
الأصل في الأمور، أن يكون طموح النجم البحث عن النادي الأكثر قدرة على دعمه ومساعدته لتحقيق البطولة، وتوفير أعلى دخل ممكن وفق شروطه التي تضمن له البقاء في المستوى الأول من نجوم الكرة.
ولكن ما يحدث هذه الأيام، وكأنه يمثل هجرة عكسية، بإصرار أكثر من نجم كبير، وبتصريح بعيد عن التلميح، لارتداء قميص برشلونة، مضحيا بكل شيء في سبيل الوصول إلى هذا الهدف، الذي يعتبره إما حلما قديما، أو تحقيقا لطموح ارتداء قميص البلوجرانا.
الكل يعلم أن نادي برشلونة يمر بضائقة غير مسبوقة، اضطرته للتخلي عن لاعب بحجم ميسي، وهو الذي صنع تاريخ النادي في العصر الحديث، وساهم بعودة لقب دوري الأبطال لخزائنه بعد سنوات عجاف طويلة، ورفع أكثر من 30 كأسا خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات، ومثله كان يتخلى عن سواريز وجريزمان ويدخل في مفاوضات مع أهم نجومه من أجل تخفيض الرواتب، وحاليا يثار الكثير من الكلام عن استعداد النادي للتضحية بموهبة مثل فرينكي دي يونج للحصول على مبلغ يسد الرمق، ويغطي جانبا من الالتزامات الهائلة.
الكثير من نجوم الساحة حاليا، يضعون برشلونة أولوية في التفاوض، ومنهم النجم البولندي ليفاندوفسكي الذي حقق كل شيء مع بايرن ميونخ، وفجأة، تحركت بوصلته نحو كتالونيا، ليرمي شباك الغزل ويدخل في صراع مع ناديه الحالي، الذي يطالبه بالالتزام بمدة العقد، أو دفع الشرط الجزائي.
نجوم آخرون ما زالوا يؤجلون كل العروض لمنح برشلونة الفرص لضمهم، مثل لاعب ليدز الإنجليزي رافينيا الذي يأمل بأن تنتهي رحلته في الكامب نو، وقد يكون النجم المصري محمد صلاح ضمنهم، وذلك عندما اتخذ قراره بعدم التجديد مع ليفربول الفريق المرعب الذي حقق إنجازات خارقة في زمن قصير تحت قيادة الألماني يورجن كلوب.
لاعب كبير مثل دي ماريا، يستمر في تسويف مفاوضاته مع يوفنتوس، في انتظار قدرة برشلونة على تحقيق مطالبه، وهناك آخرون مثل مدافع نابولي كاليدو كولي بالي الذي ما زال يرفض كل العروض مفضلا الرحيل إلى برشلونة، ومثله مدافع تشيلسي ماركوس الونسو، وزميله سيزار أزبيلكويتا، وكلاهما سبق وتوجها بلقب دوري الأبطال، وهناك كثيرون غيرهم يتواصل الحديث عن ارتباطهم ببرشلونة.
على الجانب الآخر، يصر أكثر من لاعب في برشلونة على البقاء في النادي رغبة منهم في تحقيق حلم الإنجاز بالقميص الكتالوني، ويرفضون كل عروض الرحيل، والأمر حسب قولهم لا يتعلق بهوية النادي الذي سترحل إليه، وإنما بعظمة النادي الذي تلعب فيه.
هي حالة قد تكون غريبة، لإصرار نجوم في أندية كبيرة وبعضها ضمن أندية الصفوة أوروبيا، في الرحيل إلى ناد يعاني على جميع الصعد، وخارج من موسم صفري، لم يحقق فيه أي لقب، وحتى الدوري الأوروبي البطولة التي لعب فيها بعدما لفظه دوري الأبطال، فشل في بلوغ أكثر من ربع النهائي وخرج على يد فريق فرانكفورت الذي كان ينافس على المركز العاشر في الدوري الألماني، لكن لكل لاعب في النهاية حلم، ومن حقه ملاحقته.
قد يعجبك أيضاً



