكرة السوبر ليج، انتصارا للجماهير الإنجليزية بالذات، التي خرجت للاعتراض على انضام أنديتها لهذه البطولة، ومعتبرة أن اللعبة تسرق من الجماهير التي هي أصل القصة من البداية، لكن ما ظهر بعد ذلك، أبعد العشرات من الشباب المتحمس الذين صبوا جام غضبهم على إدارات أنديتهم، عن القصة، خاصة وأن بيريز نفسه قال إنهم مجرد عشرات لا صوت لهم، ولكن الأيام الأيام القادمة، ستكشف تفاصيل التسويات التي قامت بها الحكومة الإنجليزية، والاتحاد الأوروبي مع الستة الكبار في إنجلترا، والتي دفعها للانسحاب بشكل شبه جماعي من السوبر الأوروبي الجديد، وإخماد ثورة بيريز في مهدها.

نتيجة الانسحاب كانت كارثية بمعنى الكلمة، فالبنك الأميركي الذي تولى تمويل السوبر ليج، انخفض ائتمانه بشكل هائل، وبات مهددا بخسائر مالية ضخمة، وتناوبت المحطات التلفزيونية والمواقع الكبرى في نفي أي علاقة لها بالبطولة الجديدة، وأكدت أنها لم تتقدم لشراء حقوق نقل المباريات، وألقت بالكرة الملتهبة في ملعب بيريز وشراكاءه هروبا من الاتهام بالتآمر.

رئيس نادي ريال مدريد لم يستسلم، وأكد أنه ماض في إعادة رسم الشكل الجديد للبطولات في أوروبا، وباحثا عن المزيد من المتعة باقتصارها على مباريات الفرق الكبيرة، واستعادة الجماهيرية التي بدأت بالتلاشي مع انخفاض مستوى معظم المباريات الأوروبية التي تفتقر للمتعة بسبب مشاركة فرق بمستويات متفاوتة، معتبرا أن الكبار فقط هم من يقدمون كرة القدم الحقيقية التي تستحق المشاهدة.

الساعات والأيام القادمة، ستظهر الطريقة التي سيحاسب فيها بيريز ورفاقه على تمرده، وقد تنساق العقوبات على ناديه بأشكال متعددة، سننتظر لمعرفتها، وتحديد مدى تأثيرها على طموحات الرئيس العجوز التي تتجاوز أسوار البيرنابيو.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان