إعلان
إعلان

لا تلعبوا بالنار!

جمال لعلامي
29 أغسطس 201420:00
ak8
الذي حذرنا منه ولفتنا الانتباه إليه، بدأ يتساقط علينا، والعياذ بالله! فقد كان واضحا ومنتظرا، بأن مقتل اللعاب الكاميروني، إيبوسي، لن يبقى في إطاره الرياضي، ولن يبقى قضية كرة قدم، بين أوراق الشبيبة والفاف والكاف ووزارة الرياضة وحتى الفيفا.
لقد تطوّرت القضية يا جماعة الخير، إلى ما هو أخطر، فقد أصبحت أو تكاد تصبح "قضية دولة"، وإلاّ بماذا نفسّر، "تشكيك" الحكومة الكاميرونية في "الوضع الأمني" بالجزائر، بالموازاة مع حملة وقحة وبائسة تتعرّض لها الجزائر عبر بعض وسائل الإعلام الغربية وللأسف العربية من أجل تحريض الرياضيين الأجانب على الفرار منها تجنا لمصير إيبوسي!
تداعيات قتل إيبوسي دفعت اللاعب الدولي الكاميروني صامويل إيتو، كلّ اللاعبين الكاميرونيين الذين ينشطون في البطولة الجزائرية، إلى مغادرة فرقهم والعودة إلى بلادهم فورا، احتجاجا على وفاة إيبوسي وتضامنا معه.. أوليس في هذا التأليب يا إخواني تطور خطير ومثير؟
من الآثار الخطيرة الأخرى، دعوة مالي إلى نقل مباراتها مع الجزائر إلى بلد محايد، وكذا الأنباء التي تتحدث عن محاولة مصر اختطاف "كان" 2017  من الجزائر، من خلال الاستثمار في وفاة اللاعب إيبوسي فوق ملعب تيزي وزو، وهذه واحدة من المحاولات اليائسة للاصطياد في المياه العكرة واستهداف الجزائر!
كتبنا في عمود سابق، وقلنا بأن التداعيات سوف لن تتوقف عند "تدخل" بلاتير وحياتو والسفير الكاميروني، وهاهي الأيام تثبت، بأن مقتل إيبوسي، يُراد له أن يتحوّل إلى حملة عدائية و"سياسة" وابتزاز ومساومة وليّ ذراع، والدليل السعي إلى "تدويل" القضية والتحريض الأبله على الجزائر شعبا ودولة!
الذي حدث لإيبوسي جريمة نكراء، وتعمل مصالح الأمن والعدالة الجزائرية على توقيف الجاني أو الجناة، لمعاقبتهم على فعلتهم الشنيعة، التي أدانها كلّ المناصرين والجزائريين. وبالتالي، لماذا تريد أطراف خارجية تحويل القضية وتعفينها وإلباسها ثوب التحامل والتطاول والاساءة والتشكيك؟
نعم، هي جريمة وجريمة وجريمة، لكنها فعل معزول وانفرادي، حتى وإن كان بالتواطؤ، أو عن قصد، فإن الجزائر لا تتحمّل وزره، هكذا، بالتحريض عليها، ومحاولة ضربها في أمنها وسيادتها، فلعل هذا النوع من الجرائم، ليس خاصية "ماد إين ألجيريا"، وهو ما تثبته مشاهد وحوادث بالصوت والصورة وقعت عبر الكثير من البلدان!
لا داعي لصبّ البنزين على النار، ولا طائل من التهويل والتضخيم، ولا فائدة من محاولة تشويه صورة الجزائريين و"التخويف" من الجزائريين، فالذي حدث ويحدث في دول "الألتراس" و"الهوليغانز" يتجاوز بكثير ما حدث لإيبوسي، لكن لا يبرّره!

** نقلا عن صحيفة الشروق الجزائرية 
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان