"عندما أختار التشكيلة الأساسية لخوض المباراة، لا أنظر إلى جوازات
"عندما أختار التشكيلة الأساسية لخوض المباراة، لا أنظر إلى جوازات سفر اللاعبين، بل أنظر إلى مستوياتهم الفنية فقط".
تذكرت مقولة المدرب الفرنسي الشهير آرسين فينجر، عندما شاهدت إبداعات المهاجم الماليزي صفوي راسيد (20 عاماً)، ولاعب الوسط الفيتنامي نجويان قوانج هاي (20 عاماً)، حيث نجح اللاعبان في نقل منتخبهما إلى دور الثمانية من كأس آسيا 2018 لتحت 23 عاماً في الصين، بعد نجاحهما في تجاوز منتخبات السعودية والأردن وسوريا وأستراليا.
تذكرت مقولة الفرنسي فينجر عندما ركزت على جنسية اللاعبين المبدعين صفوي ونجويان، حيث سألت نفسي سؤال غريب ولكنه يستحق أن يطرح.. (هل الأندية السعودية مستعدة للتعاقد مع لاعبين من ماليزيا وفيتنام؟).
ينتشر في أنديتنا السعودية، والخليجية أيضاً، مفهوم مغلوط عن الإبداع والموهبة، والمفهوم المغلوط هو الاعتقاد بأن الإبداع محصور في جنسيات معينة فقط، والجنسيات هي البرازيلية والأرجنتينية والأوروبية فقط، دون التركيز إلى معنى كلمة إبداع، ودون أيضاً أن نؤمن بأن من الممكن أن نجد لاعب من غير تلك الجنسيات الثلاث قادر على الإبداع في ملاعبنا.
أتذكر أيام كأس أمم آسيا 2007 التي شهدت نجاح منتخب فيتنام في التأهل إلى دور الثمانية بقيادة المهاجم الموهوب في وقتها المهاجم لي كونج فينه، ليحدث منتخبه ضجة عالمية ساعدت اللاعب على الانتقال إلى الدوري البرتغالي، حيث سألت في وقتها أصدقائي السعوديين الذين يشجعون أندية الهلال والاتحاد والنصر والأهلي عن إمكانية تعاقد أنديتهم مع الفيتنامي الموهوب لي كونج فينه، لأندهش من إجاباتهم الصادمة مفادها.. (هل تمزح! يلعب في فريقنا لاعب فيتنامي!!).
تخاف إدارات الأندية السعودية والخليجية من النظرة الدونية التي تحملها جماهيرهم تجاه الموهوبين من الدول الغير معروفة، لتضطر الأندية على التعاقد مع لاعبين يحملون جوازات سفر برازيلية أو أوروبية ولكن بمستويات فنية متذبذبة، لتخسر الأندية الكثير من الملايين وتدخل في ديون مالية كان من الممكن أن لا تتورط فيها الأندية، والدليل هو كثرة اللاعبين البرازيليين الذين تستبدلهم الأندية الخليجية كل 6 أشهر!
بعكس أنديتنا، قام فريق ألميريا الإسباني بالتعاقد مع المهاجم التايلاندي تيراسيل دانجدا، في 2014، وهذا الأمر يدل أن اللاعب التايلاندي، وأيضاً لاعبي منطقة جنوب آسيا كفيتنام وماليزيا، يمتلكون القدرة على اللعب في قارة أوروبا، ليكون الخلل في عقليتنا وثقافتنا وليس في لاعبي جنوب شرق آسيا.
فالمهاجم الماليزي صفوي، الذي تلاعب بدافع المنتخب السعودي وأخرجه من البطولة الآسيوية، قادر على احتلال مركز أساسي في أندية الهلال والاتحاد والنصر والأهلي، بدلاً من اللاعبين البرازيليين الذين "رفعوا ضغط" جماهيرهم بأخطائهم وهفواتهم المضحكة في المباريات الحاسمة!، ولكن الفرق يكمن في أن صفقة انتقال صفوي لن تكلف خزينة الأندية التي ذكرتها أكثر من 50 ألف ريال، بعكس لاعبو الجواز السفر البرازيلي الذين سيعودون بعد 6 أشهر إلى شواطئ ريو دي جانيرو وهم يحملون في حقائبهم ملايين الدولارات!