إعلان
إعلان

ما الذي تحتاجه الكرة النسائية في الكويت؟

ريان الجدعاني
19 سبتمبر 201819:42
riyan

سيشهد يوم 25 سبتمبر الحالي إقامة ملتقى ستنظمه اللجنة النسائية بالاتحاد الكويتي لكرة القدم، يحمل الملتقى عنوان بارز وهو "معاً نحقق الحلم .. حان وقت الأزرق النسائي"، حيث أعلنت اللجنة منذ الأسبوع الماضي عن هذا الملتقى عبر حسابها الرسمي في تويتر، لتكون الكرة النسائية في الكويت قد دخلت مرحلة جديدة مختلفة كلياً عن المرحلة السابقة.

قبل الإعلان عن الملتقى، بدأت اللجنة النسائية الكويتية في التحرك بخطوات هادئة نحو إعادة كرة القدم النسائية للواجهة بعد أن تضررت من أزمة توقف الكرة الكويتية لأكثر من ثلاث سنوات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، حيث زارت رئيسة اللجنة النسائية فاطمة حيات مقر الاتحاد الأردني لكرة القدم في العاصمة الأردنية عمان، بهدف بناء علاقة مع الاتحاد الأردني الذي نجح في تطوير كرة القدم النسائية في البلاد وجعل منتخبها الأردني النسائي من أقوى المنتخبات النسائية في منطقة الشرق الأوسط.

ثم تمكنت اللجنة النسائية من التعاقد مع المدربة الإيرانية شهرزاد مظفر، لتدريب المنتخبات النسائية الكويتية للصالات، حيث نجحت المدربة الإيرانية في الفوز مع منتخبها الإيراني بكأس آسيا للسيدات للصالات 2018 بعد تفوقها في المباراة النهائية على منتخب اليابان.

قد يرى البعض أن خطوة بناء العلاقة مع الاتحاد الأردني، والتعاقد مع المدربة الإيرانية شهرزاد مظفر، مجرد خطوة بسيطة لا يجب أن تًعطى أكبر من حجمها، بحكم الإرث الثقيل التي تحمله كرة القدم الكويتية بشكل عام، ولكن عند التركيز على جانب الكرة النسائية فقط في الكويت ومقارنتها مع جيرانها الخليجيين كالإمارات والبحرين، سنجد أن اللجنة النسائية الكويتية تريد اختصار طريق التطوير وعدم الاعتماد على المسار الطويل الذي قطعته دولتي البحرين والإمارات منذ السنوات الماضية، لأن اللجنة النسائية الكويتية تعلم جيداً أن الوقت لن يقف بجانبها بسبب ظهور دول جديدة ستنافسها بقوة في سباق تطوير كرة القدم النسائية كالسعودية التي بدأت في التحرك نحو الكرة النسائية بفضل الخطة الوطنية الطموحة (الرؤية 2030).

ليكون يوم 25 سبتمبر يوماً هاماً في مسيرة الرياضة النسائية في الكويت والذي سيشهد وضع الخطط الرسمية التي ستسير عليها الكرة النسائية الكويتية في المستقبل عبر الملتقى الذي سيكون بابه مفتوح لجميع اللاعبات والمهتمات بكرة القدم لطرح أفكارهن بحسب الإعلان الرسمي الذي ركز على مبدأ المشاركة بين اللجنة واللاعبات في بناء مستقبل جديد للكرة النسائية.

ما الذي تحتاجه كرة القدم النسائية في الكويت؟

هذا السؤال الذي من المؤكد بأنه سيُطرح في الملتقى، حيث سيساعد هذا السؤال اللجنة النسائية وأيضاً اللاعبات على مواجهة أولى العقبات التي تواجه كرة القدم النسائية في الكويت، وهي عقبة ضعف الموارد المالية وعدم قدرتها على الاستثمار وجني الأرباح.

ضعف الأرباح المادية والتمويل من الجهات الرسمية والمؤسسات والشركات للبطولات النسائية منع عدة أندية كويتية من تأسيس أندية نسائية داخل مقرات الأندية، مع العلم أن الأندية الرجالية في الكويت تعاني بالأصل من ضعف الموارد المالية، لتكون العقبة المادية أشبه بالجبل الذي يقف أمام نهوض الرياضة الكويتية بشكل عام.

وجود العقبة المالية لن يمنع اللجنة النسائية الكويتية من الاستثمار بعلاقتها الجديدة مع الاتحاد الأردني لكرة القدم في تطوير الكرة النسائية، حيث يمكن الاعتماد على الدول العربية الشقيقة في تنمية الكرة النسائية الكويتية لرابط اللغة والثقافة والدين، بعكس الاتفاقيات مع الدول الأجنبية التي ستكون مكلفة مادياً، فاتفاقيات التعاون مع اتحادات الإمارات والبحرين ومصر والمغرب ستكون كافية للكرة النسائية الكويتية في سد فراغ كسب الخبرة الخارجية.

ولكن النقطة الأساسية التي يجب على اللجنة النسائية التركيز عليها في ملتقى 25 سبتمبر هو إعادة هيكلة البطولات المحلية، حيث من المهم أن يكون للبلاد دوري رسمي يقام على مدار العام بلا توقف، مع وجود بطولة الكأس التي تعتمد على نظام خروج المغلوب، لأن وجود بطولتين سيساعد في تأسيس منتخب نسائي قوي قادر على خوض البطولات الخليجية والآسيوية.

بجانب إعادة هيكلة البطولات المحلية، من المهم أن يكون للجنة النسائية دور فعال في تأسيس أندية نسائية، أي بمعنى أوضح، خلق أندية نسائية جديدة، لأن على سبيل المثال لا يمكن إجبار الأندية الشهيرة كالقادسية والعربي وكاظمة والسالمية على إنشاء أندية نسائية لأن هذه الأندية بالأصل تجد صعوبة في توفير الأجور الشهرية للألعاب الأخرى كالطائرة واليد والسلة، كما أوضحنا في مشكلة ضعف الموارد المالية في الرياضة الكويتية.

ليكون الأفضل هو الاعتماد على الفرق النسائية العادية التي خاضت البطولات الغير الرسمية في السنوات الماضية، بأن تتحول إلى أندية رسمية تعتمد على رياضة واحدة وهي كرة القدم النسائية، وهذا الأمر سيساعد الأندية الرسمية الجديدة على التركيز على لعبة واحدة دون التشتت بألعاب الطائرة والسلة واليد كما يحدث للفرق الرجالية الشهيرة، لتكون هذه الأندية النسائية الجديدة هي النواة الأولى لمستقبل كرة القدم النسائية في الكويت.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان