
في تلك المراحل من تصفيات كأس العالم.. لا شيء متاحاً، سوى الأمام.. أن تتطلع لما هو قادم.. أن تنظر لما مضى باعتباره كان حجراً توقفت عليه، لتنظر من أعلى إلى الطريق.. لا تمتلك رفاهية أشياء كثيرة.. ليست لديك رفاهية الخطأ ولا الشكوى ولا الضغوط، ولا حتى أن تنتظر عذراً من غيرك لتتحجج به إذا ما سارت الأمور عكس ما تتمنى.. أنت المسؤول، حتى لو كنا مسؤولين معك.. أنت من في الملعب، مهما قلت من أننا اللاعب الأول أو الثاني عشر.. أنت البطل في الرواية، مهما كانت أدوارنا مهمة.. أنت من ستكون في نقطة الضوء، حين يطلق الحكم صافرة البداية، لتدور الماكينات، وتمضي صوب ما تريد.
على مدار الأيام الماضية، أستعرض ما قاله الخبراء والمدربون واللاعبون، وحتى ما قاله اليابانيون.. لا شيء غير معتاد.. هو ما يقال دائماً، وغالباً في الملعب يكون كلام آخر.. في الملعب يترجمون طلاسم النصائح والحوارات الفنية، وكثيراً ما يخرجون عن النصوص، فنصوص الواقع مختلفة.
اليابان تخشانا ربما أكثر مما نخشاها، فالحقيقة الكبرى حتى الآن، أننا من فاز هناك في طوكيو.. جاؤونا يغيب عنهم قائد الفريق ومدافعه المخضرم ماكوتو هاسيبي، وباستثناء هذا الغياب، فالجميع حاضرون.. هم يصفون الأمر بالمعركة.. لم ينسوا أنهم خسروا على أرضهم.. يرافقهم هنا مئة إعلامي، سينقلون كل شاردة وواردة إلى أرض الساموراي.. يرفضون في أكثر من تصريح أن يدخلوا المباراة بهدوء.. عازمون هم على الفوز مهما كلفهم الأمر.. هذا حقهم، لكن حقنا نحن أيضاً ألا نفرط في نقاط تلك المواجهة، فبعدهم ستكون مواجهة أستراليا، وفي ظني أن هاتين المباراتين، هما معاً حجر الزاوية في التأهل إلى كأس العالم.
من الواضح أن اليابان، ستركز على الأداء الدفاعي بنسبة كبيرة، معتمدة على الهجمات المرتدة التي تستطيع أن تصنعها بسهولة، وسط انضباط متوقع، هو من أبرز مظاهر هذا الفريق، ولذا علينا بشكل أو بآخر، أن نقف حجر عثرة في وجه تلك الاستراتيجية، من خلال أسلحة ذات طابع هجومي، هي كثيرة في صفوف الأبيض، بإمكانها أن تضع أبناء اليابان تحت ضغط دائم، وبالإمكان بعدها، أن نغزو مرماهم.. مطر والحمادي ومبخوت وعموري وخليل وأسماء أخرى كثيرة، بإمكانهم أن يكونوا «الفيروس» الذي يعطل الكمبيوتر، ولو نجحنا في ذلك، باستطاعتنا بعدها أن نسير بالمباراة إلى حيث نريد.
كلمة أخيرة:
أول طريق التفوق أن نكون معاً.. الجماعية وحدها كفيلة بتحقيق ما تظنه من المعجزات
*نقلا عن جريدة الاتحاد الاماراتية
قد يعجبك أيضاً



