
لا تزال آثار "مأساة الدوحة" في 1993، محفورة في ذاكرة كرة القدم اليابانية، بغض النظر عن نجاحها فيما بعد في التطور ووصولها إلى كأس العالم 6 مرات متتالية، حيث عادت روح تلك الذكريات في لقاء العراق اليوم، ضمن ختام دور المجموعات من كأس آسيا للشباب 2018 في إندونيسيا.
فقد انتهت المباراة بفوز كبير لليابان بنتيجة (5-0)، ليتأهل اليابانيون إلى دور الثمانية من البطولة الآسوية المؤهلة إلى كأس العالم للشباب 2019 في بولندا، مقابل حرمان العراقيين الذين كان يحتاجون الفوز، من التأهل.
وكان ملعب الأهلي القطري بالعاصمة الدوحة قد شهد في أكتوبر/ تشرين أول 1993، سقوط منتخب اليابان في فخ التعادل مع العراق 2-2، ضمن تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 1994، ليحرم الساموراي من التأهل إلى كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة، ويصف الإعلام الياباني تلك المباراة باسم "مأساة الدوحة".
وبعد 18 عاماً على "المأساة"، نجح منتخب اليابان في الانتقام لأول مرة عندما فاز بكأس أمم آسيا 2011 بدولة قطر، بعد أن تفوق على منتخبات سوريا والسعودية وقطر وكوريا الجنوبية وأستراليا، ليصبح زعيماً للقارة الآسيوية بفوزه باللقب الآسيوي الكبير 4 مرات.
لم يتأخر كثيراً الانتقام من تلك الذكرى للمرة الثانية، وكان في يونيو/ حزيران 2013، حيث انتصر اليابان على العراق في الدوحة بهدف وحيد ضمن تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2014، ليحرم أسود الرافدين من التأهل إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل، بنفس الطريقة التي تعرض لها اليابان في 1993.
أما الانتقام الثالث فقد حدث في 26 يناير/ كانون ثان 2016، عندما حقق منتخب اليابان الأولمبي فوزاً صعباً على العراق الأولمبي بنتيجة 2-1، ضمن دور نصف النهائي من كأس آسيا 2016 لتحت 23 عاماً، ليتأهل رسمياً إلى أولمبياد ريو دي جانيرو، مقابل حرمان العراق من التأهل المبكر.
الانتقام الرابع والذي حدث في مدينة بوجور الإندونيسية كان أكثر قسوة، حيث لم يسبق أن حقق اليابان انتصاراً عريضاَ على العراق بخمسة أهداف، إلا أن روح "مأساة الدوحة" ستكون مستمرة في الحضور، لا سيما بعد اعتراف المدرب الأسبق لمنتخب اليابان الأولمبي، ماكوتو تيجوراموي في 2016، قائلاً: "ستبقى مأساة الدوحة في أذهان الجميع لأنها جزءاً مهماً في تاريخ كرة القدم اليابانية".
وأضاف تيجوراموري: "بقاء هذه الذكريات في الأذهان سيحفز الأجيال القادمة على تحقيق الكثير من الألقاب الآسيوية والعالمية. بفضل تلك الذكريات تطورت الكرة اليابانية لتكون من الكرات القوية على مستوى قارة آسيا".
قد يعجبك أيضاً



