إعلان
إعلان

لوكاكو.. فتى "الحليب المغشوش" يُنفذ وصية جده

KOOORA
09 أكتوبر 202404:50
2024-08-31-11576516_epaEPA

تمثل الأسرة عاملا رئيسيا في بناء مستقبل الأفراد، لما تعكسه ممارسات الوالدين من نتائج على مسيرة الأبناء. لذلك يكون خلف كل نجم أو مشهور قصة مثيرة دفعته للنجاح.

قصة مؤثرة رواها روميلو لوكاكو، أحد أهم المهاجمين في تاريخ بلجيكا، حول طفولته غير العادية التي أجبر فيها على مواجهة قسوة الفقر والجوع، بعد اعتزال والده كرة القدم، وتحمل عبء إنقاذ الأسرة.

بداية قاسية

بدأ لوكاكو رواية قصته من عمر السادسة، بحسب موقع "ذا بلاير تريبون"، وهي منصة إعلامية تسمح للرياضيين بكتابة قصص حياتهم بأنفسهم: "عدت يوما من المدرسة لأتناول الطعام، وكما هو معتاد لا يوجد سوى الخبز والحليب، فهذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع تحمل تكاليفه".

وأوضح: "لقد رأيت والدتي في ذلك اليوم أمام الثلاجة، تمنيت أن يكون شيئا جديدا أتذوقه، لكن الحقيقة لم تكن كذلك، يومها فقط علمت أنها تخلط الحليب بالماء، فما نملكه لم يعد كافيا لتغطية تكاليف الحليب فقط حتى لنهاية الشهر، وأصبح لزاما عليها أن تفعل ذلك لنكمل الشهر.. لقد كنا معدمين".

loka

وأكد مهاجم نابولي الإيطالي: "حين رأيتها تخلط الحليب بالماء لم أظهر أبدا أنني علمت ذلك، لم أرد أن أثقل كاهلها بمزيد من الأوجاع، فهي بالفعل تحمل ما يكفي، فقط كتمت الشعور بالألم في نفسي، وأقسمت أن أغير حياتنا، فلا يمكنني أن أتحمل انكسار والدتي مرة أخرى".

استمرار المعاناة

أفاد لوكاكو بأن هناك جوانب أخرى من المعاناة: "رغم أن والدي كان لاعبا محترفا لكنه لم يكن غنيا، ففي نهاية مسيرته نفدت أمواله وكنا نضطر لبيع قطع أساسية في المنزل فقط للحياة، وأول الأشياء التي باعها كان التلفاز".

lok

وأضاف: "كنا نعيش لفترات طويلة دون كهرباء، حيث أذهب للاستحمام فلا أجد الماء الساخن، أمي تسكب الماء المغلي على رأسي.. كنت أجلس أنا وأمي وأخي الصغير في الظلام لندعي ونصلي أن يتغير كل ذلك".

وأمضى: "مرت علينا أيام اضطرت فيها أمي لاقتراض الخبز من المخبز لأننا لا نملك ما ندفعه.. الخبازون أصبحوا يعرفوني وأخي بالاسم، يمنحانا رغيفا يوم الإثنين ونسدد قيمته يوم الجمعة".

طوق النجاة

وعن اللحظة التي بدأت تظهر ملامح التغيير في حياة الأسرة، قال لوكاكو: "عدت من المدرسة في يوم ما فوجدت أمي تبكي، لقد تحدثت إليها (أمي افرحي، كل ذلك سيتغير أخيرا، سأنضم لأندرلخت وسنكون بخير، لا تقلقي أبدا بعد اليوم)".

وأشار: "كنت ألعب كل مباراة كأنها نهائي، حتى حين ألعب مع الأطفال في حديقة المدرسة، وعندما بدأت أصبح أكثر طولا عن كل أقراني، بدأ أباء زملائي يضغطون علي".

واستكمل: "في إحدى المرات وقد كنت في الـ11 من عمري ذهبت لخوض مباراة ولم يكن والدي حاضرا لأنه لا يملك سيارة لإيصالي، أحد أولياء الأمور حاول منعي من الدخول للملعب وقال لي (من أنت وبأي عمر؟).. كان عليّ أن أدافع عن نفسي بسبب غياب والدي، فجلبت بطاقة هويتي من الحقيبة وأظهرتها لجميع أولياء الأمور".

وصية الجد

استكمل لوكاكو قصته، ولكن من خلال علاقته بجده، قائلا: "في أحد الأيام اتصلت بجدي الذي يعيش في الكونغو، ووقتما كنت أخبره بما أفعله في كرة القدم والأهداف التي أسجلها".

وأمضى: "وجدته يقول لي (هلا طلبت منك شيئا؟ أريدك أن تعتني بها جيدا) قلت له هل تقصد أمي؟ بالطبع، نحن بخير، فقال لي (لا، عدني بذلك. بأنك ستعتني بها جيدا لأجلي)".

وأتم: "بعدها بخمسة أيام فقط توفى جدي. وقتها علمت سبب طلبه ذلك، أحزن جدا كلما تذكرت تلك المكالمة. تمنيت لو أنه عاش لأربع سنوات أخرى ورآني ألعب في أندرلخت وأنني أوفيت بوعدي (نعم يا جدي نحن بخير وكل شيء أصبح على ما يرام)".


192-180450-lukaku-poverty-adulterated-milk-story-2
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان