
ترك العرب كل همومهم الرياضية خلال الأيام القليلة الماضية، وتفرغوا لسجال غريب، ونقاشات مطولة على من يستحق لقب (فخر العرب)، الذي ما زال حائرا بين النجم المصري محمد صلاح، والجزائري رياض محرز.
الأمر تحول إلى حلقات نقاشية، ورأي يقابله رأي آخر، عودة لأرشيف البطولات والإنجازات، تحزّب هنا وتصلّب هناك، وضوضاء ارتفع هديرها لتصم الآذان، حولت الأنظار عن الأهم حاليا، وهو نهائي كأس أفريقيا، الذي يفترض بنا جميعا أن نتوحد فيه خلف ممثل العرب المنتخب الجزائري، الذي نتمنى أن يعود إلى وطنه حاملا الكأس الغالية.
صلاح هو فخر العرب بإنجازاته الكبيرة، التي توجت برفع كأس دوري أبطال أوروبا، والسحر الذي نثره على الدوري الإنجليزي وتحوله إلى أيقونة لجماهير ليفربول، ومحرز هو فخر العرب بتحقيقه للقب الدوري الإنجليزي مرتين، الأولى مع ليستر سيتي في موسم 2015-2016 والثانية الموسم الماضي مع مانشستر سيتي، الذي أضيف له أيضا كأسي الدرع الخيرية ورابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
النجمان دخلا معا في تنافس جديد، بعيدا عن إنجلترا، نجح فيه محرز بالوصول إلى نهائي كأس أفريقيا، ولم يوفق صلاح في مواصلة المشوار الذي كنا نتمناه للنهاية، حيث بذل ما في وسعه لمساعدة الفراعنة، لكن يد واحدة لا تصفق، وعدم وجود منظومة قوية تحيط بصلاح من النجوم القادرين على دعمه وإسناده، إلى جانب الإشكاليات التي نخرت في جسم المنتخب، كلها وقفت ضده في تحقيق الحلم الذي راوده وراود بقية المصريين والعرب جميعا.
وفي المقابل، كان محرز يرد على الانتقادات التي طالته بأنه لا يشارك كثيرا مع مانشستر سيتي وأنه يمر في مرحلة تراجع، بإخراج كل ما في جعبته خلال البطولة الأفريقية، فكان بحق شعلة نشاط وحيوية في الفريق، يتحرك هجوما ودفاعا، يساند زملائه، ويقود الجزائر بكل فعالية نحو المباراة النهائية، بهدفه الأسطوري بالمرمى النيجيري في الثواني الأخيرة من مباراة قبل النهائي.
(فخر العرب) لقب مطاط، وقادر على احتواء جميع المواهب العربية القادرة على تمثيل العرب بالشكل الأمثل، وإلى جانب صلاح ومحرز، قد يظهر هناك نجم يطغى عليهما معا، ويتفوق على ما حققاه، وحينها سينظر العرب جميعا له على أنه فخرهم..ولم لا والمواهب العربية تتقاطر تباعا نحو الدوريات الكبرى، وقد يكون لدينا في المستقبل فريق كامل من النجوم الذي يستحقون هذا اللقب.
قد يكون لمواقع التواصل الاجتماعي دور في هذا السجال الغريب، والذي لم نشهده ونجوم آخرون يشقون طريقهم في عالم كرة القدم، فبات من السهل على الجميع المساهمة بالرأي، وطرح الموقف، على العكس من الماضي، الذي كان فيه الجمهور العربي مجرد متلق، ولا قدرة له على المشاركة بالرأي.
دعونا من هذه النقاشات الفرعية التي لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة التفوق بعالم الكرة، ففخر العرب هو من يسعد العرب، ويحقق أمنياتهم، ويقدم أنموذجا رائعا داخل الملعب وخارجه، أداء وخلقا وانتماء لتراب وطنه، محمد صلاح فخر العرب، ورياض محرز فخر العرب، وكل نجم قادر على الإضافة في ملاعب الكرة والتميز مع فريقه ومنتخب بلاده هو فخر للعرب، ولنتوحد الآن معا خلف ممثل العرب في البطولة الأفريقية، ونحتفل بلقب جديد للعرب جميعا.
قد يعجبك أيضاً



