إعلان
إعلان

ليس هكذا يا غوارديولا

حسام بركات
11 مارس 201603:33
husam-barakat-new

وضع المدرب الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ بطل ألمانيا بكرة القدم لاعبه الصغير يوشوا كيميتش في موقف حرج لا يحسد عليه عندما وقف لدقائق طويلة يوبخه أمام عدسات الكاميرات.

غوارديولا ضرب اللاعب البالغ من العمر 21 ربيعا على يده وصرخ في وجهه وانبه بعنف شديد وبقي محتجزا حريته لفترة من الزمن قبل أن يخرج لوسائل الإعلام ويقول أنه معجب بالمدافع الألماني الشاب.

غوارديولا يواصل نثر الرماد في العيون بقوله أن كيميتش قدم افضل مباراة في مسيرته أمام بروسيا دورتموند في قمة البوندز ليغا التي انتهت سلبية السبت الماضي.. وهنا نسأل لماذا لم تصبر عليه حتى دخل إلى غرفة الملابس لتقدم له هذه المحاضرة الطويلة طالما أنه أحسن الأداء كما تقول؟.

لم يكن المدرب الاسباني ولا غيره في وارد تقديم مثل هذه المحاضرة العنيفة للاعب كبير ومشهور حتى ولو اقترف الكبائر في المباراة، ولكن على حساب لاعب صغير في بداية مشواره فلا بأس من تعنيفه طالما أنه يهز رأسه طائعا كما فعل "المسكين".

النجم الشاب قدم أداء مبهراً في الكلاسيكو الألماني ضمن الأسبوع الـ25 من الدوري وقال النقاد أنها أفضل مباراة له منذ انتقاله إلى بايرن ميونيخ العام الماضي.

ونجح يوشوا في إيقاف خطورة أوباميانج كما شاهد الجميع، وأنقذ هدفاً مؤكداً كان رويس في الطريق لتسجيله رغم أنه لعب مدافعا وليس في مركزه الاساسي كلاعب وسط، ومع ذلك لم ينتظر غوارديولا خروج اللاعبين من أرض الملعب وبدأ يتحدث بحدة شديدة للصغير الذي أخذ يومئ برأسه موافقاً على كل كلام المدرب حتى دون أن يفهمه.

الآن وعندما بدأ المدرب الاسباني يحصي أيام الخروج الأخير من بايرن ميونيخ متجها مع نهاية الموسم الحالي إلى مانشستر سيتي الانجليزي بدأت سلبياته تظهر على سطح الماء.

"يوجه الانتقادات باستمرار وهو ببساطة لا يرضى أبدا".. بهذه الكلمات تم وصف مدرب برشلونة السابق، كما قال صحافيون أنه قدم هذا الاستعراض أمام وسائل الإعلام لإقناع الجميع بأنه ما يزال مهتما بنتائج الفريق البافاري كمدرب محترف لا يهمه أين سيكون بعد أشهر قليلة من الآن.

الغريب أن المستوى الذي ظهر عليه كيميتش سيؤهله بحسب صحف ألمانيا للانتقال من منتخب الشباب دون 21 عاما مباشرة إلى المنتخب الأول المشارك في نهائيات أمم أوروبا - يورو 2016 في فرنسا الصيف المقبل.

والغريب أكثر أن الضحية وافق على تصرفات جلاده، فسرعان ما خرج اللاعب لوسائل الإعلام متفهما الأسباب التي دفعت مدربه لتصحيح أخطائه أمام الكاميرات قبل ان يحتضنه في مشهد درامي اخرجه ستيفن ألان سبيلبرغ.

هناك من يدافع ايضا عن غوارديولا ويقول الحياة قاسية بلا شك، وكرة القدم جزء من هذه الحياة، وحتى يصبح كيميتش نجما اسطوريا مثل لوتار ماتايوس مثلا، فعليه ان يتحمل مزاجات المدربين مهما كلف الأمر.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان