Getty Imagesيرى أسطورة الكرة الإنجليزية جاري لينيكر، مهاجم إنجلترا السابق، أن ليونيل ميسي هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم.
خلال مقابلة حصرية مع الصحفي ديفيد فايتلسون على قناة (TUDN México)، استغل لينيكر اللقاء للحديث عن أعظم لحظات مسيرته، بدءًا من كأس العالم 1986 ومارادونا، وصولًا إلى أبرز نجوم العصر الحالي مثل ميسي وكريستيانو وهالاند.
ذكريات مختلطة لمونديال 1986
استعاد لينيكر ذكرياته في كأس العالم 1986 بالمكسيك، حيث سجل 6 أهداف خلال 5 مباريات، مشيرًا إلى أنه رغم هذه الإنجازات، يتأسف للطريقة التي انتهت بها البطولة، قائلا: "سجلت الهدف الذي لا يتذكره أحد في ربع النهائي"، في إشارة إلى هدفه في مرمى الأرجنتين في المباراة نفسها التي سجل فيها مارادونا هدفه باليد و"أفضل هدف في القرن".
وأضاف لينيكر أن مسيرته تغيرت بعد تلك البطولة، إذ قادته عروضه المميزة للانتقال إلى نادي برشلونة.
وحول الهدف الأسطوري لمارادونا، أوضح لينيكر أنه لم يتمكن من رؤيته من أرض الملعب، قائلا: "لم أرَ لأنني كنت في الطرف الآخر من الملعب. زملائي عرفوا بما حدث لأنه كان واضحًا جدًا، وعندما شاهدته على التلفزيون كان أمرًا مؤسفًا بالنسبة لنا".
وأشار لينيكر إلى أنه لا يحمل أي ضغينة تجاه مارادونا، الذي يعتبره واحدًا من أفضل لاعبي التاريخ بفضل أهدافه مثل الهدف الثاني في مرمى إنجلترا، حيث راوغ نصف الفريق الإنجليزي ليُسجل الهدف الأكثر تذكرًا في تاريخ المونديالات و"الأفضل في التاريخ" بالنسبة له.
وأردف: "لدي بعض المشاكل مع الحكام، لأنني أعتقد أن مساعد الخط رأى الهدف، لكنهم خافوا قليلا من إخبار الحكم". وعلى الرغم من اعترافه أن الهدف لم يكن ليُحتسب لو كان هناك تقنية الڤار، إلا أنه يعارض استخدامها.
وعما وصفه بـ "هدف كل العصور لمارادونا"، قال لينيكر: "رأيته من الطرف الآخر، لكنه كان شيئًا مميزًا جدًا. أعتقد أن هذه هي المرة الوحيدة في الملعب التي فكرت فيها بالتصفيق للفريق الآخر أو لاعب ضدنا. لكن هذا الهدف كان معجزة. إنه أفضل هدف في كل الأوقات، لأنه هدف استثنائي، وحدث في مباراة مهمة جدًا".
ميسي الأفضل في التاريخ
في السنوات الأخيرة، أصبح جاري لينيكر من أشد المعجبين بالأسطورة ليونيل ميسي، واعتبره "أفضل لاعب على الإطلاق"، كما أشاد بإمكانيات رونالدو التهديفية.
وقال لينيكر: "إنه لأمر مذهل ما فعله اللاعبان (ميسي ورونالدو) على مدار عشرين عامًا، ومع المنافسة بينهما أيضًا. بالنسبة لي، أفضل لاعب في كل الأوقات هو ميسي، لقد فاز بكل شيء، وفعل كل شيء، ويؤدي أشياء مذهلة على أرض الملعب. لكن كريستيانو أيضًا لاعب عظيم، وهداف مذهل".
اختتم لينيكر بالحديث عن أحد أفضل المهاجمين في الوقت الحالي، إيرلينج هالاند، واصفًا إياه بأنه "آلة لتسجيل الأهداف"، قبل أن يعبر عن أسفه لعدم اختياره مسار التجنيس واللعب مع المنتخب الإنجليزي.
مسيرة مميزة
يُعد جاري لينيكر أحد أبرز مهاجمي كرة القدم الإنجليزية في التاريخ، ومن القلائل الذين تركوا بصمة لا تُنسى في بطولات العالم، قبل أن يتحول إلى شخصية إعلامية بارزة بعد اعتزاله. وُلد لينيكر في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1960 في مدينة ليستر الإنجليزية، وبدأ مسيرته الكروية في شباب نادي ليستر سيتي، الذي شهد انطلاق موهبته الكبيرة في تسجيل الأهداف.
بدأ لينيكر مشواره الاحترافي مع ليستر سيتي عام 1978، وأظهر منذ البداية قدرة مذهلة على تسجيل الأهداف بمهارة عالية وسرعة ذهنية كبيرة في التحرك داخل منطقة الجزاء. وبفضل أدائه المميز، جذب انتباه الأندية الكبرى، وانتقل إلى إيفرتون عام 1985، حيث ساهم في تعزيز خط الهجوم، قبل أن يحقق نقلة نوعية في مسيرته بالانضمام إلى برشلونة الإسباني عام 1986.
كانت تجربة لينيكر مع برشلونة إحدى أبرز مراحل حياته، حيث تميز بسرعته وذكائه التكتيكي في الملعب، وساهم في إحراز العديد من الأهداف الحاسمة. ومع الفريق الكتالوني، لعب إلى جانب نجوم كبار، وشارك في البطولات الأوروبية والمحلية، ليصبح أحد أبرز المهاجمين في الدوري الإسباني خلال تلك الفترة.
على الصعيد الدولي، سجل لينيكر اسمه في تاريخ كأس العالم بشكل كبير، خاصة خلال مونديال 1986 بالمكسيك. فقد سجل ستة أهداف في خمس مباريات، ليكون هداف البطولة ويحقق الحذاء الذهبي، على الرغم من الإقصاء المثير للجدل أمام الأرجنتين في ربع النهائي.
وشارك لينيكر أيضًا في مونديال 1990 في إيطاليا، حيث قاد إنجلترا للوصول إلى نصف النهائي قبل الخسارة أمام ألمانيا الغربية بركلات الترجيح.
لينيكر سجل مع منتخب إنجلترا 48 هدفا خلال 80 مباراة، ليصبح ثالث أفضل هداف في تاريخ المنتخب الإنجليزي حتى وقت اعتزاله. وقد عُرف بأسلوبه النظيف داخل الملعب، حيث لم يُنذر أو يُطرد طيلة مسيرته الدولية، وهو إنجاز نادر بين لاعبي القمة.
بعد الاعتزال عام 1992، تحول لينيكر إلى الإعلام الرياضي، ليصبح أحد أبرز المعلقين والمحللين في بريطانيا والعالم. وشارك في تقديم برامج تحليلية حصرية، مع الحفاظ على شخصيته الجذابة والمعروفة بذكائها وروح الدعابة الراقية.
على صعيد الجوائز، حصل لينيكر على العديد من التكريمات الفردية، أبرزها جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في كأس العالم، وأُدرج ضمن قائمة أفضل اللاعبين الإنجليز عبر التاريخ. كما كتب عدة كتب عن كرة القدم وأصبح وجهًا إعلاميًا يحظى بثقة الجماهير، مع الحفاظ على إرثه كلاعب مميز.
قد يعجبك أيضاً



